انتقدت الوزيرة البريطانية السابقة، سيدة وارسي، تعليمات
قيادة حزب
العمال المعارض بمنع ممثلي الحزب من المشاركة في الاحتجاجات المؤيدة
لفلسطين، وتحدثت عن المعاملة التي تتلقاها المجتمعات المسلمة من السياسيين في
بريطانيا.
وكانت قيادة حزب العمال قد حذرت الأعضاء المنتخبين في
المجالس المحلية من المشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، بعد مطالبات من هؤلاء
الأعضاء بموقف واضح إزاء معاناة السكان المديين في غزة.
وقالت البارونة وارسي العضو في مجلس اللوردات عن حزب
المحافظين، إن موقف حزب العمال بقيادة كير ستارمر يأتي بينما كان
الحزب على مدى الأشهر الماضية يواجه الحكومة على خلفية محاولتها تقييد حرية
التظاهر.
وتساءلت وارسي وهي سياسية مسلمة وكانت قد استقالت من حكومة المحافظين
عام 2014 على خلفية موقف الحكومة من العدوان الإسرائيلي على غزة آنذاك: "كيف
نظهر التضامن مع المجتمعات التي صوتت لنا لنصبح صوتها ولنمثلها؟".
وأوضحت وارسي خلال كلمة لها في جامعة ليدز، الخميس، أن
النظرة لهذه التظاهرات المؤيدة لفلسطين هي مثال على ما يواجهه المسلمون "من
معايير أكثر تشددا"، ودفعهم للشعور بأنهم ليسوا مهمين في المجتمع.
ووصفت وارسي المعاملة التي تتلقاها المجتمعات المسلمة من
السياسيين في بريطانيا، وقالت: "هناك مفارقة في هذا النضال السياسي، لأنه من
ناحية الحكومة فهي تؤكد على مراقبة القيم البريطانية الأساسية،
ولكن عندما يتحدى المسلمون أفعالا من شأنها إضعاف الاحترام والتسامح عبر رفع الصوت بشأن
الإسلاموفوبيا المؤسسية، عندما
يطبق المسلمون هذه القيم البريطانية الأساسية من خلال مشاركتهم في المجتمع الأوسع،
فإنهم يتعرضون للشيطنة والتهميش والإقصاء من المشهد السياسي ويتعم التعامل معهم
كمنبوذين".
وأشارت كمثال إلى النائبة عن المحافظين نصرت غني، عندما
استبعدها مسؤول الانضباط في الحزب مارك سبنسر من منصب وزاري في حكومة بوريس جونسون،
لكونها مسلمة.
وانتقدت بطء إجراءات حزبي العمال والمحافظين في معالجة
مشكلة الإسلاموفوبيا، وقالت: "محاولات المحافظين على مضض لمواجهتها بعد سنوات
من الحملات، كانت تقريرا لتبييض الصفحة، قاده شخص مثير للجدل له تاريخ في التعليقات
المعادية للمسلمين ولم يسع حتى لحشد الدعم من البرلمانيين
المسلمين".
كما أن حزب العمال الذي يحصل عادة على أصوات 80 في
المئة من المسلمين، "فشل في الاستجابة للعنصرية المعادية للمسلمين التي
يواجهها أعضاؤه".
وحذرت من أن الفشل في الاستجابة لهذه المشكلة قد يقود إلى نتائج كارثية، مشيرة إلى الأرقام الحكومية بشأن جرائم الكراهية، حيث يمثل "المسلمون
المجموعة الدينية الأكثر استهدافا".
ودعت البريطانيين إلى المشاركة في مطالبة المجتمع المسلم
بأن "تتم معاملته بمساواة تحت القانون، والحصول على حقه في أن يتم الاستماع
إليه، وأن تكون مواطنتنا تساوي ذات القيمة لأي أحد آخر".
وكان رئيس بلدية ليستر العمالي قد كتب لزعيم الحزب عن "نقص التعاطف (من الحزب) تجاه الوضع الصعب للفلسطينيين والمخاطر الفظيعة والمعاناة"
التي يواجهونها.
وقد أرسل أكثر من 72 عضوا عماليا في المجالس المحلية رسالة
للحزب؛ ذكروا فيها أنهم يواجهون ضغوطا من المجتمعات المحلية للاستقالة بسبب موقف
الحزب من الحرب على غزة، والدعم المطلق من قيادة الحزب لإسرائيل.
وأطلق مسلمون عريضة تؤكد أنهم لن يصوتوا لحزب العمال
في الانتخابات القادمة، ووقع عليها عدة آلاف حتى الآن.
وبينما تدعم مجموعة الأعضاء المسلمين والاتحادات
العمالية والجناح اليساري في الحزب دعوات وقف إطلاق النار، فإن ستارمر يرفض تبنيها، متحدثا
عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".