يتحدث رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك، للمرة الأولى أمام البرلمان الأربعاء، في وقت يتعهد فيه بإصلاح "أخطاء" سابقته ليز تراس التي استقالت مؤخرا، ليكون في مواجهة معارضة عمالية تحسن مواقعها في استطلاعات الرأي، وتطالب بانتخابات مبكرة،
وللمرة الأولى يواجه رئيس حكومة غير أبيض مجلس العموم البريطاني، ليكون أمام النواب ظهر الأربعاء خلال جلسة مساءلة، كأول هندوسي رئيس للوزراء يتحدر من أصول تعود إلى الهند التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة، إلى جانب كونه أصغر من شغل هذا المنصب في تاريخ البلاد.
أخطاء تراس
وبعدما التقى الملك تشارلز الثالث، الذي كلفه بتشكيل حكومة، فقد وعد سوناك بإصلاح "الأخطاء" التي ارتكبت في عهد ليز تراس التي استقالت بعد 44 يوما في السلطة.
وأضاف: "سأضع الاستقرار الاقتصادي والثقة الاقتصاديين في قلب برنامج هذه الحكومة. وهذا يعني أنّ هناك قرارات صعبة يجب أن تُتخذ".
وسوناك مؤيد لخفض النفقات من أجل كبح التضخم، بدلا من اللجوء إلى الاستدانة لدعم الأسر على عكس ما كانت تقوم به ليز تراس.
ولكن النائبة العمالية ناديا ويتوم، قالت، إن "سوناك وزوجته يملكان ثروة تقدر بحوالي 730,000,000 جنيه إسترليني. وهي تمثل ضعفي ثروة الملك تشارلز الثالث ذاته!.. تذكروا هذا الأمر حين يتحدث عن اتخاذ قرارات صعبة".
اقرأ أيضا: من هي زوجة سوناك رئيس وزراء بريطانيا الجديد؟
المعارضة العمالية
ويواجه سوناك معارضة عمالية تطالب يوميا بانتخابات عامة مبكرة، بدون الانتظار حتى 2024، منددة بسياسة المحافظين التي أدت إلى "تدهور الاقتصاد"، في وقت تتقدم فيه في استطلاعات الرأي على المحافظين بفارق كبير.
وهنأ زعيم حزب العمال كير ستارمر، الثلاثاء على "تويتر"، سوناك، لكنه أكد أن "البريطانيين بحاجة إلى انطلاقة جديدة، وللتحدث عن مستقبل" البلاد.
وتولى ريشي سوناك، مهامه بعد أن فاز بالتزكية كمرشح رسمي وحيد لخلافة ليز تراس التي استقالت الأسبوع الماضي.
وتسلم سوناك مهامه دون أن يكون قد ألقى أي كلمة علنا، وبدون استشارة أعضاء الحزب.
وأصبح سوناك ثالث رئيس وزراء بريطاني في أقل من 50 يوما، والسادس منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، لكنه استبعد إجراء انتخابات مبكرة، يخشاها المحافظون الذين يحكمون منذ 12 عاما، بسبب توقعهم خسارتها.
وبحسب استطلاع أجراه معهد "إبسوس" ونشر الاثنين الماضي، فإن 62% من الناخبين يرغبون في مثل هذا الاقتراع قبل نهاية 2022.
حكومة جديدة
وقرر سوناك إبقاء وزير المال جيريمي هانت في المنصب الذي عينته فيه تراس على عجل منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، لتهدئة العاصفة المالية الناجمة عن برنامجها الاقتصادي.
وقام هانت منذ تعيينه بإلغاء كل التخفيضات الضريبية التي أعلنتها حكومة تراس، وحذر من إجراءات صعبة آتية، ما أثار مخاوف من عودة التقشف.
ويتوقع أن يطرح إجراءات جديدة بشأن الموازنة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر.
ويسعى سوناك إلى توحيد صفوف النواب المحافظين المنقسمين جدا بعد 12 عاما في السلطة. ونجح في الحصول على دعم موالين سابقين لرئيس الحكومة الأسبق بوريس جونسون، فيما كان البعض اتهمه بالخيانة في تموز/ يوليو بعد استقالته من منصب وزير المال، حين تبعته حوالي 60 شخصية أخرى ما سرّع في رحيل جونسون.
اقرأ أيضا: الغارديان: هل يسيطر سوناك على حزب المحافظين المفكك؟
وعيّن سوناك حليفه المقرب دومينيك راب وزيرا للعدل، ونائبا لرئيس الوزراء، وهما منصبان شغلهما في عهد بوريس جونسون.
وأعاد كذلك تعيين سويلا برافرمان المحافظة المتشددة وزيرة للداخلية، بعد أقل من أسبوع على استقالتها من المنصب، وهو ما ساهم في سقوط تراس.
وهي تحظى بنفوذ في الجناح اليميني من الحزب، ولديها موقف متشدد جدا بشأن الهجرة.
وفي أوج الحرب في أوكرانيا، أبقى سوناك جيمس كليفرلي في منصبه وزيرا للخارجية وبن والاس وزيرا للدفاع.
وكأول اتصال له مع زعيم أجنبي، تحدث سوناك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء، وأكد له أن بإمكانه الاعتماد على دعم المملكة المتحدة "الراسخ" لبلاده في مواجهة "الغزو الروسي".
شركة لترامب أمام القضاء بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي
لماذا تكتسب الانتخابات النصفية الأمريكية أهمية بالغة؟
بيلوسي تصف ترامب بـ"الجبان" بشأن شهادته أمام الكونغرس