شيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع
غزة، الثلاثاء، جثامين 13 شهيدا، وسط حالة من الحزن الشديد عمت مناطق قطاع غزة.
وشهداء غزة هم: طارق عز الدين وطفلاه "علي" و"ميار"، وخليل صلاح البهتيني وزوجته "ليلى" وطفلته "هاجر"، والدكتور جمال خصوان وزوجته مرفت خصوان ونجلهما "يوسف"، والشقيقتان دانية وإيمان علاء عدس.
وتجمع الآلاف من المواطنين الفلسطينيين قرب ثلاجات الموتى في مجمع الشفاء الطبي من أجل وداع
الشهداء ونقلهم للصلاة عليهم ومن ثم دفنهم، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 15 شهيدا، بينهم 4 أطفال و4 سيدات.
وذرف العديد من المواطنين الدموع في وداع أقربائهم الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت فجر اليوم العديد من منازل المواطنين دون سابق إنذار.
زوجة الشهيد طارق وابنه يودعانه رغم إصابتهما
وفي مشهد مؤلم، ورغم إصابتها في القصف الإسرائيلي، حضرت زوجة الشهيد طارق محمد عز الدين، أحد قيادات حركة
الجهاد الإسلامي في فلسطين، من أجل وداع زوجها وهي ترتكز على اثنين من أقاربها، وهي تقول: "يا روح قلبي يا أمي"، علما بأن الشهيد عز الدين، هو أسير محرر في صفقة "وفاء الأحرار" وهو مريض بالسرطان ومنع من السفر للعلاج.
وقال محمد مازن البوسطة، ابن شقيقة الشهيد طارق عز الدين، إن "خاله كان أسيرا محرر خرج في وفاء صفقة الأحرار، بعد أن كان محكوما عليه بالسجن المؤبد، بتهمة العمل العسكري والانتماء للجهاد الاسلامي، وأبعد بعد ذلك إلى غزة".
وتحدث البوسطة لـ"عربي21" عن خاله، قائلا "كان الشهيد طارق رجل ذو أخلاق عالية جدا وإنسان مؤمن بالله وبقضائه، كذلك كان ملتزم ومحافظ على الدين، وعلى الجانب الإنساني هو أب حنون على أبنائه، ورجل كريم وبسيط ومعطاء لأخوته وبار بوالديه، وكل من يعرفه يحبه".
ولفت إلى أن "الشهيد طارق كان قد أصيب بسرطان الدم خلال تواجده في غزة وكانت حالته ميئوس منها، ولكن والحمد لله تعالج في مصر وشفي من المرض وعاد إلى حياته الطبيعية في غزة".
وأوضح أن "أخر اتصال للشهيد مع أهله كان يوم أمس قبل ساعات من استشهاده، حيث تحدث بمكالمة فيديو جماعية مع أشقائه وشقيقاته، وكان مرحا وسعيد بالاتصال، وودعهم".
وعن مشاعر أسرة الشهيد في الضفة قال البوسطة: "بالتأكيد حاليا الأهل يعيشون حالة حزن شديد وألم الفراق وحرقة القلب وتنتابهم مشاعر لا يعلمها إلا الله، خاصة بعد فراق الابن والأخ الكريم الذي أحبوه، ثبتهم الله وصبرهم".
وينحدر الشهيد طارق عز الدين من بلدة عرابة قضاء جنين.
رفح تودع الشيخ جهاد الغنام وزوجته
وفي رفح جنوب القطاع، وسط دموع منهمرة عم الحزن الشديد أبناء الشعب الفلسطيني خلال وداع الشهيد القائد جهاد شاكر الغنام؛ أمين سر المجلس العسكري في "سرايا القدس"، الذي ارتقى خلال قصف استهدف شقته في رفح، علما بأن
الاحتلال سبق أن حاول اغتياله أكثر من مرة وكتبت له النجاة، وهو مبتور القدمين.
"بدي بابا"
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر الطفلة المصابة ميرال ابنة الشهيد جمال خصوان، وهي تنادي "بدي بابا"، ولم تدرك أن والدها استشهد.
وودع الفلسطينيون في غزة طبيب الأسنان رئيس مجلس إدارة جمعية الوفاء الخيرية، جمال خصوان الذي استشهد وزوجته جراء
العدوان على غزة.
الجريمة لن تمر دون عقاب
وفي بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، نعت فصائل المقاومة الفلسطينية الشهداء القادة؛ جهاد غنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، وشهداء الشعب الفلسطيني "الذين ارتقوا خلال عمليات اغتيال جبانة".
وأكدت أن "جريمة اغتيال القادة الأبرار لن تمر دون عقاب، وسيبقى شعبنا ومقاومته الموحدة رأس الحربة في مواجهة العدوان ومخططات الاحتلال الإجرامية"، منوهة إلى أن "محاولات الاحتلال لن تفلح في تصدير أزماته الداخلية على حساب الدماء الفلسطينية لخدمة أجندته السياسية".
وحملت فصائل المقاومة "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الجريمة النكراء"، مؤكدة أن "المقاومة قادرة على إرباك كل الحسابات الصهيونية وفرض قواعد الاشتباك".