لليوم الـ16 على التوالي، يواصل
الأسرى في سجون الاحتلال، خطواتهم الاحتجاجية النضالية الرافضة لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير التي تستهدفهم، فيما نفذت وحدات القمع التابعة لـ"مصلحة
السجون" الأربعاء، اعتداءات ضد أسرى سجن
النقب.
إرباك ليلي
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطينيّ، أن نضال الأسرى وخطوات العصيان في تصاعد، حيث سينفذ الأسرى خطوة "الإرباك الليلي"، داخل السجون؛ المتمثلة بالطرق على الأبواب والتكبير عند الساعة العاشرة مساء الأربعاء.
وأفادت مؤسسات الأسرى في بيان مشترك لها وصل "عربي21" نسخة عنه، بأن إدارة سجون الاحتلال وسعت من دائرة إجراءاتها التنكيلية بحقّ الأسرى، وذلك بعد أن أبلغت إدارة سجن النقب الأسرى أنها بصدد فرض إجراءات جديدة بحقّهم، تتمثل في إغلاق "الكانتينا" يومي الجمعة والسبت، وفرض تضييق على إدخال الملابس للأسرى، بحيث يشترط على كل أسير يدخل ملابس له، أن يخرج ما لديه من ملابس.
ونوهت إلى أن "سجن "النقب" شهد حالة من التوتر الشديد، وردا على ذلك أغلق الأسرى كافة الأقسام، بحيث تم وقف جميع مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية، التي تحكمها أنظمة السّجن، والتي تندرج ضمن خطوات العصيان التي رسخها الأسرى مؤخرًا في إطار معركتهم الراهنّة، والمستمرة منذ 16 يوما، ضد إجراءات بن غفير، والتي ستستمر حتّى الإعلان عن الإضراب عن الطعام مع بداية شهر رمضان".
ولاحقا هاجمت قوات الاحتلال أقساما في سجن النقب، واعتدت على الأسرى الذين ردوا بإحراق غرف داخل أحد الأقسام.
وأوضح نادي الأسير الفلسطينيّ، أنّ إدارة سجن النقب، "تنفذ عدوانا منذ الساعة العاشرة صباحا بحقّ الأسرى، بعد أن نفّذ الأسرى خطوات احتجاجية جماعية تمثلت في الخروج إلى ساحات السّجن والاعتصام فيها، ضد الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها إدارة السّجن بالأمس، وردت الإدارة باستدعاء وحدات من القمع، وإغلاق كافة الأقسام، وبالمقابل شرع الأسرى بالتكبير، وإلقاء بعض المقتنيات خارج الغرف".
وأضاف في بيان له وصل "عربي21": "ولاحقًا أقدمت قوات القمع على اقتحام قسمين على الأقل وهما قسما "6" و"28"، وقطعت الكهرباء عن السّجن، والأسرى ردوا بإخراج الكهربائيات من غرفهم، والتكبير والطرق على الأبواب في الأقسام التي يقبع فيها الأسرى داخل الغرف".
وأكد نادي الأسير، أنّ "كافة المعطيات الواردة تباعًا تؤكّد أنّ الأمور ذاهبة نحو التّصعيد في مختلف السّجون، وخاصّة في "النقب"، الذي يعتبر من أكبر السّجون المركزية التي يقبع فيها الأسرى، ويبلغ عددهم نحو 1300".
وكان مكتب إعلام الأسرى قال في سلسلة تغريدات له على "توتير"، إن "أجواء متوترة جدا تسود سجن "النقب" في أعقاب اقتحام وحدات القمع لقسم "6" وفرض عقوبات جديدة على الأسرى"، منوها إلى أن "إدارة سجن النقب تواصل فرض العقوبات على الأسرى وتفرض إجراءات جديدة تمس بحقوق الأسرى الإداريين والمتمثلة في الملابس والعلاج".
وأضاف المكتب: "الأسرى الإداريون يجرون مناقشات وحوارات للرد على قرارات إدارة سجن النقب والتي تستهدف حقوقهم".
ونبه إلى أن "إدارة السجون تهدد بقمع الأسرى بعد قرارهم عدم الوقوف للعدد وتستدعي قوات الاحتياط"، موضحا أن "وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، اقتحمت قسم 28 في سجن النقب، حيث علت أصوات التكبيرات وطرق الأبواب".
ومن بين الإجراءات التنكيلية التي تستهدف الأسرى، "التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام بحيث يسمح للأسرى بالاستحمام في ساعة محددة، كما أنه تم وضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن نفحة"..
إضافة إلى "تزويد الأسرى بخبز رديء، وفي بعض السّجون زودت الإدارة الأسرى بخبز مجمد، كما أنها ضاعفت من عمليات الاقتحام، والتفتيش بحقّ الأسرى، والأسيرات مؤخرا، مستخدمة القنابل الصوتية، والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات".
وعبرت مؤسسات الأسرى عن رفضها، "المصادقة بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون حرمان الأسرى من العلاج، وبعض العمليات الجراحية، ومصادقة اللجنة الوزارية التشريعية في حكومة الاحتلال على مشروع قانون يقضي بإعدام الأسرى الذين نفّذوا عمليات مقاومة ضد الاحتلال".
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال "ضاعفت عمليات العزل الانفرادي بحقّ الأسرى، وسحب التلفزيونات من أقسام الموقوفين الذين يقبعون في الأقسام التي تسمى المعبار"، منوهة إلى وجود "تصعيد في عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة، وأسرى المؤبدات بشكل خاصّ".
وسبق أن أكدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، في بيان مقتضب لها أن "من قرّر محاربتنا برغيف الخبز والماء؛ سنرد عليه بمعركة الحرية أو الاستشهاد"، معلنة عن سلسلة خطوات نضالية ضد إجراءات الوزير المتطرف بن غفير؛ "تبدأ بالعصيان، وتكون ذروتها بإعلان الإضراب عن الطعام في الأول من شهر رمضان المبارك".
ويبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نحو 4780، من بينهم 160 طفلا، و29 أسيرة، و914 معتقلا إداريا، وقد بلغ عدد الشهداء من الأسرى داخل السجون 235 شهيدا.