أجبرت الاحتجاجات في ولاية
بوسطن الأمريكية، وزير الاقتصاد الإسرائيلي من حزب الليكود نير بركات، على إلغاء مشاركته في مؤتمر للقنصلية الإسرائيلية.
موقع "ويللا" العبري، أكد أن "بركات ألغى مشاركته بمؤتمر للقنصلية في بوسطن خوفا من احتجاجات متظاهرين ضده رافضين لخطة الانقلاب القانوني".
وقد حاول الوزير إلقاء اللوم على القنصل الإسرائيلي ميرون ريوفين لرفضه الالتزام بمنع المتظاهرين من دخول المؤتمر، أو منع الاضطرابات أثناء خطاب بركات، وقالت أوساطه إنه من غير المعقول أن يعمل مسؤول يمثل الدولة ضد وزرائها، فيما ردّت وزارة الخارجية بالقول إن القنصلية لا تتدخل في الترتيبات الأمنية خارج قاعة الحدث.
وأضاف الموقع في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاحتجاج ضد بركات في بوسطن جزء من سلسلة من الاحتجاجات عقدت في الأيام الأخيرة ضد الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يزورون الولايات المتحدة، ويشاركون في مؤتمرات إعلامية أو أحداث احتفالية أخرى مثل مسيرة الدعم المعروفة باسم "مسيرة إسرائيل" في نيويورك".
إيتسيك شمولي الرئيس التنفيذي وزير العمل السابق، أكد أن "يهود الولايات المتحدة يحذرون إسرائيل من نقطة تحول خطيرة، مما يستدعي الاستماع لتحذيرات الجالية اليهودية والإدارة الأمريكية، وسط خشية من تراجع دعمها المستمر منذ ثمانين عاما، لكن الاحتفال الذي شهدته ولاية نيويورك هذه السنة في ذكرى تأسيس دولة
الاحتلال ممزوج بمشاعر الغضب وخيبة الأمل لما يحدث فيها، وخشية حقيقية على مستقبلها وهي التي تمرّ بانقلاب سريع وعدواني يقوض أسسها، بشكل يقوض الارتباط مع يهود الولايات المتحدة".
وأضاف في
مقال نشره موقع القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "التحولات السياسية المتسارعة في إسرائيل تعتبر نقطة تحول خطيرة في عصر تشهد فيه بالفعل انخفاضًا مزعجًا ومستمرًا في معدلات دعمها، خاصة بين جيل الشباب من يهود أمريكا، الذي يخاف من التصريحات العنصرية والقومية التي تخرج من أفواه وزراء الحكومة الإسرائيلية، ولا يزال آباؤهم ممزقين بين حبهم الشديد والتزامهم بإسرائيل، والرفض الشديد للقومية والعنصرية الحالية فيها، لكنهم يعبرون عن انتقاداتهم بطريقة مقيدة، وفي غرف مغلقة؛ ولم يعودوا مستعدين لتبني شعارات فارغة حول الوحدة اليهودية الزائفة، وصولا لقطع الاتصال مع إسرائيل ذاتها".
وأكد أن "التغييرات السياسية والديموغرافية المتسارعة تساهم بتنامي الاغتراب نحو إسرائيل، ولأن الحديث يدور عن مجتمع يهودي في أمريكا يضم ستة ملايين نسمة، يعتبر حجر الزاوية الذي يدفع واشنطن لمواصلة دعمها السياسي والأمني والاقتصادي لها، مما يضع على الطاولة مستقبل العلاقات الخاصة مع الصديقة الكبرى التي لم تعد تنظر لإسرائيل بأنها حليف وثيق ومستقر، لكنها تتراجع لتكون نظاما استبداديا، ولذلك لا يجب الاستهانة بتحذيرات إدارة الرئيس بايدن، الذي عبر عن مخاوفه الخطيرة بشأن مستقبل إسرائيل".
وتكشف هذه التطورات أن الأوساط الأمريكية، وعلى رأسها بايدن والعديد من مؤيدي دولة الاحتلال، قلقون للغاية، ويعتبرون أنه لا يمكن لها الاستمرار بالتدهور بهذه الطريقة، وقد أعلن أنه لن تتم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض في أي وقت قريب، كما أتت انتقادات حادة من الكونغرس، وطالب أكثر من 90 من أعضائه بتدخل الرئيس.
في المقابل، ردّ وزراء الحكومة اليمينية على انتقادات واشنطن بردود فعل محتقرة ومتحدّية، لتحقيق أحلام "مسيحيانية" بدافع الأنانية والفظاظة، وهي ردود تؤدي لتفاقم الأزمة مع واشنطن، في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال مجموعة تحديات معقدة، أمنية وعسكرية، تحتاج للدعم الأمريكي للتعامل معها.