جدد
الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان استعداده لعقد لقاء مع رئيس النظام السوري بشار
الأسد بوساطة روسية، لكنه اعتبر وجود شرط انسحاب القوات التركية من شمال
سوريا أمرا "غير مقبول".
جاء
ذلك بمؤتمر صحفي عقده الإثنين في مطار أتاتورك بإسطنبول، قبيل مغادرته البلاد
متوجها إلى السعودية في مستهل جولة خليجية تشمل أيضا قطر والإمارات.
وقال
أردوغان إنه ليس "منغلقا" إزاء لقاء بشار الأسد، لكن انسحاب تركيا من
شمال سوريا لا يمكن أن يحدث لأن الجيش التركي يكافح الإرهاب هناك.
وأضاف:
"للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سوريا.. لسنا منغلقين إزاء اللقاء مع
الأسد، ويمكن أن نلتقي، لكن المهم هو كيفية مقاربة دمشق تجاه مواقفنا".
وتعتبر
تركيا أكبر حليف عسكري لفصائل المعارضة السورية المنتشرة في شمال وشمال غرب سوريا،
حيث أقامت القوات التركية عشرات القواعد ونشرت آلاف الجنود في شمال سوريا.
وأوضح أردوغان أن بلاده "لم تغلق الباب أمام سوريا، ولا تعارض استمرار الاجتماعات
الرباعية بين تركيا وروسيا وإيران وسوريا".
وتساءل
الرئيس التركي: "كيف يمكننا أن ننسحب من شمال سوريا والتنظيمات الإرهابية
تتموضع قرب حدودنا؟.. هذه التنظيمات تهدد الأراضي التركية باستمرار، هل تطالب سوريا بخروج قوات الدول الأخرى بالطبع لا".
ولفت
إلى أن تركيا "تتنظر من سوريا موقفا عادلا، وعندما تتخذ موقفا عادلا حينها
نستطيع تجاوز كل هذه المشاكل".
وتسارعت
وتيرة التطبيع بين تركيا والنظام السوري، منذ اقتراح أردوغان منتصف شهر كانون
الأول/ ديسمبر، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إجراء لقاء ثلاثي بين تركيا
وروسيا والنظام السوري، يسبقه وكالات الاستخبارات ثم وزراء الدفاع ثم خارجية الدول
الثلاث، وهو ما رحبت به موسكو الحليف الوثيق لنظام بشار الأسد.
وأكد
مسؤولون أتراك أبرزهم وزير الخارجية السابق مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع السابق
أيضا خلوصي آكار، أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تضع "الإخوة
السوريين" في مأزق، سواء الذين يعيشون داخل بلادهم أو في تركيا.
"الاشتراط
المسبوق" يفشل التطبيع
الباحث
السياسي وائل علوان، رأى أن تصريحات الرئيس التركي هي تثبيت لموقف أنقرة الواضح،
الذي يطالب بانخراط النظام السوري بشكل جاد لمنع الأعمال العسكرية التي تؤدي إلى
مزيد من تدفق اللاجئين، إضافة إلى تحميل الأسد مسؤولية انتشار التنظيمات الإرهابية
والانفصالية على الحدود التركية السورية المشتركة.
وقال
لـ"عربي21"، إن الاشتراط المسبوق لانسحاب القوات التركية من شمال سوريا،
يعتبر مناورة من قبل نظام الأسد، لكن هذا الشرط لا يمكن تحقيقه قبل تلبية النظام
السوري للحد الأدنى من متطلبات أمن المنطقة.
واستبعد
الباحث السياسي، أن ينخرط النظام السوري بشكل جاد أو فعلي في تأمين الأمن القومي
لدول الجوار، سواء تركيا أو الخليج العربي أو الأردن، رغم حاجة الأسد لإعادة الإعمار والحصول على استثمارات لدعم اقتصاده المتهالك، بسبب التحكم الكبير جدا
من قبل إيران في قرارات النظام.
ورأى
أن الجانب التركي سيبقى محافظا على استجابته للمبادرة الروسية بشأن تطبيع أنقرة
ودمشق، دون أن يقبل في الاشتراطات المسبقة أو المناورات من قبل النظام السوري.
الأسد
يهاجم تركيا
وجاءت
تصريحات أردوغان عن استعداده للقاء الأسد، بعد يوم من مهاجمة الأخير لتركيا خلال
مؤتمر صحفي جمعه في دمشق مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقال
الأسد إن لقاءه مع السوداني يأتي في ظل مواجهة تحديات في مقدمتها تحدي الإرهاب
والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفا: "هذا الإرهاب الذي نراه ناشطا وقابلا
للحياة لا يموت بفعل الإمداد الدولي وتحديدا الغربي".
وتابع:
"يضاف إلى ذلك أن بعض دول الجوار تورطت بشكل مباشر في دعم هذا الإرهاب إما لأسباب
توسعية أو لأسباب عقائدية متخلفة كما نعرف، بالإضافة للتحدي الأكبر وهو سرقة حصة
سوريا والعراق من مياه نهر الفرات وما يعنيه ذلك من عطش ومن جوع بسبب الوضع
الكارثي للمحاصيل ومن انتشار للأمراض وتفشٍ للأوبئة والجائحات"، وذلك في إشارة
مباشرة إلى تركيا التي تتشارك حصة النهر مع العراق وسوريا.