كشف الإعلامي
المصري، أسامة جاويش، أن النظام المصري حاول منع عرض
فيلم "ذكريات مذبحة" الذي يتناول جريمة فض اعتصام رابعة قبل 10 سنوات، والتي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح.
وذكر جاويش في تسجيل بثه في حسابه على "يوتيوب"، كواليس عرض الفيلم، وقال إن السيسي ونظامه وإعلامه وسفارته في لندن حاولوا أن يمنعوا عرض الفيلم، وبذلوا في ذلك كل السبل، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك.
ولفت الإعلامي المصري إلى أن الأذرع الإعلامية المختلفة للنظام، شنت حملة إعلامية في مصر، ونشرت مجموعة من المنشورات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحشدت للتظاهر أمام مقر العرض الخاص للفيلم، كما أنهم تواصلوا مع كل الجهات لإلغاء الحفل، لكنهم فشلوا.
وشدد على أن "حملتهم الإعلامية كانت خير دعاية للفيلم"، وقد استفزت منشوراتهم التحريضية الجميع للحضور من كل مكان في بريطانيا وخارجها، ولم يستجب أحد لحشدهم أمام مقر عرض الفيلم، وخرج الحدث بنجاح باهر بشهادة كل الحضور.
شنت وسائل الإعلام التابعة للنظام في مصر والمقربة منه هجوماً هستيرياً غير مسبوق على الفيلم الوثائقي العالمي الذي تم عرضه في لندن مساء الخميس، عن مجزرة رابعة التي ارتكبها الجيش المصري قبل عشر سنوات.
وكانت مؤسسة "إيجبت ووتش"، ومقرها لندن، نظمت عرضاً للفيلم الوثائقي الأول من نوعه ويحمل اسم "ذكريات مذبحة"، وهو فيلم وثائقي عالمي باللغة الإنجليزية يستعرض أحداث المجزرة التي ارتكبها الجيش المصري خلال فض الاعتصام في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة يوم الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013، وراح ضحيتها مئات المصريين، بعد أن فتحت القوات المصرية نيران الرصاص الحي على المعتصمين، الذين كانوا ينددون بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.
وسرعان ما استنفرت وسائل الإعلام المصرية التابعة للنظام؛ من أجل مهاجمة الفيلم، ومحاولة الرد عليه، وهو ما دفع مصدر في "إيجبت ووتش" تحدث لـ"عربي21" إلى القول إن "هذا الفيلم أجبر وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام على إعادة التذكير بالمجزرة، وتخصيص مساحات كبيرة من أجل الرد على الفيلم، وهو ما يعني أن الفيلم الذي يُعرض في ذكرى مرور عشر سنوات على المجزرة اضطر الجميع لإعادة استحضارها في هذه الذكرى".
وكان الفيلم قد تم عرضه في المسرح التابع للأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA) مساء الخميس، وتضمن شهادات حصرية للناجين من المجزرة، وشهود عيان على ما جرى فيها، ومن بينهم غريغ سامرز رئيس الأمن السابق في قناة سكاي نيوز البريطانية، ومصعب الشامي مصور وكالة أسوشييتد برس، وديفيد كيركباتريك مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة في تلك الفترة، وآخرون ممن عايشوا المجزرة.
وبحسب ما رصدت "عربي21" التي تواجدت في المكان، فقد اصطف العشرات من أبناء الجالية العربية والمصرية والبريطانيين المهتمين في شؤون الشرق الأوسط، أمام مكان عرض الفيلم لمشاهدته، ومن ثم نظمت "إيجبت ووتش" ندوة حوارية موسعة، شارك فيها كل من النائب في البرلمان البريطاني كريسبن بلانت، والكاتب الصحافي المعروف بيتر أوبورن، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة "لونغ آيلاند" الدكتورة داليا فهمي، إضافة إلى الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمرو مجدي، والصحفي في موقع "ميدل إيست آي" خالد شلبي، وهو صحفي مصري قال إنه كان شاهداً بعينه على المجزرة في العام 2013.
يشار إلى أن الأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)، التي تم عرض الفيلم على المسرح التابع لها، هي واحدة من أهم أكاديميات الأفلام في العالم، وتقدم إحدى أهم وأبرز الجوائز العالمية للأفلام، المعروفة باسم "جائزة بافتا"، وهي جائزة سنوية تهدف لتكريم أفضل المساهمات في مجال السينما على مستوى العالم.