سياسة دولية

وفد وزاري تركي يزور ليبيا لمراجعة الاتفاقات.. ما الرسائل؟

الوفد التركي ناقش مع الدبيبة خطوات الحل السياسي والعلاقات بين البلدين - جيتي

أثارت زيارة وفد وزاري تركي كبير إلى العاصمة طرابلس وتوقيع عدة اتفاقات مع حكومة الدبيبة بعض التساؤلات عن هدف الخطوة وعلاقتها بالانتخابات وما إذا كان الهدف منها الدعم أم الضغط. 

ووصل وفد تركي برئاسة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو يضم وزراء: الطاقة والدفاع والتجارة لبحث التعاون في مجال التدريب العسكري ومناقشة ملف الانتخابات ومراجعة وتوقيع بعض الاتفاقات مع حكومة الدبيبة وذلك بقرار من الرئيس التركي "أردوغان". 

"تفاهم وحل سياسي" 


وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الوفد ناقش مع الدبيبة خطوات الحل السياسي والعلاقات بين البلدين، وأنه وقع مذكرتي تفاهم في مجال الاستثمار النفطي والطاقة الهيدروكربونية. 

في حين أكدت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش أنه "تم الاتفاق مع الجانب التركي على خطة لإجراء الانتخابات بعد الاتفاق على قاعدة دستورية ويتولى البرلمان إصدار قانون لتنفيذها". 

فهل تحمل الزيارة التركية رفيعة المستوى دعما لحكومة الدبيبة أم ضغطا لأجل الانتخابات؟ وما الرسائل المحلية والدولية؟ 

"مصالح وانتخابات تركيا" 


وقال الكاتب والمحلل السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير إن "تركيا زرعت وتحتاج الآن أن تحصد مع قرب الانتخابات هناك، لذا دعم أو عدم دعم أي طرف في ليبيا هو لتحقيق مصالحها وليس لقناعتها به، فالأمور هنا اقتصادية بامتياز ولا أعتقد أن الانتخابات الليبية موجودة على الأجندة". 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الموضوع كله يتعلق باستثمار المنطقة الاقتصادية في استخراج النفط والغاز وما يتعلق بذلك من إجراءات عسكرية، أما بخصوص انتخابات ليبية فلن تحدث قبل مرور عامين على الأقل وهي المدة اللازمة لترتيب الأمور في ليبيا من قبل أصحاب المشروع "قطر وتركيا ومصر""، وفق رأيه.  

 

اقرأ أيضا: تركيا تعلن توقيع اتفاقية مع ليبيا في مجال النفظ والغاز

"تأمين الاتفاقات" 


في حين رأى الأكاديمي المصري وخبير الشؤون الأفريقية والتركية، خيري عمر أن "تركيا موجودة بقوة في الملف الليبي منذ سنوات وهذه الزيارة امتداد لتأكيد هذا التواجد وهو تأكيد أيضا أن أنقرة تتواصل مع الدبيبة كون حكومته لا زالت معترفا بها دوليا لذا تم توقيع اتفاقات رسمية مع هذه الحكومة". 

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "حكومة الدبيبة مؤهلة لتوقيع اتفاقات وإقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية، أما الحديث عن الانتخابات فهو يتماشى مع الموقف الدولي بدعم إجراء الانتخابات، لكن حتى تجرى العملية لا بد من توافق دولي ومحلي وكان المفترض أن يتم ذلك في اجتماعات برلين لكن لم يحدث ذلك".  

وأضاف: "وبخصوص الاتفاقات ومراجعتها أو توقيع جديد منها فهو توجه لتثبيت وتأمين هذه الاتفاقات سواء السابقة أو الحالية، ورغم ذلك فإن إلغاء الاتفاقيات وارد كون حصانة هذه الاتفاقات يرتبط بالاستقرار السياسي والأمني للبلد، والاتفاقية النفطية تأتي في إطار التنافس السياسي والاقتصادي الإقليمي والدولي بخصوص المتوسط ورد فعل البرلمان الليبي طبيعي بسبب وجود خلاف قانوني بينه وبين الحكومة"، كما قال. 

"دعم الدبيبة والانتخابات" 


رئيس التجمع الوطني لإنقاذ فزان (غير رسمي)، وسام عبد الكبير أكد أن "توقيت الزيارة يحمل إرهاصات الدعم السياسي لحكومة الدبيبة وتمديد بقائها، وقد يكون أيضا استغلال الفرصة من قبل الجانب التركي قبل أن تتشكل خارطة سياسية جديدة في المشهد الليبي". 

وتابع: "القيادة التركية تسعى إلى تثبيت الاتفاقيات العسكرية قبل وصول سلطة تنفيذية جديدة، أما التوقيت فهو مدروس جدا كونه جاء في ظل انهيار مشروع حكومة باشاغا وقرب وصول المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا والمتوقع أن يطرح خطة سياسية مدعومة دوليا توصل للانتخابات"، وفق تقديره وتصريحه لـ"عربي21".