كشفت صحيفة عبرية، عن تصاعد
اعتداءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، على المسيحيين وكنائسهم في مدينة
القدس المحتلة.
وأكدت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير أعده نير حسون، أن "عدد الاعتداءات العنيفة وأعمال تخريب ممتلكات المسيحيين والمؤسسات المسيحية في القدس قفزت منذ بداية السنة، ورؤساء كنائس القدس يربطون ذلك بالأجواء السائدة في الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وأوضحت مصادر في
الكنائس، أن شرطة الاحتلال "لا تتعامل بجدية بما فيه الكفاية مع الوضع (اعتداءات
المستوطنين)، كما أنها ترفض أن ترى في تراكم الأحداث العنيفة ظاهرة، رغم أن جزءا صغيرا من الاعتداءات يتم الإبلاغ عنها للشرطة، علما بأن عددها أكبر بكثير من العدد المعروف".
وورد في وثيقة للمركز الكنسي في القدس، وهي الجهة التي تنسق بين الطوائف المسيحية المختلفة، أنه شهد قس أرمني أنه "منذ بداية العام تم البصق عليه (من قبل المتطرفين اليهود) أكثر من 90 مرة، كما أن معظم الاعتداءات وأعمال تخريب الممتلكات حدثت في البلدة القديمة بالقدس".
ونوهت "هآرتس"، إلى أنه في اليوم الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي، قام مستوطنون بعملية تخريب في مقبرة للبروتستانت في جبل صهيون، و"تسبب هذا التخريب في الضرر لثلاثين من شواهد القبور، وبعد عشرة أيام تم خط عبارات تحمل شتائم على جدران دير الأرمن في البلدة القديمة وتم القيام بأعمال تخريب في دير الأرمن في معلوت بالجليل، وفي الشهر نفسه، تم الاعتداء على شباب مسيحيين في حي الأرمن بالقدس، وفي نفس اليوم ألقى مستوطنون يهود الكراسي على أشخاص كانوا يجلسون في مطعم للأرمن في البلدة القديمة".
وفي بداية شباط/ فبراير الماضي، "تم الإضرار بتمثال للمسيح في كنيسة توجد في طريق الآلام، وفي نهاية ذات الشهر، تم الاعتداء على رهبان أرمن في حي الأرمن، والأسبوع الماضي، هاج مستوطن إسرائيلي من أصل مسيحي، في الكنيسة التي توجد في جبل الزيتون وهدد الحاضرين وهو يحمل قضيبا من الحديد".
الأب فرنسيسكو باتون، حارس الأماكن المسيحية في الأرض المقدسة والمعين من قبل الفاتيكان، قال لـ"هآرتس": "ليس صدفة أن تقع هذه الأحداث الخطيرة بالذات في هذه الفترة، نحن نطالب حكومة إسرائيل وجهات إنفاذ القانون بالعمل بشكل حازم من أجل اجتثاث هذه الظواهر الصعبة".
وبحسب أقوال جون منير، من مركز روسينغ للتعليم و"الحوار بين الأديان": "طائفة الأرمن تقف في بؤرة الاعتداءات بسبب تواجدها القريب من الحي اليهودي وبسبب ملابس رجال الدين السيرانيين، التي تجذب انتباه المهاجمين، حيث يتعرضون للبصق والدفع والضرب على الرأس والشتم، وبين حين وآخر، يتم خط كتابات تجديف غرافييكية، وهناك هجمات أكثر جدية في داخل الكنائس، الناس يفكرون مرتين عند المرور عبر هذا الزقاق أو الزقاق الآخر".
ورفض منير، ما ذهبت إليه شرطة الاحتلال، من "نسب هذه الاعتداءات والجرائم إلى شباب وأشخاص لديهم مشكلات نفسية".
ويوم الجمعة الماضي، نظمت مسيرة تقليدية للمسيحيين الكاثوليك في القدس المحتلة بمناسبة "عيد الفصح"، هذه المرة احتجاجا على الاعتداءات، والمشاركون في المسيرة ارتدوا شالات عليها صورة تمثال المسيح الذي تم الاعتداء عليه وتخريبه الشهر الماضي".