نشر موقع "ذا هيل" الأمريكي
مقالا دعا فيه الولايات المتحدة إلى التدخل في الحرب التي تشنها الأردن، ودول المنطقة ضد
المخدرات التي يتم تهريبها عبر مناطق سيطرة النظام السوري.
وجاء في المقال الذي كتبته الباحثة ناتالي إيكانو، أن الاجتماع الأمني الذي جرى نهاية تموز/ يوليو الماضي بين مسؤولين أردنيين وسوريين جاء متأخرا للغاية، وذلك في ضوء إنتاج المخدرات المستمر، وتهريب الكبتاغون من
سوريا.
ولفتت إيكانو إلى أنه من المستبعد أن يمنع نظام الأسد إنتاج وتصدير المخدرات، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة أخذ دورها في هذه المعركة.
وقالت: "في أعقاب الحرب الأهلية السورية ومذابح نظام الأسد ضد السكان، تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ولكن بعد عقد من الزمان، انتصر الأسد، ومع عدم وجود بدائل أخرى، صوتت جامعة الدول العربية على إعادة قبول سوريا في مايو، منهية تعليق النظام لمدة 12 عامًا، وبينما لم تعرب دمشق عن ندمها على تكتيكاتها الوحشية، فإنها قدمت تنازلاً هامًا واحدًا: فقد تعهدت بالحد من تجارة المخدرات المحلية".
وعادت إيكانو إلى الاجتماع الأمني الذي عقد قبل أسابيع، قائلة إن توقيت انعقاده يعني أن نظام الأسد لم يفعل ما يكفي لتحقيق محاربة المخدرات.
يشار إلى أن الاجتماع المذكور هو الأرفع والأهم منذ سنوات، إذ إنه ضم قائد الجيش الأردني، ووزير الدفاع السوري، إضافة إلى رؤساء المخابرات من البلدين.
الأردن متضرر بشدة
بحسب إيكانو، وهي باحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن ضرر الأردن من المخدرات القادمة من سوريا تزايد خلال الفترة الماضية، فبعد أن كانت المملكة محطة عبور للمخدرات من سوريا إلى دول الخليج، فقد باتت هذه الآفة تنتشر في المملكة بشكل متزايد، لا سيما حبوب الكبتاغون.
وأشار المقال إلى أن انتشار المخدرات داخل الأردن دفع قيادة الجيش إلى تغيير قواعد الاشتباك في كانون ثاني/ يناير من العام الماضي، عبر التوجيه بإطلاق النار المباشر باتجاه المهربين على الحدود مع سوريا.
ونفذ سلاح الجو الأردني غارات جوية عديدة داخل سوريا، استهدفت إحداها أحد أبرز زعماء عصابات المخدرات في درعا.
وأسقط الجيش الأردني عدة طائرات مسيرة يستخدمها مهربو المخدرات في نقل الحبوب، واستطلاع الوضع على الشريط الحدودي.
مكاسب للنظام
بحسب إيكانو، فإن الاعتماد على تصدير المخدرات هو مصدر دخل مهم للنظام السوري، رغم إعلانه أنه يحارب المخدرات.
وأوضحت في مقالها أن النظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، يجد في المخدرات مكسبا هاما له، ما دفع العديد من مسؤولي النظام الكبار إلى التورط في هذه القضية.
وقالت إيكانو إن الولايات المتحدة تحركت بالفعل في الحرب ضد المخدرات، عبر فرض وزارة الخزانة عقوبات على العديد من الشخصيات السورية لتورطهم في تهريب المخدرات.
إلا أن الباحثة الأمريكية طالبت واشنطن بالمزيد من الجهود في إطار الحرب ضد المخدرات، إذ قالت إن البنتاغون عليه التعاون المباشر مع الجيش الأردني لاستهداف المهربين على الحدود.
وبرغم ذلك، لم تصدر أي إشارة من الجيش الأمريكي الذي ينشر قواعد له جنوب سوريا عن تدخل محتمل في الحرب ضد المخدرات.