صدرت تحذيرات إسرائيلية متلاحقة باتجاه
حزب الله وإيران، بزعم أن
السفن التجارية
الإيرانية مؤخرًا باتت عسكرية ذات أنظمة هجومية واستخباراتية متطورة، تمهيدا لإقامة قواعد حربية في مناطق بعيدة عن الحدود الإيرانية.
نينا فوكس مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلت عن الجنرال أهارون حاليفا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش
الاحتلال- أمان، أن "الأمين العام لحزب الله حسن
نصر الله يقترب من ارتكاب خطأ من شأنه أن يؤدي إلى تدهور المنطقة لحرب كبرى، زاعما أن تهديد إيران لإسرائيل أصبح مباشراً، ويشمل مجالات كثيرة، وتحتاج الأخيرة لدراسة موقعها في المنطقة بعمق، بزعم أنها قوة إقليمية، وتحتاج للاستفادة من ذلك، مشيرا إلى أن أعداءنا ليس لديهم قاعدة عسكرية مشتركة".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد 17 عاما مرّت على حرب لبنان الثانية 2006، ومع تمدد المعادلات ضد إسرائيل، يقترب الحزب من ارتكاب خطأ قد يؤدي بالمنطقة لحرب كبرى، ولعل عملية مجدّو ليست وحيدة، ولذلك دعونا لا نخطئ، نحن مستعدون لاستخدام القوة من لبنان وسوريا، ما قد يؤدي إلى تصعيد وعرقلة، نحن أمام صراع واسع النطاق للغاية بين إسرائيل والحزب، في ضوء لقاء المصالح بين المحور الراديكالي والساحة الفلسطينية".
وزير
الحرب يوآف غالانت ركّز على القضية الإيرانية، باعتبارها التهديد الأكثر أهمية ضد إسرائيل، كاشفا في حديثه لأول مرة عن "قيام إيران بتحويل السفن التجارية المدنية إلى سفن عسكرية لتشكيل قواعد عائمة، واصفا أن هذه السفن تصل إلى عشرات، وأحياناً مئات آلاف الأطنان، مصممة لحمل الأسلحة بجميع أنواعها، بما في ذلك الطائرات دون طيار والصواريخ وأنظمة الهجوم والاستخبارات المتقدمة، بهدف أن تكون قواعد أمامية في المناطق البعيدة عن الحدود الإيرانية".
وزعم أن "إحدى السفن شوهدت مؤخرا تبحر إلى خليج عدن، استمرارا للعمليات البحرية التي تسيطر عليها إيران في الخليج العربي وبحر العرب، وتعمل على توسيع عملياتها لتشمل المحيط الهندي، ثم البحرين الأحمر والمتوسط، هذه سياسة منسقة ومخططة، عنوانها تهديد الممرات الملاحية، العسكرية والمدنية، وخلق تهديد دائم في المجال البحري، هذه سياسة قرصنة مقلقة، عارضا مفهومه لحل هذه المشكلة من خلال تعاون دولي وإنشاء تحالفات ضد طهران، ووضع تهديد عسكري ذي مصداقية أمام كل ساحة: جواً وبحراً وبراً".
وكشف أننا "شهدنا في الآونة الأخيرة اتجاها ملحوظا لتقارب الساحات في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، هناك علاقة وثيقة تربط بعضها ببعض، هذا الارتباط هو إيران، باعتبارها أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي والعالمي، التي تخوض حرب استنزاف ضدنا من خلال عناصرها الحدودية، وفي نفس الوقت ترسخ قوتها الاقتصادية لتطوير أسلحة نووية عسكرية، مشددا على أن برنامجها النووي في المرحلة الأكثر تقدمًا، وامتلاكها سيشكل تهديدا استراتيجيا خطيرا".
وأشار إلى أنه "في السنوات الأخيرة أجرت إيران عملية للسيطرة الجغرافية والأيديولوجية على دول المنطقة، في سوريا ولبنان والعراق واليمن وقطاع غزة، وتحت رعاية التغيرات في الشرق الأوسط تتحرك إيران غربًا، وتحاول إنشاء جسر بري من الخليج العربي إلى البحر المتوسط عبر روافدها، مع أنه منذ أن توليت منصبي تضاعف حجم هجماتنا ضد الإيرانيين في سوريا، وكجزء من هذه الحملة نعمل بشكل منهجي على تدمير قدراتهم، وتسبب أضرارًا كبيرة لمحاولات الحرس الثوري ترسيخ نفسه على بعد بضعة كيلومترات من حدودنا".
وختم بالقول إن "عودة سوريا للجامعة العربية لن تكون مجدية في منع الهجمات الإسرائيلية، وطالما استمرت أرضًا خصبة لنفوذ إيران ووكلائها للعمل من أراضيها، هذا هو الوضع، وسوريا ستبقى هدفا للمؤسسة الأمنية والعسكرية ما دامت ساحة للنشاط الإيراني".
تشكل هذه التهديدات الإسرائيلية التي جاءت في فعاليات مؤتمر "الرؤية والاستراتيجية في عصر عدم اليقين" بتنظيم من جامعة رايخمان، تسخينا للأجواء المتوترة أصلا بين الاحتلال من جهة، وحزب الله وإيران من جهة أخرى، ما يعدّ تصعيدا في اللهجة الكلامية الإسرائيلية باتجاههما، تمهيدا لترجمتها على أرض الواقع من خلال زيادة الضربات الموجهة إلى أهدافهما، سواء في سوريا أو داخل حدودهما المباشرة.