قالت صحيفة "
الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها إن المظاهرات التي تشهدها
الصين احتجاجا على إجراءات الإغلاق بسبب تفشي فيروس
كورونا لم يسبق أن شهدتها البلاد منذ عقود.
وفسرت الصحيفة ذلك بالقول إن الاضطرابات الحالية تختلف من حيث حجمها وانتشارها في المدن الكبرى مثل ووهان وبكين وشانغهاي وشينغدو، وهونغ كونغ، حيث انتقلت
الاحتجاجات إلى الجامعات العريقة.
وأشارت إلى أن المحتجين يرفضون سياسة "صفر إصابة" التي تتبعها السلطات الصينية، قائلة إنه "على الرغم من خوف الكثير منهم ورفعهم لأوراق بيضاء، فإن البعض جاهروا بمطالب حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وحتى رحيل شي جينيبينغ والحزب الشيوعي".
واعتبرت "الغارديان" أن هذه المطالب تعتبر تحديا كبيرا للسلطة بالنظر إلى القيود المفروضة على الحريات في البلاد.
ولاحظ الناس في الصين لدى مشاهدتهم لمباريات كأس العالم المشجعين في مدرجات الملاعب دون كمامات، فعروفوا أن غيرهم في الكثير من بقاع العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط، يعيشون حياة طبيعية، دون قيود وبلا إغلاق، بحسب الصحيفة.
ثم ذاع خبر مقتل 10 أشخاص بينهم أطفال بينما كانوا في الإغلاق في شينجيانغ. وتحدى سكان شينجيانغ القيود المشددة وخرجوا في مظاهرات، منددين بالإجراءات غير الإنسانية التي تسببت في الكارثة، ثم توسعت الاحتجاجات لتشمل شانغهاي.
وعلى غير العادة لم تواجه أجهزة الأمن المحتجين بالقمع المعهود بل اكتفت باعتقال عدد قليل منهم.
وذكرت الصحيفة أن الكثير من الصينيين يدعمون إجراءات صفر إصابة ويعتبرونها ضرورية. كما أن ضعف حملة التلقيح ورفض السلطات توفير لقاحات أكثر فاعلية جعل كبار السن عرضة للمرض. فالإصابات في ارتفاع، وتخفيف القيود قد يؤدي إلى موجة وفيات جديدة.
والأفضل حسب الغارديان هو أن تشرع السلطات في حملة تلقيح تستعمل فيها اللقاحات المستوردة، وتمزج بين إجراءات الوقاية المختلفة منها ارتداء الكمامة، واختبارات الإصابة، والحجر الصحي، والاستثمار أكثر في الرعاية الصحية في البلاد.
وأضافت أنه مهما كان الحل لا بد أن يتمتع الصينيون بحرية مناقشة القرارات المتخذة، والقادة الذين فرضوها عليهم. فالحزب لا يسمح بهذا الأمر ولكن عليه أن يتذكر أن الاعتماد على القمع له حدود.