انخفضت أسعار المنازل في المملكة المتحدة بنسبة 5.3% في آب/ أغسطس الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام 2022، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ 14 عامًا، وفقًا لجمعية البناء الوطنية.
ويعد هذا الانخفاض الأكبر منذ تموز/ يوليو 2009، عندما كان الاقتصاد العالمي في أعماق الأزمة المالية، وكان مدفوعا بارتفاع تكاليف
الرهن العقاري، ما أدى إلى نفور المشترين المحتملين، بحسب صحيفة "
الغارديان".
وانخفض متوسط أسعار المنازل بأكثر من 14,500 جنيه إسترليني عن ما كان عليه قبل عام، وانخفضت الموافقات على الرهن العقاري بمقدار الخمس مقارنة بمستويات ما قبل وباء فيروس كورونا "كوفيد-19".
وانخفضت الأسعار بنسبة 0.8% في آب/ أغسطس مقارنة بشهر تموز/ يوليو الماضيين، ما أدى إلى انخفاض السعر النموذجي للمنزل في المملكة المتحدة إلى 259,153 جنيهًا إسترلينيًا.
وقال كبير الاقتصاديين في جمعية البناء الوطنية، روبرت غاردنر: "إن هذا التراجع ليس مفاجئا نظرا لمدى ارتفاع تكاليف الاقتراض في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى أن النشاط في سوق الإسكان كان أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء".
وارتفعت معدلات الرهن العقاري بشكل حاد خلال الأشهر الأخيرة ردا على قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة 14 مرة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، من 0.1% إلى 5.25%.
وانخفض عدد عمليات بيع المنازل المكتملة بنسبة 20% في النصف الأول من العام مقارنة بعام 2019، وانخفض بنحو 40% عن عام 2021، عندما شهدت المملكة المتحدة طفرة في مبيعات المساكن بسبب عوامل من بينها انخفاض أسعار الفائدة.
وفي حين أن نسبة الأشخاص الذين يشترون بشكل نقدي ظلت قوية، فقد انخفض عدد عمليات إكمال المشروعات من قبل أولئك الذين يحتاجون إلى رهن عقاري.
وقال غاردنر: "كانت عمليات استكمال نقل المنازل مع الرهن العقاري في النصف الأول من عام 2023 أقل بنسبة 33٪ عن مستويات 2019، في حين كانت أعداد المشترين لأول مرة أقل بنحو 25 بالمئة.. وعلى النقيض من ذلك، فقد ارتفعت المشتريات النقدية بنسبة 2٪".
ويعكس الضعف النسبي لنشاط الرهن العقاري الضغوط المتزايدة على القدرة على تحمل التكاليف نتيجة للارتفاع الحاد في أسعار الرهن العقاري منذ الخريف الماضي.