أكملت احتجاجات السويداء المناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، شهرها الأول، وقد لقيت تأييدا واسعا من مختلف الأطياف السورية، وسط اهتمام من دول غربية وشخصيات سياسية عربية.
وأعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في
لبنان، وليد
جنبلاط، تأييده للحراك المدني في السويداء ضد النظام السوري، مؤكدا أن "دروز
سوريا أسوة بإخوانهم في كل سوريا يريدون الحرية والعيش الكريم بعيدا عن نظام الاستبداد لبشار الأسد".
وأضاف جنبلاط عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "دروز السويداء بقيادة الشيخ حكمت الهجري هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري يريدون الحرية والكرامة".
وحذر السياسي اللبناني من أصوات "اليمين الصهيوني" التي تروج لفكرة إقامة إدارة ذاتية جنوب سوريا، وذلك في رده على الصحفي والكاتب اللبناني وليد فارس، الذي نشر ادعاءات تفيد بأن السويداء تتجه لإعلان "منطقة حرة درزية".
وتأتي اتهامات الكاتب اللبناني-الأمريكي، رغم مرور شهر من الاحتجاجات التي ركز فيها المتظاهرون على رفض الانفصال عن "سوريا الوطن" من خلال هتافاتهم وعبر رفع لافتات تؤكد أن الحراك باسم جميع السوريين الساعين لإيجاد حل في سوريا ولا يمثل الطائفة الدرزية فقط.
الصحفي في شبكة "السويداء24"، نور رضوان، استنكر قيام وسائل إعلامية وشخصيات مقربة من النظام السوري، بالترويج لأحاديث الانفصال وإنشاء حكم ذاتي في السويداء جنوب سوريا.
وأكد في حديث مع
"عربي21"، أن المتظاهرين في السويداء يرفضون فكرة التقسيم والإدارة الذاتية، وهذا ما عبر عنه المحتجون على مدار شهر كامل.
وأشار إلى أن المتظاهرين يرفضون أن تكون الحلول خاصة بالسويداء، وإنما يطالبون بحلول لكل السوريين التي تتمثل في تطبيق القرار الأممي 2254.
تشويه حراك السويداء
الباحث السوري وائل علوان، رأى أن من الطبيعي أن تبحث الكثير من المناطق عن طرق معقولة ومنطقية لإدارة شؤونها الداخلية، خاصة أن المركزية المفرطة التي يتعامل بها النظام السوري، لم تكن في وارد التطوير مع المتطلبات الحياتية اليومية.
وأشار إلى أن النظام السوري لم يلتزم بتنفيذ "القانون 107" الخاص بالإدارة المحلية، لأنه يصر على إبقاء جميع أجهزة الإدارة وأجهزة الدولة مرتبطة بالمركز والقطاع الأمني.
وأكد في حديثه لـ
"عربي21"، أن تشويه النظام السوري المتعمد لحراك السويداء، يظهر أن الموضوع يتعلق بالهوامش الإدارية، لكن الحقيقة أن الموضوع سياسي.
وأشار إلى أن النظام السوري أمام مشكلة حقيقية في السويداء، لأن الاحتجاجات ليست مظاهرات جوع ولا نتيجة سوء الأحوال المعيشية والمجتمعية، كما أنها ليست ثورة أطراف على المركز للمطالبة بهوامش إدارية موسعة، بل هي ثورة سياسية.
وأضاف: "لذلك كانت الشعارات حاضرة بتطبيق القرار 2254 والاحتلال الخارجي وسرقة النظام لموارد الدولة".
اهتمام دولي
ولقيت الاحتجاجات المناهضة للأسد في السويداء، اهتماما واسعا من سياسيين غربيين، لا سيما بعد حادثة إطلاق النار على المتظاهرين أمام مقر "حزب البعث" الحاكم، ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح طفيفة.
وأجرى النائب الجمهوري فرينش هيل، اتصالا مطولا مع شيخ "طائفة الموحدين
الدروز" في السويداء، حكمت الهجري، استفسر فيه عن حقيقة ما يجري جنوب سوريا، وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة.
وعبرت السفارة الأمريكية في سوريا، في بيان عن قلقها إزاء تقارير تفيد باستخدام النظام السوري القوة في السويداء، مؤكدة أنها تدعم حق الشعب السوري في التظاهر بسلام من أجل الكرامة والحرية والأمان والعدالة.
وشددت على أن الحل السياسي في سوريا يجب أن يكون وفقا للقرار الأممي رقم 2254، باعتباره الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع.
بدوره، عبر المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، عن قلقه إزاء تقارير استخدام الرصاص ضد الاحتجاجات السلمية في السويداء، مؤكدا أن أصوات المحتجين تستحق أن تسمع لا أن تسكتها البنادق.
ودعا المبعوث الألماني النظام السوري إلى الامتناع عن أعمال العنف والمشاركة في الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة بموجب القرار 2254.
وجرح ثلاثة من المتظاهرين في محافظة السويداء جنوب سوريا، إثر استهدافهم من قبل عناصر حزب "البعث" الحاكم، بإطلاق نار مباشر، الأمر الذي دفع بشيخ "طائفة الموحدين الدروز" حكمت الهجري، إلى تصعيد خطابه تجاه نظام الأسد، من خلال إصداره فتوى تجيز "الجهاد" ضد المليشيات الإيرانية.