نشرت مجلة "
ناشونال انترسيت" مقالا لجوي دوارت، أستاذ علوم الشرطة والأمن الدولي بجامعة أوتونوماس بلشبونة، البرتغال، أشار فيه إلى أهمية
مساعدة الولايات المتحدة للسودان لكي يصبح حليفا دائما للغرب.
وذكر الأكاديمي أن الأسبوع الجاري يعتبر حرجا بالنسبة للسودان وتكيفه نحو
الغرب، ففيه سيطور الجيش وقادة البلاد السياسيون والمدنيون خطة طريق لتنفيذ الاتفاق الإطاري الذي تعهدوا عند توقيعه الشهر الماضي بتنظيم انتخابات بعد المرحلة الانتقالية ومدتها عامان.
وبعد توقيع الاتفاق الإطاري، رحبت الولايات المتحدة مع النرويج والسعودية والإمارات وبريطانيا في بيان مشترك بـ "الخطوة الضرورية باتجاه بناء حكومة بقيادة مدنية وتحديد الترتيبات الدستورية" ودعت إلى "استمرار الحوار الشامل بشأن كل القضايا المهمة والتعاون لبناء مستقبل
السودان".
ورأى الأكاديمي أن المفاوضات هذا الأسبوع هي مكون مهم في هذا الحوار ويجب على الولايات المتحدة وشركائها النظر إليها كفرصة لتقييم كيفية تنفيذ اللاعبين السودانيين المتعددين للاتفاق الإطاري.
وأوضح أنه يجب على الولايات المتحدة انتهاز فرصة المفاوضات لتقييم الدور الذي سيلعبه اللاعبون السودانيون في بناء الدعم للاتفاق الإطاري والتأكد من تواصل مستمر ودعم للسودانيين الذين يستطيعون دعم السياسات المؤيدة للغرب ومنع التوسع الروسي والصيني والمتطرفين في البلد.
وكان الاتفاق الإطاري الموقع في 5 كانون الأول/ ديسمبر تتويجا لأشهر من عدم الإستقرار الذي أعقب انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر 2021 الذي قام به الجنرال عبد الفتاح البرهان وأطاح برئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك.
وأثر الانقلاب على علاقات الجيش السوداني، مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني بشكل أدى إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين والجيش، وبشكل قاد إلى إعادة حمدوك لمنصبه بعد شهرين. ولكنه استقال في كانون الثاني/ يناير 2022، وسط تظاهرات ضد الحكومة.
وفي ضوء المسار الهش للتعددية في السودان والذي أعقب الإطاحة بعمر البشير في عام 2019، يمثل الاتفاق الإطاري الموقع بين الجيش و40 جماعة سياسية ومدنية الطريق الأمثل للسلام في البلد، وهو إطار اعترفت به الولايات المتحدة وشركاؤها.
ومع ذلك تظل هناك القضايا الخلافية التي من الصعب ردمها مع بداية المفاوضات هذا الأسبوع، بما في ذلك العدالة الإنتقالية، إصلاح الأمن والجيش، وتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام الموقعة في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 والتي وقعتها الحكومة الإنتقالية وممثلون عن الجماعات المسلحة في دارفور وكذا تفكيك نظام البشير والبنى المتبقية منه.
ويعتبر الاعتراف بالمصاعب التي تقف في الطريق تقييما لما هو على المحك للولايات المتحدة في السودان، مثل التعاون المتبادل في مكافخة الإرهاب، واعتراف السودان بإسرائيل بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم والجهود لتقوية العلاقات السودانية- الإسرائيلية والحاجة لمواجهة التأثير الروسي والصيني في البلد، وبخاصة فيما يتعلق بالقاعدة البحرية والمنشآت العسكرية السودانية على البحر الأحمر، وهي رهانات عالية للمصالح الأمريكية.
وعليه يجب على الولايات المتحدة العمل مع القادة السودانيين الذين دعموا الاتفاق الإطاري وخلق بنية محفزة للنخبة السودانية من أجل تطبيق الاتفاق واتباع مسار مؤيد لأمريكا في البلاد.
وأشار إلى الجنرال محمد حمدان دقلو،
حميدتي الذي يجب على الولايات المتحدة التعامل معه، وبخاصة بعد شجبه انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وانتقد فشله ودعا لمشاركة الجيش في اتفاق 5 كانون الأول/ديسمبر.
ومن المهم كما يقول الكاتب الاعتراف بأن الاتفاق وهو الخطوة الأولى للانتخابات في السودان لن يحدث بدون دعم منه، وبخاصة أن حميدتي يعتبر من أهم صناع القرار المؤثرين في السودان.
ودعا حميدتي لحضور أمريكي واسع في السودان وكان أول قائد سوداني يدعو لتوسيع التعاون العسكري والاقتصادي بين السودان وإسرائيل.
ومع أن اللاعبين العسكريين في السودان والمنطقة بشكل عام لديهم سجل فقير في حقوق الإنسان والحكم، فمن المهم أن تعترف الولايات المتحدة بهذا عندما يتبنى هؤلاء اللاعبون سياسات مؤيدة لأمريكا وتزيد واشنطن التعاون معهم عندما يفعلون.
ويرى الكاتب أن بعض قطاعات مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية تريد تجنب التعاون مع الجيش لصالح التحاور مع المدنيين. ولن يخدم هذا المصالح القومية الأمريكية بل وسيعرقل التأثير الأمريكي في السودان والمنطقة.
وسيشارك كل اللاعبين غير المتشددين بالمفاوضات على الطاولة لتحديد شروط العملية الانتخابية في السودان. ويعتمد نجاح هذه الحوارات على التوافق بين المدنيين والعسكريين. ومحاولة العمل مع اللاعبين المدنيين سيكون ضيق نظر من أمريكا ويهدد أول فرصة حقيقية للتقدم منذ الإطاحة بالبشير عام 2019.
وأضاف الأكاديمي أنه يجب على واشنطن زيادة تعاملها مع كل اللاعبين من ذوي العلاقة في السودان، ومن يدعمون أولويات السياسة الأمريكية في السودان وتحوله إلى حليف دائم للغرب.