قررت سلطات برلين الموافقة على تسليم
دبابات "ليوبارد"، الألمانية الصنع إلى أوكرانيا، على ما أعلن المتحدث باسم الحكومة، شتيفان هيبشترايت، في بيان، الأربعاء.
وستسلم ألمانيا، من جانبها، 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2A6" إلى أوكرانيا من مخزون جيشها، كما أنها ستسمح بذلك للدول الراغبة في تزويد كييف بالدبابات التي بحوزتها.
ولاحقا، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الخبر، حيث كشف أن الدبابات لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر على الأرجح، قائلا إن "ألمانيا ستدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا ولكن دون أن تصبح طرفا في
الحرب".
وقال بيستوريوس في برلين: "لن نصبح طرفا في الحرب، وسنحرص على ذلك"، مضيفا أن ألمانيا ناقشت مع دول من بينها كندا وإسبانيا والبرتغال أفضل السبل للمضي قدما، وتتوقع أن يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تصبح الدبابات قابلة للتشغيل في أوكرانيا.
ورحّبت الرئاسة الأوكرانية الأربعاء، بموافقة برلين على تسليمها 14 دبابة ليوبارد ما اعتبرته "خطوة أولى"، ودعت الدول الغربية إلى تزويدها بمزيد من الأسلحة لصدّ الجيش الروسي.
وقال رئيس الإدارة الرئاسية أندري يرماك على "تليغرام": "تم اتخاذ خطوة أولى"، مطالبًا بأن يقوم "تحالف" دولي بتزويد كييف بدبابات ثقيلة. وأضاف: "نحن بحاجة لعدد كبير من دبابات ليوبارد".
في المقابل، وصف السفير الروسي في ألمانيا سيرغي نيتشايف، قرار برلين إرسال الدبابات بأنه "خطير للغاية"، و"ينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة" ويعني "الرفض النهائي من جمهورية ألمانيا الاتحادية للاعتراف بالمسؤولية التاريخية" عن جرائم النازيين.
وقال نيتشايف: "مرة أخر ى، نحن مقتنعون بأن ألمانيا، مثل أقرب حلفائها، ليست مهتمة بحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، إنها تريد التصعيد الدائم والضخ غير المحدود لنظام كييف بمزيد من الأسلحة الفتاكة. أصبحت الخطوط الحمر شيئًا من الماضي".
وأضاف: "اتخذت برلين هذا القرار في أيام الذكرى الثمانين لكسر الحصار المفروض على لينينغراد، والذي قتل فيه مئات الآلاف من المواطنين السوفييت. إنه يدمر بقايا الثقة المتبادلة، ويسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه للعلاقات الروسية الالمانية".
وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن الكرملين أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف إلى الجيش الأوكراني"، مضيفا أن "هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب".
وكانت مجلة "دير شبيغل" كشفت، الثلاثاء، أن المستشار الألماني، أولاف شولتس، قرر إرسال دبابات (ليوبارد 2) إلى أوكرانيا والسماح لدول أخرى مثل بولندا بالقيام بذلك بعد أن قال مسؤولون أمريكيون لوسائل إعلام إن واشنطن ستزود كييف بدبابات "أبرامز" الثقيلة.
ميدانيا، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار في شرق البلاد بعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء عليها، حيث أعلن المتحدث العسكري في شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي لـ"فرانس برس" أنه "بعد معارك صعبة لأشهر (...) فقد انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة"، رافضا تحديد تاريخ الانسحاب.
وكانت مجموعة فاغنر الروسية أعلنت الاستيلاء على سوليدار في 11 كانون الثاني/ يناير ثم جاء إعلان الجيش الروسي في الـ13 منه.
وتقع هذه المدينة الصغيرة في منطقة دونيتسك التي كانت تعد 11 ألف نسمة قبل الحرب، وهي معروفة بمناجم الملح، قرب باخموت النقطة الساخنة الأخرى في شرق أوكرانيا.
مقتل بريطانيين
أكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل عاملي إغاثة بريطانيين في أوكرانيا، خلال محاولتهما تنفيذ عملية إجلاء إنسانية في شرق البلاد، بحسب صحيفة الغارديان.
وقتل كريس باري، 28 عاما، وزميله أندرو باجشو، 47 عاما، الحاملين للجنسيتين البريطانية والنيوزيلندية، في قصف مدفعي استهدف سيارتهما، خلال محاولتهما إجلاء سيدة مسنة من مدينة سوليدار الأوكرانية، بحسب بيان لعائلة باجشو.
ويعمل الرجلان منذ أشهر كمتطوعين لمساعدة المدنيين على الفرار من جبهات القتال، وفقا للصحيفة.
وعلم أن الراحلين، سافرا إلى سوليدار، شرق أوكرانيا، يوم 6 يناير، بعد أن تعرضت المدينة لقصف كثيف، كجزء من هجوم موسكو المستمر منذ أشهر للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية في أوكرانيا.
في المقابل، أعلنت القوات الروسية الأربعاء، عن إحراز تقدم في باخموت بؤرة الصراع في شرق أوكرانيا حيث تدور معارك في بعض أحياء المدينة بحسب مسؤول في الاحتلال الروسي.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المسؤول المعين من
روسيا في منطقة دونيتسك، دنيس بوشيلين، قوله إن "معارك ضارية تدور في باخموت (...) يدور القتال في موقع على التخوم وآخر في الأحياء التي كانت لا تزال تحت سيطرة العدو مؤخرا".
وأوضح أن القوات الروسية وخصوصا مرتزقة مجموعة فاغنر "تتقدم".
وتتعرض باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفا، منذ الصيف لهجمات متكررة من القوات الروسية التي لم تنجح حتى الآن في خرق الدفاعات الأوكرانية.
والمدينة التي دمر القسم الأكبر منها ولا يتفق الخبراء على أهميتها الاستراتيجية، أصبحت في الأشهر الأخيرة الموقع الذي تكبد فيه الجانبان خسائر فادحة.