صدر العديد من ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، فور وقوع
عملية القدس، وسط مطالب من أعضاء الكنيست اليمينيين، لاتخاذ الحكومة مزيد من الإجراءات القاسية ضد الفلسطينيين، بما يتجاوز الرد الفوري، لكن الهجوم يثير القلق الإسرائيلي بشأن اتجاه التصعيد الخطير في الساحة الفلسطينية.
يوآف ليمور المحلل العسكري لصحيفة "
إسرائيل اليوم"، أكد أن "هجوم
بيت حنينا في القدس نوع من الهجمات التي لديها القدرة على تغيير الواقع، ولم يقتصر الأمر على ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين، بل يثبت حقيقة أن المشهد الفلسطيني باتجاه تصعيد متفجر بشكل خاص، وجاءت العملية انتقاما لأنشطة جيش
الاحتلال وجهاز الأمن العام- الشاباك في مخيم جنين، وقتل عشرة فلسطينيين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من السابق لأوانه ربط الأحداث بعضها ببعض، وسيتضح ذلك خلال التحقيق، عندما يُعرف ما إذا كان منفذ العملية على صلة بالمنظمات المسلحة، وإذا تبين أن هذا هو الحال، فستواجه إسرائيل معضلة كبيرة؛ لأنه لم يكن لدى قواتها الأمنية معلومات مسبقة عن المنفذ، وبقدر ما هو معروف، فهو من سكان القدس، ويحمل بطاقة هوية إسرائيلية تسمح له بالتنقل بحرية داخل الخط الأخضر، وهذه نقطة حرجة؛ لأنها تزيد من حدة مشكلة الفلسطينيين المقيمين في القدس".
وأكد أنه "في الوقت ذاته، أثارت عملية القدس الإشكالية التي تواجه الاحتلال في التعامل مع مستقبل المقدسيين، فهي تسيطر على أكثر من 300 ألف فلسطيني في أراضيها، يدعمون علنا العناصر المعادية، وسيكون هذا الأمر الآن بالتأكيد في قلب المناقشات الأمنية الإسرائيلية، وبافتراض أن الهجوم لم يتم توجيهه وتمويله من غزة أو الخارج، فستجد إسرائيل صعوبة في تقديم رد كبير".
وتابع: "إذا اتضح أنه كان بالفعل هجوما منفردا تصرف بشكل مستقل، وليس بالتنسيق والتعاون مع الآخرين، وبعيدا عن الرد الفوري، فإن الهجوم يثير القلق بشأن الاتجاه للتصعيد الخطير بالساحة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "عملية القدس أعادت لأذهان الإسرائيليين ما شهده 2022 من عمليات فدائية مسلحة في
الضفة الغربية، خاصة في شمالها، وحينها ذهب الاحتلال لتكثيف أنشطته العدوانية بشكل كبير، ونتيجة لذلك قتل أكثر من مائتي فلسطيني في الضفة الغربية".
"ومنذ بداية عام 2023، استشهد قرابة ثلاثين فلسطينيّا إضافيا، مما يثير اضطرابات كبيرة في الشارع الفلسطيني، ومطالبة السلطة الفلسطينية بالتحرك، التي أعلنت عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وتشير هذه التقديرات الإسرائيلية إلى أن هجوم بيت حنينا في القدس سيعمل على تحفيز المزيد من المسلحين الفلسطينيين على تنفيذ المزيد من العمليات، وعليه، فمن المتوقع أن يتم تعزيز قوات الاحتلال بشكل كبير في القدس المحتلة، وربما أيضا في الضفة الغربية، وهناك بالفعل سيتم تعزيز القوات عقب مهاجمة مخيم جنين، وهذا يعني مزيدا من الاحتكاكات، ومع ظهور المزيد من الضحايا الفلسطينيين، فسوف يستمر اتجاه العنف والتصعيد.
ورغم وجود عوامل دولية مختلفة ستعمل على تهدئة الأجواء السائدة، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأردن ومصر، لكن قدرتهم على النجاح محدودة في ظل تراجع سيطرة الاحتلال في الضفة الغربية، مما يوجه رسائل تحذير لجميع أجهزة المخابرات الإسرائيلية والإقليمية، التي تتوقع تكثيف العمليات الفدائية في المستقبل القريب.