أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، عن استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين، جراء العدوان الأخير على قطاع
غزة.
وتسود حالة من الهدوء الحذر في قطاع غزة، مع دخول اتفاق وقف
إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، وذلك بعد تصعيد استمر لساعات ردا على اغتيال القيادي في حركة
الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن حصيلة التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة منذ مساء أمس، أسفر عن استشهاد هاشل مبارك سلمان مبارك (58 عاما) شمال مدينة غزة، وإصابة 5 آخرين.
وأفاد مصدر في المقاومة الفلسطينية بأن وقفا لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي دخل حيّز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، بعد تصعيد جديد أعقب استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان في سجون
الاحتلال إثر إضراب طويل عن الطعام.
وحول آخر تطورات المعركة مع الاحتلال ووقف إطلاق النار، أوضح محمد البريم "أبو مجاهد"؛ وهو مسؤول الإعلام في "لجان المقاومة" في فلسطين، أن "غرفة العمليات المشتركة" التابعة لفصائل المقاومة، تداعت منذ اللحظة الأولى لاجتماع وتدارس الموقف إزاء الجريمة التي اقترفها الاحتلال باغتيال الأسير القائد الكبير الشيخ خضر عدنان داخل معتقله، حيث تأكد أن "هذه حادثة اغتيال وجريمة مكتملة الأركان تستوجب ردا من قبل قيادة المقاومة وتحديدا في غرفة العمليات المشتركة".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "تم تدارس طبيعة هذا الرد وآلية تنفيذه وما يمكن أن يقرأ على صعيد طبيعة هذا الرد وحجمه، وعندها بادرت المقاومة الفلسطينية وغرفة العمليات بحكمة ودراية بظروف الميدان، واختارت التوقيت المناسب، وقامت بالرد على جريمة الاغتيال، حيث أرست المقاومة قواعد اشتباك لن تسمح بالمساس بها، حيث تعتبر المقاومة وغرفة العمليات أن الأسرى في سجون الاحتلال، ثابت من الثوابت كما القدس واللاجئون، بالتالي فالمساس بهم سيكلف الاحتلال ثمنا باهظا".
ونوه البريم، إلى أن "غرفة العمليات المشتركة بادرت بإطلاق رشقات صاروخية في حدود الساعة الثالثة بعد ظهر أمس الثلاثاء، واكتفت المقاومة بالقول إن هذا هو رد أولي على جريمة اغتيال القائد خضر عدنان، وإن الاحتلال إذا ما تمادى في عدوانه على شعبنا، فسيكون هناك ثمن لذلك، وتركت الباب مفتوحا أمام ذلك".
وتابع: "بعد ذلك تدخلت وساطات، وكان هناك جهد كبير من قبل الأشقاء في مصر من أجل وقف العدوان على شعبنا، وتعاطت المقاومة الفلسطينية إيجابا تجاه ذلك، لكن قيام الاحتلال بعد ذلك بقصف القطاع قرب منتصف الليلة الماضية، أرجعت الأمور، وبدأ الاحتلال بالتصعيد مع قطاع غزة، واستوجب ذلك أن يكون هناك رد من قبل المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي، وتدخلت مصر لوقف العدوان الإسرائيلي، وتمخض ذلك إلى الرجوع عن ما قبل حادثة جريمة اغتيال الشيخ خضر".
ولفت القيادي في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الأوضاع حتى اللحظة على ما هي عليه، وأي ممارسات من قبل الاحتلال أو عدوان على شعبنا، بالتأكيد سيقابل برد من قبل المقاومة الفلسطينية".
وشدد على وجوب "إرساء قواعد الاشتباك، وهذه قواعد واضحة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية التي لن تسمح أبدا باختلالها، ولا يمكن أن يمضي الاحتلال بجريمة مكتملة الأركان كهذه دون رد".
ونبه البريم، إلى أن "حادثة جريمة اغتيال الشيخ خضر؛ هي تحول خطير في سياسة الاحتلال تجاه أسرانا، وهذا يدفعنا كقيادة مقاومة أن ندلي بدلونا وأن نقوم بواجبنا في نصرة أسرانا"، مؤكدا أن "واجب الرد وردع الاحتلال عن ممارسة عدوانه واغتيال أسرانا والقتل البطيء، وهذه رسالة قد وصلت الاحتلال".
وأكد أن "المقاومة الفلسطينية اليوم استطاعت أن ترسل رسالة قوية للاحتلال مع آخر صاروخ يطلق باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة (المستوطنات)".
