يسود هدوء حذر على الحدود الشمالية مع
لبنان، وجنوبا مع
قطاع
غزة، بعد تصعيد من جانب المقاومة ضد قوات
الاحتلال التي قصفت قطاع غزة، وجنوب
لبنان.
وقالت القناة 12
الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألغى التعليمات الاستثنائية لسكان غلاف
غزة ويدعوهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
على الجانب
اللبناني، قالت قوات "يونيفيل" الأممية إن لبنان وإسرائيل لا يريدان الدخول
في حرب، رغم القصف الأخير.
وأكدت قوة
الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان أنّ الجيش الإسرائيلي أبلغها باعتزامه الرد
على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، قبل دوي انفجارات في محيط مدينة صور.
وأوضحت أن "الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب".
ودوّت ثلاثة
انفجارات على الأقلّ فجر الجمعة في منطقة صور في الجنوب اللبناني.
رسميا، قرر
لبنان تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، إثر القصف الإسرائيلي لمناطق في
الجنوب.
وقالت
الخارجية اللبنانية، في بيان، إن الوزير عبدالله بو حبيب، أوعز إلى بعثة
لبنان لدى الأمم المتحدة بـ "تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن إثر القصف
والاعتداء الإسرائيلي المتعمد فجر اليوم لمناطق في جنوب لبنان".
على جانب آخر،
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة في محاولات الوساطة لمنع
التصعيد العسكري بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبحسب وكالة أنباء
"قدس برس" فإن موقع "مفزاك لايف" العبري، قال اليوم الجمعة، إن
"إسرائيل" نقلت رسالة إلى الوسطاء المصريين مفادها؛ أن استمرار التصعيد
مرهون برد فعل التنظيمات الفلسطينية، كما أنه أفاد بأن مصر طلبت من "إسرائيل"
الامتناع عن إلحاق الأذى بالمدنيين والمباني السكنية، مشيراً إلى أن
"إسرائيل" ترفض حاليًا وقف الهجمات.
وأشار الموقع
نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إلى أن الجيش يركز في الوقت الحالي، على حركة حماس، محملا إياها مسؤولية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية.
المقاومة الفلسطينية: القصف سيقابل بالقصف
وأكد قيادي في المقاومة الفلسطينية أن "كل قصف سيقابل بقصف وكل عدوان إسرائيلي سيرد عليه بالمثل"، مشيرا إلى أنه بتوقف القصف الإسرائيلي انتهى رد المقاومة.
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذه هي القاعدة التي عملت بها المقاومة، وهي الرد المباشر على أي عدوان يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي".
ونبه القيادي، أن "المقاومة مارست حقها الطبيعي والمشروع في الدفاع النفس في وجه الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت المسجد الأقصى المبارك".
حشد في الأقصى
على جانب آخر، وبالرغم من كل التوترات، استقبل المسجد الأقصى في القدس المحتلة المصلين في صلاة الجمعة الثالثة في شهر رمضان، سبق ذلك تنظيف باحة المسجد
قبل الصلاة.
وقال المدير
العام لدائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، عزام الخطيب، الجمعة، إن الأوضاع
في المسجد الأقصى حاليا "هادئة" حتى الآن، وذلك في تصريحات له لقناة
"المملكة" الأردنية.
وتابع الخطيب
بأن وفود المصلين من الضفة الغربية المحتلة وصلت إلى مدينة القدس المحتلة
بأعداد كبيرة، لأداء صلاة الجمعة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن 130 ألفا شخص أدوا صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى.
وجاءت الصلاة بعد سلسلة اقتحامات من الشرطة الإسرائيلية للمسجد في الأيام الأخيرة أدت إلى إصابة عشرات واعتقال مئات وتصعيد إسرائيلي في قطاع غزة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت في بيان الخميس، نشر 2300 من عناصرها في مدينة القدس المحتلة.
ومنعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين الذكور دون سن 55 عاما من سكان الضفة الغربية، وجميع سكان غزة من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
وحالت هذه القيود دون تمكن عشرات آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة لن تصمت على
تمادي الاحتلال في المسجد الأقصى، طالبة من الفلسطينيين التوحد للتصدي
لـ"حكومة المتطرفين الإرهابيين"، بحسب الحركة.
وقال عضو
المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين، إن الانتهاكات والمجازر في
المسجد الأقصى والمخططات لهدم قبة الصخرة تستوجب على الأمة العربية والإسلامية
التحرك لنصرة مسرى نبيِّهم.
وقال الناطق
باسم الحركة حازم قاسم، في تصريحات صحفية: "ستظل قضية المسجد الأقصى قادرة على
تفجير الأوضاع في كل مرة، لأن شعبنا ومقاومته لن تمرر جرائم الاحتلال دون رد
عليها".
من جانبها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الفلسطينيين إلى النفير
العام لحماية المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه، والتصدي للاقتحامات ودعوات ما
يسمى "ذبح القرابين".
وقالت الحركة
في لبيان لها: "إن محاولات حكومة اليمين المتطرف لتحويل الصراع إلى ديني،
وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا خلافا للوضع التاريخي والقانوني الذي لن نسمح
به إطلاقاً، هي محاولات لا يمكن إلا أن تؤجج الأوضاع وتقود إلى مواجهة وحرب لا تحمد
عواقبها، تتحمل مسؤوليتها حكومة الاحتلال وحدها".