وجهت
صوفي بن دور، ابنة الجاسوس الإسرائيلي في
سوريا إيلي
كوهين، رسالة إلى دولة
الإمارات وسفيرها لدى الاحتلال، طالبتهم فيها بالتوسط لدى سوريا للإفراج عن رفات والدها المحتجز منذ إعدامه في سوريا عام 1965 بعد فضح أمر تجسسه لصالح الموساد.
وقالت ابنة الجاسوس كوهين في مقابلة مع موقع "
I24NEWS" : "أطلب من الإماراتيين الذين لديهم دور كبير في إسرائيل والمجتمع الدولي أن يساعدونا في الوساطة وأن نصل إلى تفاهمات مع السوريين من أجل إعادة جثمان والدي".
وتابعت: "أعتقد أن هذه فكرة ممتازة، لم أفكر بها وحدي، لكن أعتقد أن هذه وسيلة ممتازة، التوجه من خلال قناة عربية (في إشارة للإمارات). وأعتقد أنه يمكن أن نحصل على إجابات أفضل وإن كان هناك محفز فيمكن تنفيذ ذلك في الواقع وأن نتوجه بشكل رسمي إلى السفير الإماراتي في البلاد"، كما أشارت.
وتجدر الإشارة إلى أن علاقة عائلة كوهين والسلطات الإسرائيلية شهدت توترًا لفترة طويلة، وسط تراشق وتبادل تهم حول خلفية القبض على كوهين وكشف أمره في سوريا، وفق الموقع نفسه.
وسبق أن كشفت صحيفة "
يديعوت أحرنوت" العبرية، عن تكثيف الجيش الروسي البحث عن رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سوريا قبل نحو 55 عاما.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها، أن "روسيا وبالتعاون مع الجانب السوري والضغط الإسرائيلي، تبذل جهودا كبيرة لتحديد مكان رفات الجاسوس الإسرائيلي كوهين، تمهيدا لنقله إلى إسرائيل".
وذكرت أن "الجيش الروسي وصل إلى مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق قبل أيام للبحث، ما أدى إلى استياء الأهالي من العمليات الروسية، ومن نبش القبور وإخراج الرفات لفحصه".
وأفادت "يديعوت"، بأن "إسرائيل نجحت عبر سلسلة محادثات مع الطرف الروسي في الحصول على جزء من رفات جنودها المفقودين في سوريا، حيث عثر الجيش الروسي على رفات الجندي "زخاريا بومل" في مقبرة مخيم اليرموك بعد انسحاب المسلحين منها، وتم نقل رفات "بوميل" على متن طائرة تابعة لشركة "إل عال" بعد نقله من سوريا إلى دولة ثالثة يرجح أنها تركيا في آذار/ مارس 2019".
ونشرت وسائل إعلام روسية، العام الماضي صورا نادرة تعرض للمرة الأولى للجاسوس كوهين وهو يتجول في شوارع دمشق، ويقف على أحد الشرفات المطلة على العاصمة.
وبحسب "يديعوت"، فإن كوهين بدأ أنشطته السرية في سوريا عام 1961 منتحلا اسم "كامل أمين ثابت"، وعلى مر السنين، تمكن من تطوير علاقات متينة وأصبح "قريبا من رأس الحكومة السورية".
واستغل الجاسوس الإسرائيلي هذه العلاقات قي "نقل معلومات استخباراتية قيمة لإسرائيل، بشأن انتشار الجيش السوري في هضبة الجولان"، وكان كوهين في ذروة نشاطه "مرشحاً لمنصب نائب وزير الدفاع السوري"، بحسب الصحيفة.
وأعلن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في منتصف 2018، عن استعادة ساعة يد الجاسوس الإسرائيلي كوهين، وذكر موقع "i24" ، أن "الموساد أعلن استعادته لساعة اليد التي ارتداها الجاسوس كوهين في سوريا، وذلك في ختام عملية خاصة"، مشيرا إلى أن "رئيس الموساد يوسي كوهين عرض هذه الساعة في مراسيم لإحياء لذكرى الجاسوس".
وذكر أن "الساعة المعروضة في مقر الموساد، كوسام وتخليد للمقاتل الأسطوري"، موضحا أن "دولة معادية احتفظت بالساعة بعد إعدام كوهين"، دون ذكر اسم تلك الدولة.
وسبق أن اتهمت أرملة الجاسوس الإسرائيلي كوهين، جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، بالتسبب في إعدامه على يد السلطات السورية، وقالت نادية كوهين، في مقابلة سابقة لها مع صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "لقد أجبروه على العودة إلى سوريا للعمل (للتجسس) وكانوا يعرفون مصيره وأنه انكشف"، وقالت: "لا أغفر لمشغليه الذين قاموا بإرساله إلى آخر مهمة..، لقد ذهب إلى موته شنقا".
وكوهين ولد عام 1924 بالإسكندرية في مصر لأسرة هاجرت إلى هناك من مدينة حلب السورية، وعمل جاسوسا للموساد في سوريا في الفترة بين 1961 وحتى 1965 منتحلا صفة رجل أعمال يدعى كامل أمين ثابت.
وفي سوريا أقام كوهين علاقات وثيقة مع نخبة المجتمع السياسي والعسكري قبل الكشف عنه وإصدار حكم الإعدام بحقه عام 1965.