رغم
التفاؤل الذي تبثه واشنطن وتل أبيب بشأن قرب التطبيع مع الرياض، فإن من الصعب رؤية
انفراج في القناة
السعودية في أي وقت قريب، على الأقل وفق القراءة الإسرائيلية
التي تتهم المملكة بهذا التباطؤ. لكن رغم ذلك فإن هناك تصريحات متفائلة من
الاحتلال
حول احتمالات جيدة لتوطيد العلاقات مع الرياض.
جاكي
خوجي محرر الشئون العربية في إذاعة جيش الاحتلال أكد أن "السعودية تريد
تطبيعا مختلفًا عن اتفاقات التطبيع الأخرى، ولا يبدو أن إسرائيل مستعدة له، ولذلك
سيكون مفاجئًا أن يوافق القصر السعودي قريبًا على علاقات دافئة معها، ليس فقط بسبب
تحفظاته عليها، ولكن في الأساس بسبب الأمريكيين".
وأشار
إلى أن الرياض بقيت لسنوات تطالب واشنطن بضوء أخضر لبرنامج نووي للأغراض السلمية، لكن
أمريكا لم تمنح السعودية أية موافقة، ولم يكن أمام السعوديين من خيار سوى الوقوع
في أحضان إيران والصين.
وأكد
في مقال نشرته صحيفة
معاريف، وترجمته "عربي21"، أن مصالحة السعودية
وإيران ما زالت في مهدها، ما سيجعل من أي تطبيع للمملكة مع "إسرائيل"
في هذه المرحلة كوضع إصبع في عين إيران، فضلا عن قضية شخصية ثقيلة مطروحة على
الطاولة تتعلق بأن الأمير محمد بن سلمان لن يسارع لمنح الرئيس بايدن هدية التطبيع
دون الحزمة النووية، في ضوء علاقاتهما شديدة البرودة منذ العامين والنصف.
في
المقابل، اعتبر المستشرق الإسرائيلي إيلي فودة، أن "ما قد يباعد من فرص
التطبيع مع السعودية هو محاولتها إعادة تشكيل الشرق الأوسط بمعزل عن الرؤية الإسرائيلية،
في ضوء انتهاء مؤتمر القمة العربية فيها باتفاق واسع على جميع القضايا الملتهبة،
ولعل الهدف منه بالأساس تقديم عرض لقوة الدبلوماسية السعودية التي تمكنت العامين
الماضيين من تعزيز تحركات المصالحة والوساطة المهمة في الشرق الأوسط والعالم
العربي".
وأضاف
في مقال نشرته
القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "المتابعة الإسرائيلية
للسياسة السعودية تمثلت -أولا- في إنهاء الصراع والحصار على قطر منذ 2017، وثانيا- في الترويج لحل وسط في علاقاتها مع إيران، وثالثا- في العمل على حل الأزمة السورية على
أمل أن تتبنى سوريا سياسة إقليمية أكثر توازناً، لا تعتمد بالكامل على إيران وحزب
الله، ورابعا- في تعزيز التسوية في الصراع اليمني، وخامسا- في الحوار بين الفصائل
المتناحرة في الحرب الأهلية بالسودان".
وأشار إلى أن "الحكومات الإسرائيلية المتتابعة تجاهلت لأجيال الموقف التصالحي النسبي
للدول العربية لحل الصراع مع الفلسطينيين، ويمكن الافتراض أن الحكومة الحالية
ستستمر في تجاهله، ربما لاعتقادها أن القدرة السعودية على فرض موقفها على اللاعبين
المتورطين في هذه الصراعات محدودة، خاصة في ضوء أن معظم النزاعات تشمل جهات خارجية
غير عربية: روسيا، الولايات المتحدة، تركيا، إيران، وإسرائيل، حيث لا تملك السعودية
أذرع نفوذ حقيقية عليها، باستثناء سلاح النفط".
ووسط
المواقف الإسرائيلية المتحمسة للتطبيع مع السعودية، وأخرى داعية للتأني، فإنها ترجح كفة
أن تبقى الأمور في حالة مراوحة بين السعودية والاحتلال، بانتظار نضوج ظروف أكثر
تشجيعا على إحداث مسار جديد في التطبيع يمكن لواشنطن أن تكون مضطلعة فيه بشكل
حقيقي يمنح المملكة مزيدا من الامتيازات التي تشجعها على التقرب أكثر من دولة
الاحتلال.