صحافة إسرائيلية

"تشبه إخفاق فيتنام".. تحذير إسرائيلي من حرب غير ضرورية في غزة

قال الكاتب؛ إن اليمين المتطرف قد يتسبب بحرب في غزة بسبب مجرد نظرة أيديولوجية دينية - جيتي
في الوقت الذي صادق فيه كنيست الاحتلال على إلغاء قانون فك الارتباط، والانسحاب من المستوطنات الإسرائيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، صدرت أصوات يمينية ترحب بهذه الخطوة، بل إن الوزيرة أوريت ستروك زعمت بأننا "في يوم من الأيام سنعود إلى غزة" بعد الانسحاب منها في 2005، فيما صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه "يجب محو بلدة حوارة"، وما لبث أن زعم أنه "لا يوجد شعب فلسطيني".

في الوقت ذاته، فإن المطالب الصادرة عن أحزاب اليمين المتطرف مثل العصبة اليهودية والصهيونية الدينية، بمهاجمة غزة، وإعادة احتلالها، وإلا فإنها ستهدد بنيامين نتنياهو بإحداث أزمة ائتلافية، مما قد يستدعي من الحكومة حشد جنود الاحتياط، تمهيدا لخوض الحرب في غزة، استمرارا لما يحدث في أراضي الضفة الغربية.

إيتاي لاندسبيرغ نيفو الكاتب في موقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "هذه الحكومة التي يقودها اليمين المتطرف المجنون، ويطمح للتفوق اليهودي والحكم الديكتاتوري، قد يجر الإسرائيليين لحرب غير ضرورية في غزة، حرب غير مبررة، أسبابها مجرد نظرة أيديولوجية دينية، وأسبابها سياسية بحتة؛ لأن رئيس الوزراء الحالي الراغب بالبقاء في منصبه، وعدم تفكيك حكومته، سيقرر خوض الحرب".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو سيضطر لحسابات سياسية وحزبية استخدام الكذب والتحريض والدعاية والافتراءات ضد الفلسطينيين، وضد جنود الاحتياط، ويرسل الجيش إلى الحرب، وإرسال جنود الاحتياط الذين يحتجون حاليا على حكومته الدكتاتورية، مما يستدعي من جنود وضباط الاحتياط التحرك، وعدم خوض الحرب في غزة، رغم أنهم سيواجهون معضلة أساسية: إما طاعة الحكومة، أو الموت في الحرب".

وأكد أن "ذهاب الحكومة الحالية لحرب غير مبررة في غزة استجابة لمطالب اليمين تشبه حرب فيتنام، وهي واحدة من الأحداث الصادمة التي أثرت على الولايات المتحدة في القرن العشرين، رغم أنها حرب لم يتم الإعلان عنها رسميّا، واستغرقت أكثر من عشرين عاما، وشهدها خمسة رؤساء، وبينما كان عدد الجنود الأمريكيين في فيتنام خلال 1963، قرابة خمسة عشر ألف جندي أمريكي، فقد ارتفع العدد في عام 1968 إلى ستمائة ألف، عملوا جميعهم في عمليات عسكرية وجوية وبرية مشتركة".

وأشار أنه "رغم أن الأمريكان لم يعلنوا الحرب رسميا، لكن كل التصعيد تم بموجب أوامر رئاسية دون اتخاذ القرارات للنقاش العام، والموافقة عليها من قبل الكونغرس، ولذلك سمّي التدخل بالعمليات الأمنية والشرطية، ومن ثم لم يتطلب عقد الكونغرس لإعلان الحرب، مما يثير المخاوف الإسرائيلية أن يتكرر الموقف في غزة، باعتبارها حربا غير ضرورية، سواء نتيجة لاستفزاز المستوطنين، أو اليأس الفلسطيني أو الهجمات المسلحة، أو لعلها مبادرة سياسية من حكومة يمينية".




التحذير الإسرائيلي ينطلق من أن وضع جنود الاحتياط اليوم يشبه ما قبل الانقلاب القضائي، ويمكن أن يؤدي ذلك لحرب في غزة غير ضرورية، سياسية، كاذبة، حيث يفقد جنود الاحتياط والنظاميين في جيش الاحتلال حياتهم، في حين يواصل أعضاء الكنيست، ووزراء الحكومة، عملهم أبواقا في وسائل الإعلام، ويشغلون أوقاتهم في الاستوديوهات والمكاتب المكيفة، ويكذبون بشكل صارخ على الجمهور الذي يطالب بمقاضاة الفاسدين، الذين يطلقون اسم "الفوضويين" على معارضيهم.