يتصاعد الخلاف بين زعيم حزب
الشعب الجمهوري كمال
كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم
إمام أوغلو الذي أعلن رغبته برئاسة الحزب، وإجراء تغيير شامل بعد الانتخابات العامة التي جرت بالبلاد.
وعقب فشل كليتشدار أوغلو أمام الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، تزايدت الأصوات المطالبة باستقالته من رئاسة حزب الشعب الجمهوري.
ورفض كليتشدار أوغلو الدعوات لاستقالته، وقام بتشكيل لجنة تنفيذية مركزية جديدة لحزبه الأحد الماضي جميعها مقربة منه، ما زاد حدة التوتر بينه وبين إمام أوغلو الذي طالب بالإسراع في عملية التغيير.
وبعد أقل من 24 ساعة من الانتخابات التي أجريت في 28 أيار/ مايو، ألمح إمام أوغلو، إلى عزمه الترشح لزعامة حزب الشعب الجمهوري، وقال: "لا أحد يقلق، كل شيء يبدأ من جديد، تذكروا الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير"، وسط حراك نشط داخل الحزب قد بدأ.
وذكرت
وسائل إعلام تركية، أن كليتشدار أوغلو رفض أسماء طرحها إمام أوغلو ضمن اللجنة التنفيذية للحزب، ورفض طلبا قدمه رئيس بلدية إسطنبول بإجراء
المؤتمر قبل انتخابات أذار/ مارس 2024 المحلية، والذي من خلاله يتم انتخاب رئيس جديد للحزب.
والأربعاء، خرج إمام أوغلو في تصريحات جديدة، مؤكدا رغبته في إحداث تغيير برئاسة حزب الشعب الجمهوري، رافضا الاكتفاء بعملية التغيير في اللجنة التنفيذية التي أحدثها كليتشدار أوغلو.
وقال إمام أوغلو في تصريح للصحفيين: "ندرك أن التغيير لا يكون باستبدال مجلس الإدارة فحسب، لست أنا فقط، بل الشعب يريد التغيير".
وأضاف: "لست ممن يهربون من المسؤولية لأجل مُثُلي الأعلى، ولن أكون مترددا في ذلك"، متابعا: "سأسير في طريقي نفسه وأتابع الأحداث عن كثب".
وأوضح: "للأسف، خسرنا ثلاثة انتخابات متتالية في 9 سنوات. ولا يمكننا السير على المنهج ذاته".
وفي الكواليس، وبعد رفض كليتشدار أوغلو التنحي، طالب إمام أوغلو بإجراء موعد معه، والتقى الرجلان على مأدبة الإفطار، ودعا رئيس بلدية إسطنبول أن يتم التغيير بشكل شامل بما يشمل رئاسة الحزب وأعرب عن استعداده بأن يكون مهندسا لذلك، الأمر الذي رفضه كليتشدار أوغلو وأجاب بـ"لا"، مصرا على موقفه بأن المؤتمر سيجرى بعد الانتخابات المحلية.
وكان كليتشدار أوغلو يخطط لإدراج أسماء مقربة إلى إمام أوغلو ورئيسة مقاطعة إسطنبول بالحزب جنان كافتانجي أوغلو، ضمن المجلس الرئاسي للحزب، ولكن بعد إعلان إمام أوغلو رغبته بتولي رئاسة الحزب، قام كليتشدار أوغلو بتصفية كافة الأسماء المقربة له.
وفي إطار حماية نفسه، قام كليتشدار أوغلو بقطع الطريق أمام حملة سلبية ضده، وقام بربط كافة تشكيلات حزب الشعب الجمهوري وربطها بشكل مباشر تحت أمره، مما دفع إمام أوغلو للخروج بتصريحات علنية الأربعاء مؤكدا موقفه على التغيير.
الكاتب عبد القادر
سيلفي، ذكر أنه خلال وجبة الإفطار، أبلغ كليتشدار أوغلو إمام أوغلو، نيته ترشيحه مرة أخرى لرئاسة بلدية إسطنبول، طالبا منع العودة إلى المحافظة، والعمل من أجلها.
ووفقا للصحفي، فإن كليتشدار أوغلو قال لإمام أوغلو: "ركز جهدك على إسطنبول، واستعد بكل قواك للانتخابات المحلية، دعنا نفوز مرة أخرى، وسننظر إلى المواضيع الأخرى بعد الانتخابات، اعط اهتمامك الآن فقط للفوز بإسطنبول مرة أخرى".
واستذكر سيلفي، الحادثة التي جرت بين كليتشدار أوغلو ومحرم إنجه قبل انسحابه من حزب الشعب الجمهوري، عقب انتخابات 2018، مشيرا إلى أن إنجه خلال مأدبة طعام قال لكليتشدار أوغلو: "اترك منصب رئاسة الحزب لي، وكن رئيسا فخريا فقط"، لكنه رد غاضبا: "أنت تريد حل الحزب في غضون يومين".
ورغم أن محرم بدأ بجمع التوقيعات اللازمة لإزاحة كيتشدار أوغلو، قام الأخير بتصفيته على الفور، ما أدى لاستقالته من الحزب وتشكيل آخر.
وتشير الكواليس، بحسب الكاتب، إلى أن كليتشدار أوغلو، سيكون مرشحا مجددا لرئاسة الحزب في المؤتمر القادم، ويصر على موقفه بعدم الاستقالة.
وتابع بأن الصورة الضبابية داخل حزب الشعب الجمهوري، بدأت تتضح، وقد تجرى أعمال المؤتمر في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وذلك بعد التغييرات التي أحدثها كليتشدار أوغلو في اللجنة التنفيذية، وسيكون هو المرشح، ويصر على تحديد أسماء مرشحي البلديات بنفسه.
من جهته، قال الكاتب المعارض المقرب من حزب الشعب الجمهوري إسماعيل
صايماز، إن "الأب والابن" لم يتفقا، مشيرا إلى أنه عندما يتم تحديد موعد المؤتمر للحزب، سيكون إمام أوغلو مرشحا للرئاسة، وكليتشدار أوغلو لا يفكر بالانسحاب.
ممثل موقع "ديكن" في أنقرة ألتان سنجار، ذكر في مقابلة على قناة "Halk TV" التابعة لحزب الشعب الجمهوري، أن التوقعات كانت تشير إلى وجود أسماء مقربة من إمام أوغلو في اللجنة التنفيذية العليا للحزب، وهذا لم يحدث، كافة الأسماء تحت تأثير كليتشدار أوغلو فقط.
وأضاف: "كليتشدار أوغلو اتبع عملية تغيير متوازنة في الماضي، ولكن هذه المرة لا نرى أي توازن، واللافت أنه ربط كافة تشكيلات الحزب به، قبل الحديث عن المؤتمر".
وتابع بأن الصورة الحالية تظهر أن كليتشدار أوغلو سيواصل رئاسته للحزب في المرحلة المقبلة.
ونوه إلى أن إمام أوغلو يوجد لديه معيقات أخرى، مشيرا إلى أن قرار المحكمة بشأن الحظر السياسي يشتد على عنقه بشكل أكبر، وفي أيلول/ سبتمبر أو تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، قد يصدر قرار المحكمة، مما يؤثر بشكل مباشر على مستقبله السياسي، وعليه قد لا يمكن الحديث عن ترشحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري وحتى رئاسة بلدية إسطنبول لفترة طويلة.