كشفت صحيفة إسرائيلية، أن التقديرات في تل أبيب ترجح بشكل كبير حصول
السعودية على مطالبها التي قدمتها من أجل المضي قدما في
التطبيع مع "إسرائيل"، والتي من بينها تسليح متطور ودعم للبرنامج النووي، وذلك طالما بقي جو بايدن في البيت الأبيض.
وأوضحت "هآرتس" العبرية في تقرير أعده أمير تيفون، أن "إسرائيل في الشهور الأخيرة أرسلت إلى السعودية رسائل عبر عدة قنوات؛ بموجبها يفضل ترسيخ العلاقات بين الجانبين قبل التعديلات المحتملة في البيت الأبيض بعد حوالي سنة ونصف".
وأكدت أن هناك "تخوفات في إسرائيل، من أن بايدن لن يحظى بولاية ثانية، حيث إن بديله الجمهوري- والذي من شأنه أن يكون دونالد ترامب - لن ينجح في تجنيد الدعم المطلوب في الكونغرس لمصادقة سهلة من قبل الولايات المتحدة على الثمن الذي سيعطى للسعودية".
ونوهت الصحيفة، إلى أن "مطالب السعودية التي قدمتها لواشنطن كشرط للتطبيع مع إسرائيل هي بعيدة المدى، وتتضمن تسليحا متطورا، وحلفا دفاعيا ودعما أمريكيا لبرنامج نووي. في إسرائيل يقدرون أن هذه المطالب ستواجه مقاومة كبيرة في الكونغرس وأن احتمالية التوصل لدعم واسع من الحزبين هي أعلى طالما أن بايدن في البيت الأبيض".
وقال مصدر مطلع لـ"هآرتس": "هنالك احتمالية لتجنيد ما يكفي من الجمهوريين الذين سيدعمون الاتفاق أثناء ولاية بايدن بسبب دعمهم لإسرائيل، وسيكون من الأصعب إقناع ديمقراطيين بدعم اتفاق كهذا إذا كان الثلاثة أشخاص المتماهين معه هم دونالد ترامب ومحمد بن سلمان وبنيامين نتنياهو".
وأفادت بأن "الاستجابة لمطالب السعودية الاستثنائية، تقتضي أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، جزء منها سيحتاج إلى أغلبية مشابهة أيضا في مجلس النواب، والكونغرس اليوم منقسم بين الحزبين، ففي مجلس النواب توجد أغلبية ضئيلة للجمهوريين وفي مجلس الشيوخ لدى الديمقراطيين أغلبية صوت واحد. وفي إسرائيل يقدرون، أن دعما كبيرا للوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن سيساعد في تجنيد ما يكفي من أصوات جمهورية للحصول على الأغلبية المطلوبة، رغم انعدام رغبة الجمهوريين في منح الرئيس بايدن إنجازا كبيرا في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية".
وأعلن السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام في نيسان/ أبريل الماضي، أنه سيؤيد اتفاقا أمريكيا-سعوديا-إسرائيليا في حال بلور بايدن اتفاقا كهذا.
بالمقابل، "إسرائيل تتوقع صعوبة كبيرة أكثر في تأمين دعم ديمقراطي لاتفاق مشابه، إذا دخل رئيس جمهوري للبيت الأبيض في 2025، خاصة إزاء حقيقة أنه في هذه المرحلة فإن المرشح الأكثر حظا في الحزب الجمهوري هو الرئيس السابق ترامب".
وأكدت الصحيفة، أن "الحكومة الإسرائيلية مهتمة جدا باتفاق مع السعودية، من بين أمور أخرى، من أجل تغيير جدول الأعمال الداخلي وتقليص الضرر السياسي الذي وقع نتيجة الانقلاب النظامي، ولكن يوجد من يخشون من أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيقرر أنه غير معني بمنح بايدن إنجازا سياسيا، وذلك بعد أن وعد بايدن خلال حملته الانتخابية للرئاسة بتحويل السعودية لدولة "مجذومة" بسبب المس بحقوق الانسان بالمملكة ومقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي عام 2018 (داخل السفارة السعودية في إسطنبول)".
وزعمت أن "الاتصالات مع السعودية موجودة في مرحلة متقدمة، وحتى الآن لم يتم في إطارها صياغة أي وثائق، ومع ذلك، فالرسالة التي أرسلتها إسرائيل للسعودية تدلل على الدور الرئيسي الذي من المتوقع أن يلعبه الكونغرس الأمريكي في استكمال العملية".
ورأى السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، عضو لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ في حديثه لـ "نيويورك تايمز" ، إن "بايدن سيجد صعوبة في الحصول على الدعم المطلوب لتوقيع الاتفاق، إزاء حجم المطالب السعودية، هنالك نواة قوية من المعارضة الديمقراطية، لأي اقتراح لا يتضمن خطوات فعلية تحافظ على حل الدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشارت إلى أن رئيس جهاز "الموساد دافيد (دادي) برنياع، زار واشنطن سرا قبل حوالي أسبوعين وطرح الموقف الإسرائيلي بخصوص المطالب السعودية، وخاصة في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي (المدني).
ونوهت مصادر سياسية في "إسرائيل" في حديث سبق لها مع "هآرتس"، أن "مطالب السعودية خاصة التسليح والبرنامج النووي، ربما تكون إشكالية من ناحية إسرائيل".