رغم أن
الاحتلال ينفي نيته تزويده أوكرانيا بمنظومة
القبة الحديدية، لكن تصريحات أخيرة لقائد الدفاع الصاروخي والفضائي في الجيش الأمريكي الجنرال دانيال كيربلر في إحاطته بمجلس الشيوخ الأمريكي، أعادت النقاش المتفجر من جديد حول هذه المسألة، التي ما زالت تشكل نقطة توتر بين تل أبيب وواشنطن، مما دفع سيناتورا أمريكا للسؤال: "لماذا لا يتم توريد القبة الحديدية لأوكرانيا، مع أننا ساعدنا بدفع ثمنها؟".
أريئيل كهانا المراسل السياسي لصحيفة
إسرائيل اليوم، كشف أن "هذه القضية أثيرت من جديد خلال مناقشة مفتوحة للجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية من قبل رئيسها أنغوس كينغ، الذي كشف أن واشنطن حوّلت ثلاثة مليارات دولار لإسرائيل لتطوير هذه المنظومة، بمعدل خمسمائة مليون دولار كل عام، ومن ثم سوف تكون موردا مهما للأوكرانيين في تطوير دفاعاتهم الجوية، حيث كشف نائب وزير الدفاع جون بلامب، أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بما يمكنها من مخزونها، ونحن نشجع حلفاءها على القيام بذلك".
وأصاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نظام الصواريخ الذي تستخدمه واشنطن للدفاع الجوي هو باتريوت، لكنه ليس على علم بأن القبة الحديدية عُرضت على أوكرانيا، أما كيربلر فأكد أن لدينا حاليا بطاريتي قبة حديدية، إحداهما أكملت تدريبها، ونشرها، وباتت جاهزة للنشر، والأخرى تنهي تدريب معداتها الجديدة الآن، لذلك فإن الجيش لديه بطارية قبة حديدية واحدة متاحة للنشر، إذا تلقينا طلبا، ورغم أن كلامه يشير إلى أن هذه بطاريات قبة حديدية أمريكية، نظرا لتصنيع القبة الحديدية فيها، لكنها منشأة في إسرائيل".
وأشار إلى أنه "منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، أكدت تل أبيب أنها لا تنوي تزويد كييف ببطاريات دفاعية متطورة للدفاع الجوي، ومن الأسباب التي طرحتها، عدم ملاءمة النظام المخصص للمدى القصير لطبيعة القتال في أوكرانيا، ومع ذلك تقوم حاليا بتزويدها بأنظمة الإنذار الصاروخي؛ بهدف السماح لأوكرانيا بتقديم المزيد من الإنذارات الموجهة للمكان الذي سقطت فيه الصواريخ الروسية".
وأوضح أنه "في الأسابيع الأخيرة، تم تدريب جنود أوكرانيين على تشغيل أنظمة الإنذار في بولندا، لكن كلمات الضابط الأمريكي وتوقيتها أثارت الادعاءات بأن القبة الحديدية يتم نقلها للأوكرانيين، حتى لو لم تكن مباشرة من إسرائيل، التي رفض مسؤولوها التعليق على هذه التصريحات، مع العلم أنه فور الغزو الروسي، طلبت كييف قبول المنظومة الإسرائيلية المتطورة، لكن تل أبيب تجنبت ذلك خوفا من رد فعل روسي قاس".
وكشف أن "الدول الغربية تتجنب الاتصالات مع الروس، وفي ذات الوقت قام دبلوماسيان إسرائيليان كبيران بزيارة نادرة لموسكو قبل نحو أسبوعين، وزعمت وزارة الخارجية أن المحادثات بين كبار المسؤولين تناولت الملف الإيراني، وفي ضوء كلام الضابط الأمريكي، من الممكن أن يكون للزيارة غرض مختلف، من بينها موضوع القبة الحديدية".
يكشف هذا التطور أن الحكومة الإسرائيلية بصدد اتخاذ سياسة مختلفة عن سابقاتها فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، فلا هي منزاحة كليا للمنظومة الغربية كما دأبت حكومة يائير لابيد، ولا هي تحاول التقارب مع موسكو نسبيا كما فعلت حكومة نفتالي بينيت، مما يجعل الأمور منفتحة على كل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة في الفترة القادمة، بما في ذلك تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية رغم الغضب الروسي.