وبين البريم، أن "هناك وحدة ميدان في قطاع غزة منقطع النظير وتكاملا في الفعل الميداني بين كل أذرع المقاومة الفلسطينية العسكرية، إضافة إلى حالة تنسيق عالية المستوى، تمخض عنها ارتباك واضح داخل أروقة المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية".
وقال القيادي في المقاومة: "سنواصل جهدنا ومقاومتنا ودفاعنا عن أبناء شعبنا بكل ما أوتينا من قوة، ولن نسمح للاحتلال بالتطاول على أسرانا، أو أن يغتالهم دونما ثمن أو رد"، مضيفا: "سنرد على أي عدوان إسرائيلي".
ومع مساء الثلاثاء، أطلقت الفصائل الفلسطينية دفعات صاروخيىة على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، فيما شن الاحتلال غارات طالت أهدافا فلسطينية في القطاع.
وخلّف القصف الإسرائيلي أضرارا بالمنشآت السكنية والتجارية، والأراضي الزراعية في القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال، عن تنفيذ غارات واسعة على أهداف قال إنها تتبع لحركة
حماس في مناطق مختلفة في قطاع غزة، فيما قالت كتائب القسام في بيان، إن الدفاعات الجوية التابعة لها تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي المغير على قطاع غزة بصواريخ "أرض-جو".
وفي الوقت الذي هاجم فيه الاحتلال الإسرائيلي أهدافا فلسطينية داخل قطاع غزة، خلال الليل، أطلقت فصائل المقاومة رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع.
ولم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية على الفور عن وقوع إصابات جراء القصف.
100 صاروخ من غزة.. الاحتلال يقرر العودة إلى الوضع الطبيعي
وفي المحصلة، قالت وسائل إعلام عبرية، إن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 100 صاروخ من قطاع غزة على غلاف قطاع غزة.
وذكر جيش الاحتلال في بيان الأربعاء، أنه "في ختام تقييم الوضع ومتابعة تعليمات قيادة الجبهة الداخلية فقد تقررت العودة إلى حالة روتين طبيعية في الجبهة الداخلية".
الجهاد الإسلامي تؤكد انتهاء جولة التصعيد
من جهتها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، الأربعاء، عن انتهاء جولة المواجهة العسكرية مع الاحتلال.
وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي، في بيان: "لقد انتهت جولة من جولات المواجهة لكنّ مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقّف".
وأضاف: "التحية لسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد) ولمقاومتنا وللغرفة المشتركة التي قدّمت نموذجاً في وحدة الموقف والردّ على جريمة العدو... باغتيال الشيخ القائد خضر عدنان".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤل في حركة حماس، أن "الفصائل تجاوبت مع جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة".
وأضاف: "نحن نراقب ميدانيا، اذا قام الاحتلال بأيّ عدوان فسيكون هناك ردّ قوي من المقاومة".
وأكّد مصدر أمني مصري مطّلع على محادثات التهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لوكالة "فرانس برس" أنه "تمّ التوصّل لتهدئة بدءا من هذا الصباح".
هنية: أكدنا للوسطاء ضرورة تسليم جثمان الشيخ خضر عدنان
وفي بيان قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية: "إننا إذ نجدد موقفنا الحازم من جريمة القتل المتعمد نشدد وكما أبلغنا جميع الوسطاء الذين تدخلوا على ضرورة تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان لعائلته الصابرة ليحظى بما يليق بالشهداء".
الاحتلال يهدم منزلي أسير وشهيد في الضفة
وهدمت جرافات الاحتلال الأربعاء، منزل الأسير يونس هيلان، في قرية حجة شرقي مدينة قلقيلية. وفي بلدة حارس شمالي سلفيت، فجرت منزل الشهيد محمد صوف.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات قرية حجة، وحاصرت منزل الأسير هيلان، ومنعت اقتراب أي مواطن أو جهة من المنزل، ثم شرعت بهدمه.
وينسب الاحتلال للأسير هيلان تنفيذه عملية طعن في بلدة الفندق في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أسفرت عن مقتل مستوطن، وذلك بعد ساعات من استشهاد 6 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال، بينهم القيادي البارز في مجموعات "عرين الأسود" في نابلس وديع الحوح.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، بلدة حارس وفجرت منزل الشهيد محمد صوف.
وزعم الاحتلال بعد إطلاق النار على الشهيد صوف أنه نفذ عملية طعن في مستوطنة "أريئيل" أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، آواخر العام الماضي.