نشر
موقع "ناشونال إنتريست" مقالا للباحث في معهد "ديفنس برايوريتز"، جوف أمير، قال فيه إن الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية في
سوريا هي تذكير مؤلم
بضرورة الانسحاب من هناك، معتبرا أن العمليات الانتقامية للجيش الأمريكي فشلت بحماية
الجنود الأمريكيين.
وأشار
إلى أن القوات الأمريكية في سوريا والعراق تعرضت لنحو 18 هجوما منذ تولي الرئيس
الأمريكي جو
بايدن، ما يعني أنه بات على واشنطن سحب هذه القوات، قبل أن يدفع
الجنود ثمن تقاعس قادتهم.
وأضاف:
"لم يحدث أي شيء بعد 80 محاولة فاشلة لبناء ردع. وأكثر من هذا فإن الهجمات
القادمة ستذكر واشنطن أنها لا تستطيع قصف أعدائها وإجبارهم على الاستسلام".
واعتبر
الباحث أن الولايات المتحدة ليس لديها أسباب استراتيجية للبقاء في منطقة فيها
الكثير من المزالق والفوائد القليلة. وخلافا لذلك فهذه الجماعات متوطنة ووجدت أصلا
بهدف طرد الولايات المتحدة من المنطقة، وهذا يعني عمل هذه الجماعات على مدار
الساعة وستواصل العمل لحين مغادرة القوات الأمريكية المنطقة.
ورأى
أنه يجب أن تتناسب المخاطر التي يتكبدها الجنود الأمريكيون مع المنافع التي تعود
على الولايات المتحدة. فتنظيم الدولة، مبرر وجود القوات الأمريكية قد تلاشى إلى
كيان بدون أرض ومصادر واستنزفت قيادته بدرجة لم تعد تعرف هوياتهم.
ومن
المفارقة، فالحفاظ على وجود عسكري في العراق وسوريا يقوض أهداف احتواء إيران.
فالوجود الأمريكي يمنح إيران نفوذا على الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا
وتوسيع تأثيرها على الجماعات المعارضة لاحتلال واشنطن بلدهم.
وقد
أدى التأثير الإيراني على الحشد الشعبي لاستثمار المشاعر المعادية لأمريكا وحرف
النظام السياسي والأجهزة العسكرية للتحالف مع إيران وسياستها. ويقتضي الردع
الحقيقي السماح للجماعات المحلية بالقيام بدور ريادي.
وفي
غياب القيادة الأمريكية تفاوضت السعودية وإيران على اتفاق تسوية وإن لم يكن صداقة
لحل الخلافات بينهما.
ولم
يكن التأثير الأمريكي ضروريا أو شرطا ضروريا للمساعدة، بل كان عائقا حيث كان
غيابه رحمة. كما أن تأثير إيران ليس واسعا ومهيمنا كما يقول دعاة التخويف في
واشنطن. بل وحدت واشنطن شركاء غير محتملين معا، فالكثير من شيعة العراق لا يدعمون
حكم ولاية الفقيه في إيران.
وفضل
النظام السوري، ومن الناحية التاريخية، الاصطفاف مع جيرانه العرب. وفي غياب
أمريكا، فمن المحتمل أن يتراجع مجال تأثير إيران وسط الرفض العضوي لها. ولن يكون
تنظيم الدولة أو سوريا أو أي مبررات زائفة سببا في البقاء بالعراق وسوريا.
وتظهر
العمليات الانتقامية المتبادلة والأخيرة أن نفس الصيغة لا تؤدي إلى نتائج ناجحة.
فقد جربت في ظل دونالد ترامب وفشلت، وجربت في ظل بايدن وفشلت مرة أخرى، فبقاء
الوضع على ما هو لا يؤدي إلى شيء نافع للولايات المتحدة، قواتها أو شعبها وهو
بحاجة للتقويض.
وقد
مضى عقدان على وجود الولايات المتحدة في العراق، وفي هذه الفترة الزمنية وفق
الكاتب، فاقم التدخل الأمريكي الطائفية وأثر بدون مبرر على أمن وسلامة القوات
الأمريكية وأبقى على الوضع القائم بذريعة تحقيق أهداف مشكوك فيها.
واعتبر
أنه يجب وضع حد لهذه السياسات الفاشلة. ومع استمرار هجمات الصواريخ والمسيرات ضد
القوات الأمريكية فلدى واشنطن خيار لكي تعمله، فإما أن تظل تعرض الجنود والجنديات
للخطر أو تقوم بالبحث عن طريق صحيح وتجلبهم إلى الوطن.