نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" تقريرا وصفت فيه
الصناديق السيادية التابعة للدول
الخليجية بـ"الصراف الآلي للعالم"، مشيرة إلى أن الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط المتلهفة إلى النفوذ العالمي تمر بفترة ازدهار على مستوى الساحة المالية العالمية.
ورأت الصحيفة أن الصناديق الخليجية، التي تتربع في قائمة العشر الأوائل عالميا، غدت بمثابة "ماكينة الصراف الآلي" الرائجة للأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري والصناديق العقارية التي تكافح من أجل جمع الأموال حول العالم،.
وتشهد سوق عمليات الاندماج والاستحواذات الكبيرة زيادة في الاهتمام من دول المنطقة، حيث شملت الصفقات المعلن عنها مؤخرا شراء صندوق أبوظبي لشركة إدارة الاستثمار "فورتريس" مقابل أكثر من 2 مليار دولار، فيما اشترى الصندوق السعودي وحدة الطيران التابعة للمقرض العالمي "ستاندرد تشارترد" بقيمة 700 مليون دولار.
مؤسس شركة الاستشارية لجمع التبرعات، بيتر جادرستين، قال للصحيفة إن "الجميع أصبح يريد الذهاب إلى الشرق الأوسط، فالأمر يشبه حمى الذهب في الولايات المتحدة ذات يوم". "من الصعب جمع الأموال في كل مكان."
ونقلت الصحيفة عن مدراء صناديق سيادية يزورون المنطقة، أنهم غالبا ما ينتظرون أمام منافسيهم في غرف الانتظار في صناديق الثروة السيادية، مضيفين: "أن مديري وادي السيليكون ونيويورك أصبحوا يتواجدون بشكل شبه دائم في الردهة ذات الأرضيات الرخامية البيضاء في فندق فور سيزونز أبوظبي، كما هو الحال مع الفنادق الكبرى الأخرى".
ومن المرجح أن يكون مؤتمر الرياض للاستثمار المقرر عقده الشهر المقبل، وهو مشروع مفضل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعرف باسم مبادرة مستقبل الاستثمار، نقطة جذب لصائدي الأموال، وفقا لتوقعات الصحيفة.
"يأتي ذلك بعدما انسحب المسؤولون التنفيذيون في وول ستريت عام 2018 إثر حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، إذ تجنبت العديد من الشركات الناشئة والصناديق لسنوات الاستثمار في المملكة بسبب مخاوف أخلاقية"، بحسب "وول ستريت جورنال".
وأوضح التقرير أن التمويل السعودي أصبح أكثر طلبا العام الماضي بالرغم من "مواصلة بعض الشركات الابتعاد عن المملكة، في حين تقول جماعات حقوق الإنسان إن سجلها في معاملة المعارضين الحكوميين لا يزال يمثل مشكلة خطيرة".
وكشف مسؤولون تنفيذيون في شركات الأسهم الخاصة العملاقة "TPG"و "KKR" أن اهتمام المستثمرين من الشرق الأوسط يحافظ على قوته بينما تتراجع أجزاء أخرى من العالم.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة كارلايل، هارفي شوارتز، في أحد المؤتمرات: "إذا كنت في الولايات المتحدة، فهناك درجة معينة من القلق"، مبيّنا أن "المستثمرين في الشرق الأوسط مبادرون للغاية وديناميكيون للغاية"، وفقا لما أورده التقرير.
صناديق خليجية ضمن الأبرز عالميا
تعد ملكية صناديق الثروة السيادية أو صناديق الثروة الاجتماعية، على اختلاف مسمياتها، ملكا للدولة حيث يتم من خلالها الاستثمار في الأصول المالية والعقارات والمعادن الثمينة. وتمول هذه الصناديق من احتياطيات النقد الأجنبي التي تحتفظ بها البنوك المركزية أو عائدات صادرات السلع.
وتبلغ قيمة استثمارات صناديق الثروة السيادية حول العالم 11.1 تريليون دولار، بحسب موقع "
Global SWFs" المتخصص، الذي يصنف خمسة من الصناديق الخليجية في قائمة الـ 10 الأبرز عالميا، وذلك وفقا لقيمة "الأصول الخاضعة لإدارتها"، بحسب إحصائيات تعود لسبتمبر الجاري.
والقائمة على النحو التالي:
1- إدارة الاستثمار في البنك المركزي النرويجي، 1417 مليار دولار.
2- مؤسسة الاستثمار الصينية،1,351 مليار دولار.
3- إدارة الدولة للتبادل الخارجي في الصين، 1,034 مليار دولار.
4- جهاز أبوظبي للاستثمار، 993 مليار دولار.
5- الهيئة العامة للاستثمار في الكويت، 801 مليار دولار.
6- مؤسسة استثمار حكومة سنغافورة، 769 مليار دولار.
7- صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، 700 مليار دولار.
8- جهاز قطر للاستثمار، مليار دولار.
9- مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، 320 مليار دولار.
10- "تيماسيك" في سنغافورة، 288 مليار دولار.