أعلن قائد
جيش الاحتلال هآرتسي هاليفي، لأول مرة، عن خطته متعددة السنوات، لمواجهة
التهديدات والعراقيل المستقبلية أمام دولة الاحتلال، وقال إن الخطة جاءت تكميلية لخطط أعدها القائد السابق للجيش، أفيف كوخافي، والقائد الأسبق غادي آيزنكوت.
نير دفوري المراسل العسكري لـ"
القناة 12"، ذكر أن "الخطة تركز على عدة مفاهيم وهي: المعرفة، والدقة، والقوة، والحرب النفسية، والجغرافيا المعقدة، والمرونة، ذاكرا أن خطته تنشغل في عدة مجالات رئيسية، هي بناء الجيش،
إيران والحرب متعددة الجبهات، المناورة الحديثة، الحدود الآمنة، الثقافة والمسؤولية والمبادرة للجندي في الميدان، بما في ذلك التعامل مع جنود
الاحتياط التي تعتبر أحد التحديات الرئيسية للجيش".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس شعبة القوى البشرية يانيف آسور تقدما بخطة شاملة لتعزيز منظومة الاحتياط بـ130 ألف جندي، وزيادة ميزانيتهم من 15 مليون شيكل سنويًا إلى 200 مليون، وتأتي الخطة بعد زيادة العبء بشكل كبير، خاصة على الكتائب البرية، بحيث يتعين على عدة آلاف منهم القدوم مرتين سنوياً للعمل بالضفة الغربية، في ظل حقيقة أن 66 كتيبة احتياط ستؤدي خدمتها هذا العام فيها".
وأكد أن "الجيش يسعى ضمن توجهاته الجديدة لخوض حرب متعددة الساحات، والتحضير لهجوم في إيران، والتعامل مع حملة متعددة المجالات، لهذا السبب يود رئيس الأركان إنشاء شعبتين أخريين ستستغرقان أربع سنوات، وستتم التعامل مع مشكلة توحيد الساحات قريبًا في تمرين هيئة الأركان المشتركة الكبيرة، ما يستدعي إعداد الجيش وتحسين قدراته في مجالات الهجوم عبر مجموعة متنوعة من الأسلحة التي لا تزال بحاجة للحصول عليها، والتجميع بالمزيد من المعلومات الاستخباراتية، والأهداف والدفاع".
وأوضح أنه "على سبيل حماية الحدود، فإن إسرائيل بحاجة للأمن والاستقرار الاقتصادي مع جيرانها في الأردن ومصر وغزة وسوريا ولبنان، وكلهم في حالة سيئة، حتى أصبحت بيئتهم بأكملها معقدة، حيث تؤثر الصراعات بين القوى العظمى بشكل كبير على ما يحدث في الشرق الأوسط: الصين ضد الولايات المتحدة، وروسيا ضد أوكرانيا، ولهذا السبب يحاول قائد الجيش إقامة ميزانية الدفاع ببناء مختلف للقدرات العسكرية، في مواجهة التحسن التكنولوجي المقلق للغاية الذي حققه أعداء الاحتلال".
وأكد أن "الجيش يسعى للتكيف مع التغيرات وتطورات التهديدات، لمنع دخول الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات إلى الساحة، حيث تواصل إسرائيل هجومها في سوريا، ونظام الدفاع الجوي ضمن المعركة بين الحروب التي لا تزال فعالة، وستستمر، وفي الأشهر الثلاثة الماضية تضاعف معدّلها، رغم ارتفاع درجة عدم اليقين العسكري في المنطقة".
وتثير هذه النقاشات الواسعة في أوساط الاحتلال الحاجة الماسة لتقوية نظام الاحتياط، بزعم أن العبء القتالي على أكتافه يزداد، وفي الوقت ذاته فإن جنوده يتحدثون عن نقص المعدات الشخصية للقتال، ومركبات الدوريات غير المحمية، ونقص الذخيرة، كما أن الغطاء الاستخباراتي التكتيكي ومستوى الخطر على القوة في مواجهة التهديد المحتمل مع وجود رجال الحزب على السياج، يشعل أضواء التحذير الساطعة.
وهذا يعني أن جيش الاحتلال يجد نفسه بصدد بناء خارطة طريق جديدة، وخطة استراتيجية تتوقع المستقبل، وتتطلع للسنوات المقبلة، في ما يتعلق بساحات غزة ولبنان وسوريا، وهذه أهم المهام التي تواجه الاحتلال في الجانب الأمني والعسكري، بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وتقوية الردع، ومنع الإضرار بتماسك الجيش، وتطوير قدرات إنتاج عسكرية، واتخاذ قرارات مسؤولة بشأن مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية المقبلة.