كما تدهورت العلاقات بين دولة الاحتلال وروسيا على خلفية المساعدات المقدمة لأوكرانيا، والدفء الحاصل بين كييف وتل أبيب، فقد أبدت الأخيرة انزعاجها من نية موسكو نقل التقنيات النووية لإيران، وهي تحاول بطرق مختلفة إيقاف هذه الخطوة، وفي الوقت نفسه، توقفت الجهود الروسية المبذولة لمساعدة الاحتلال بتحديد مكان جنوده المفقودين في سوريا.
نير دفوري المراسل العسكري
للقناة 12، ذكر أن "
إسرائيل قامت بالكثير من أجل أوكرانيا في الآونة الأخيرة، ولم تعد علاقاتها مع موسكو على ما هي عليه، وفي الوقت نفسه فإن إسرائيل منزعجة للغاية من محاولة روسيّة أو جهد لنقل التكنولوجيا النووية للإيرانيين، بل يحاولون بطرق مختلفة إبطاء هذه الخطوة، ويمكن أن يؤثر ذلك في المستقبل على المعرفة والتكنولوجيا أيضا في جوانب النووي العسكري من وجهة نظر
إيران، لكن الآن، لا يوجد تأثير حقيقي على حرية عمل القوات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية ضد الإيرانيين".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21"، أن "التوترات في العلاقات الروسية الإسرائيلية أضرّت بالفعل بمجال آخر مهم، وهو وقف التعاون بينهما في مسألة جلب المعلومات حول مصير أو مكان وجود جنود الاحتلال الإسرائيلي المفقودين في سوريا، فيما حذرت الولايات المتحدة من أن
روسيا وإيران توسعان شراكتهما الأمنية "غير المسبوقة".
وأشار إلى أن "جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، كشف أن البلدين يخضعان لعقوبات شديدة للغاية من الغرب، لمواجهة زيادة وتوسيع نطاق نقل السلاح الأكثر تطورا بينهما، زاعما أنه منذ آب/أغسطس، زودت إيران روسيا بأكثر من 400 طائرة بدون طيار هجومية للحرب في أوكرانيا، رغم أن كليهما ينفي ذلك، ومعظمها من طرازات شاه 131 و136، وفي الآونة الأخيرة طالب الروس الإيرانيين بتلقي نسخ "أكثر تقدما وفتكا" من هذا السلاح، دون رصد أي مؤشرات على نقل صواريخ باليستية من إيران لروسيا".
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع
ويللا، كشف أن "الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل تنفيذ "تخطيط عسكري مشترك" بخصوص إيران، رغم خشيتها أن تكون هذه محاولة "لتقييد يديها تجاه الأخيرة، وطلبت توضيحا من واشنطن فيما يتعلق بالمعنى العملي للاقتراح، لكن كبار المسؤولين الأمريكيين أكدوا عدم وجود دافع خفي وراء الاقتراح، بل يهدف لترقية التعاون العسكري بينهما".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21"، أن "إدارة الرئيس جو بايدن عرضت على إسرائيل قبل أسابيع قليلة البدء بتنفيذ "تخطيط عسكري مشترك" بخصوص إيران، وفقا لما ذكره ثلاثة من كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، وهو اقتراح غير مسبوق، قد يطور بشكل كبير التعاون العسكري بينهما، لكن تل أبيب ما زالت تتعامل مع الاقتراح الأمريكي بارتياب وخوف؛ خشية أنه مصمم لتربيط يدها في العمليات العسكرية ضد إيران، خاصة فيما يتعلق بالمنشآت النووية، إذا عارضت واشنطن ذلك".
ونقل عن "مسؤولين أمريكيين، أن العرض قدم خلال الزيارات التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن لإسرائيل في بداية آذار/ مارس الماضي، وكذلك خلال الزيارات التي قام بها لإسرائيل قائد القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة الجنرال إريك كوريلا، حيث لم ترفض إسرائيل العرض، لكنها طلبت توضيحا من الأمريكيين، وأرادت معرفة ما يقصده الأمريكيون عندما يقولون "التخطيط العسكري المشترك"، وهل يتحدثون فقط عن معلومات استخبارية وسيناريوهات، أو عن قضايا عملياتية فعلية".
يشير هذا الكشف السرائيلي، أن المقصود بـ"التخطيط العسكري المشترك" مع واشنطن، أن كل جانب سيتبادل مع الجانب الآخر خططه لمختلف السيناريوهات المتعلقة بالنشاط الإيراني في الشرق الأوسط، وسيتمكن الجانبان من مناقشة سبل التعامل مع التهديدات القادمة من إيران، وخوض التدريبات المشتركة لزيادة الفهم المشترك للتحديات الأمنية في المنطقة، في ضوء العلاقة الوثيقة بين جيشيهما بشكل غير عادي، والالتزام بأمن الاحتلال قوي للغاية.