نشر موقع "بوليتكس توداي" تقريرا تحدث فيه عن انضمام الأرجنتين والسعودية القريب إلى مجموعة
البريكس، مما سيعزز النظام العالمي متعدد الأقطاب.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن العالم شهد تحولا في ميزان القوى العالمي، مع ظهور قوى اقتصادية وسياسية جديدة. وأحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو ظهور دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، ككتلة إقليمية رئيسية قوية على المسرح العالمي، وهي مجموعة من البلدان التي تمثل بعض الاقتصادات الأسرع نموا في العالم، وتعمل معا لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب وتحدي هيمنة القوى الغربية التقليدية.
وأضاف الموقع أن الأرجنتين والسعودية قد تنضمان قريبا إلى مجموعة بريكس، مما سيعزز تكتل النظام العالمي متعدد الأقطاب، وفقا لشائعات وسائل الإعلام الأخيرة، حيث أعربت
السعودية عن اهتمامها بالانضمام إلى دول البريكس، وفقا لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الذي كان في المملكة مؤخرا، وإذا حدث ذلك، فإن انضمام هاتين الدولتين سيعود بالفائدة على المجموعة والعالم بأسره، سياسيّا واقتصاديّا.
وبحسب الموقع؛ تعد السعودية لاعبا إقليميّا وعالميّا مهمّا في السياسة العالمية، ومن الآن فصاعدا، ستوفر إضافتها إلى مجموعة البريكس تأثيرا اقتصاديّا وسياسيّا كبيرا للمجموعة. على سبيل المثال؛ ستوفر عضوية السعودية شريكا مهمّا في المنطقة لهذه المجموعة، وستساعد في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، تعد السعودية لاعبا رئيسيّا في صناعة البتروكيماويات العالمية، بطاقة إنتاجية تزيد عن 70 مليون طن سنويّا، وقبول السعودية في البريكس سيوفر لأعضائها شريكا موثوقا به في قطاع الطاقة، وسيساعد على تعزيز الاستقرار في سوق النفط العالمية.
وأفاد الموقع أنه بالمقابل، فإن عضوية الأرجنتين ستجلب منافع اقتصادية قيّمة للمجموعة، وستساعد في تعزيز التجارة والاستثمار بين دول البريكس وأمريكا اللاتينية. فوفقا لسجلات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين 406.2 مليارات دولار، مما يجعلها ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
بالإضافة إلى ذلك؛ تتمتع الأرجنتين بقطاع تصنيع قوي في مجال السيارات وصناعات الفضاء، وستمنح عضوية الأرجنتين في بريكس الأعضاء الآخرين الدخول في هذه الصناعات، وتساعد في تحفيز التعاون في مجال التصنيع.
ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من مواجهة الأرجنتين والسعودية لتحديات اقتصادية في السنوات القليلة الماضية، فإن الانضمام إلى البريكس يمكن أن يوفر لهما فرصا جديدة للوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز التنمية والنمو الاقتصادي.
على سبيل المثال، وفق الموقع؛ في حالة السعودية؛ فإن الانضمام إلى مجموعة بريكس سيوفر لها فرصا جديدة للاستثمار والتجارة، مما سيساعدها على تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على صادرات النفط. كما أن إضافة السعودية إلى دول البريكس، تعد أمرا جوهريا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر التحول المستمر نحو مصادر الطاقة المتجددة، الذي من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض في الطلب على النفط في السنوات المقبلة. في واقع الأمر، فإن انضمام السعودية إلى مجموعة البريكس سيمنحها الوصول إلى التقنيات والخبرات الجديدة، التي ستكون ضرورية لجهودها لتنويع اقتصادها وخلق وظائف جديدة.
وأوضح الموقع أنه في أعقاب الأزمة الاقتصادية المستمرة في الأرجنتين، فإن الانضمام إلى البريكس سيوفر لها فرصا جديدة للتجارة والاستثمار، مما سيساعدها على تحفيز اقتصادها وخلق فرص عمل جديدة. إن الأزمة الاقتصادية المستمرة في الأرجنتين، التي تميزت بتضخم مرتفع وعجز مالي وتجاري كبيرين، تجعل مجموعة بريكس فرصة جديدة للبلاد، وسيتيح لها الانضمام إلى مجموعة بريكس الوصول إلى التقنيات والخبرات الجديدة، التي ستكون ضرورية لجهودها لتحديث اقتصادها وخلق فرص عمل جديدة.
وأشار الموقع إلى أنه من وجهة النظر الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية؛ تعمل دول البريكس على إنشاء نظام عالمي أكثر حيادية، ومن شأن إدراج السعودية والأرجنتين في المجموعة تعزيز هذه الجهود، حيث تعمل مجموعة بريكس - ككتلة اقتصادية - على مقترحات متنوعة لتعزيز هذا النظام العالمي متعدد الأقطاب. على سبيل المثال؛ يعد إنشاء بنك التنمية الجديد وترتيب الاحتياطي الطارئ، المصمم لتوفير مصادر تمويل بديلة للبلدان النامية، مبادرة رئيسية لمجموعة بريكس، وسيعزز إدراج السعودية والأرجنتين في المجموعة هذه المبادرات بشكل أكبر، ويوفر المزيد من الموارد والدعم لهذه الجهود.
واعتبر الموقع أنه من وجهة النظر الاستراتيجية؛ فإن إدراج السعودية والأرجنتين في مجموعة بريكس من شأنه أن يعزز الاستقرار الإقليمي والتعاون على الساحة العالمية، حيث تعتبر السعودية والأرجنتين لاعبيْن إقليمييْن رئيسييْن، وستجلب عضويتهما خبرات إقليمية قيّمة لدول البريكس في هذه المناطق.
وختم الموقع تقريره بالقول؛ إن انضمام السعودية والأرجنتين إلى دول البريكس سيحقق فوائد اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة، حيث إن إضافة قوتين إقليميتين إلى بريكس من شأنه أن يعزز نفوذ هذه الكتلة في مناطق معينة، ويعزز النظام العالمي متعدد الأقطاب، ويوفر فرصا جديدة للنمو والتنمية، وينشر الاستقرار والتعاون الإقليميين، ويعزز التبادلات الثقافية والتعليمية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)