كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال تخطط لإنشاء منظومة حماية إلكترونية، بالشراكة مع
المغرب والإمارات، بعد تكرار الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حساسة تابعة لسلطات الاحتلال.
ونقل موقع قناة "i24news" عن المدير العام لمديرية الإنترنت الإسرائيلية غابي بورتنوي، قوله إن "هذه المنظومة السيبرانية، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة"، وإن الهدف منها هو “توفير نهج شامل للدفاع الاستباقي في مجال الأمن السيبراني".
جاء ذلك خلال فعاليات "الأسبوع السيبراني" الذي أقيم في جامعة تل أبيب، والذي تم خلاله مناقشة "الأنشطة الإلكترونية الهجومية لإيران وحزب الله ضد إسرائيل وعدد من الدول الأخرى، من بينها المغرب".
وعادة ما تتعرض دولة الاحتلال لهجمات سيبرانية من عدة مناطق بالعالم، خصوصا أثناء عدوانها على قطاع غزة والمسجد الأقصى، رغم أخذ حكومة تل أبيب كامل الاحتياطات لتلك الهجمات، وتفاخرها بأنها تملك منظومة إلكترونية قوية.
وتسببت بعض الهجمات في أوقات سابقة في تعطيل مواقع حكومية هامة، ومواقع للبنوك، كما أنهم تمكنوا من اختراق مواقع لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وفي تعليق على "القبة الحديدة السيبرانية" المزمع إنشاؤها، قال رئيس الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، إنه "تم تطوير برامج تجسس وتعقب وتقنيات إلكترونية جديدة، يمكن تسميته
القبة الحديدية الإلكترونية، لإزالة التهديدات الأمنية التي تواجه إسرائيل".
وأضاف: "نحن أيضًا نستخدم الذكاء الاصطناعي في تحديد عدد كبير من التهديدات من أجل تحييدها".
وفي وقت سابق، وقع الاحتلال والمغرب اتفاقية تعاون في مجال الأمن السيبراني، تهدف إلى "تعزيز التعاون التشغيلي والبحث والتطوير، وتبادل المعلومات والمعرفة بين البلدين في مجال الأمن السيبراني".
وقد سبق أن كُشف النقاب عن مشاركة دولة الإمارات، في مؤتمر "الأسبوع السيبراني 2023" الذي عقد في جامعة تل أبيب بحضور سياسيين ودبلوماسيين ورؤساء المؤسسات الدولية من حول العالم.
وخلال المؤتمر، وقَّع منتدى "EliteCISOs"، وهو مجتمع عالمي في مجال الأمن السيبراني، يتخذ من دولة الإمارات مقرا له، مذكرة تفاهم مع مؤسسة "Cyber Together"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية، لتوسيع نطاق هذا المجتمع العالمي بما يشمل دولة الاحتلال، وذلك من خلال مشروع "Crystal Ball"، المنصة الرقمية لكشف المخترقين والهجمات السيبرانية والتصدي لها.
هجرة الكفاءات السيبرانية
في الوقت ذاته، تخشى حكومة بنيامين نتنياهو من هجرة الكفاءات السيبرانية للقطاع الخاص مما يعرض الأمن الالكتروني للاحتلال للخطر في ظل كثرة الهجمات التي تستهدفه.
تعتبر شركة Defense Prime التي طاردت أربعة قراصنة إسرائيليين، أحدث مثال على دخول الشركات الأمريكية والأوروبية في اللعبة السيبرانية الهجومية، بينما تسيطر إسرائيل على برنامج التجسس NSO وأمثالها، وقد تم نشر إعلان التوظيف قبل شهرين باللغة العبرية على صفحة LinkedIn الخاصة بشركة التوظيف الرئيسية للقراصنة الإسرائيليين، ومسماه الوظيفي باحث أول في الثغرات الأمنية، وهو مصطلح صناعي يطلق على القرصان الذي يمكنه العثور على ثغرات في آليات الدفاع للأنظمة التكنولوجية المختلفة.
وفيما يكمن موقع العمل في أسبانيا، فإن صاحب العمل شركة ناشئة إسرائيلية أمريكية جديدة تعمل حاليا "تحت الرادار" حسب ما جاء في الإعلان، في حين أن الراتب هو ضعف ما تدفعه الشركات الإسرائيلية النشطة في سوق الإنترنت الهجومية المربح بالفعل، ويحصل المتقدمون الذين يحصلون على الوظيفة على نقل ممول بالكامل لهم ولأسرهم من إسرائيل إلى برشلونة.
عومير بنجاكوب مراسل صحيفة "
هآرتس" أكد أن "Defense Prime شركة إلكترونية جديدة أسسها مغتربون إسرائيليون يعيشون في الولايات المتحدة، وعملياتها الوليدة تجري تحت القانون واللوائح المعمول بها هناك، عبر محاولة إغراء الإسرائيليين بالتخلي عن عملهم في شركات NSO، وفي الأشهر الأخيرة ترك أربعة قراصنة كبار على الأقل وظائفهم في إسرائيل، والشركات المملوكة لها، أو حتى المؤسسة العسكرية للانضمام للشركة الجديدة، وترك اثنان من الباحثين شركتين محليتين للأسلحة السيبرانية، فقدت خبيرًا في أمن العمليات انضم مؤخرًا للشركة، وأحد القراصنة الكبار الآخرين جاء من شركة مملوكة لإسرائيل في سنغافورة، وآخر تم سرقته من داخل جهاز أمن إسرائيلي".