قال
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن "شحنات قذائف المدفعية إلى
بلاده "انخفضت" بعد اندلاع
الحرب على
غزة.
وركز على انخفاض القذائف
من عيار 155 ملم التي تُستخدم على نطاق واسع عند خطوط الجبهتين الشرقية والجنوبية
في أوكرانيا.
واستدرك
بالقول: "لكن الأمر ليس كما لو أن الولايات المتحدة قالت إنها لن نُعطي أيّ شيء
لأوكرانيا، لا، لدينا معا علاقات جادّة وقوية جدا".
وأكد أنه "أمر
طبيعي، فالجميع يقاتلون من أجل البقاء"، مضيفا: "لا أقول إنه أمر
إيجابي، لكن هكذا هي الحياة، وعلينا أن ندافع عن ما هو لنا".
بالمقابل، أشارت تقارير في بداية الشهر الجاري إلى أن هناك ضغطا أمريكيا أوروبيا على كييف
للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا.
وأشارت
محطة "
NBC"
الأمريكية في تقرير لها إلى أن "المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بدأوا
بالتحدث بهدوء مع الحكومة الأوكرانية حول ما قد تنطوي عليه مفاوضات السلام
المحتملة مع روسيا لإنهاء الحرب، وفقًا لمسؤول أمريكي حالي كبير ومسؤول أمريكي
كبير سابق مطلع على المناقشات".
ووفقا
للمحطة، قال المسؤولون إن المحادثات تضمنت الخطوط العريضة لما قد تحتاج أوكرانيا
إلى التخلي عنه للتوصل إلى اتفاق.
وأشاروا إلى أن بعض
المحادثات، التي وصفها المسؤولون بأنها حساسة، جرت الشهر الماضي خلال اجتماع
لممثلي أكثر من 50 دولة تدعم أوكرانيا، بما في ذلك أعضاء الناتو، المعروفة باسم
مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية.
وقال
المسؤولون إن المناقشات هي اعتراف بالديناميات العسكرية على الأرض في أوكرانيا
وعلى المستوى السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولفتوا إلى أن هناك قلقا
في الحكومة الأمريكية إزاء مدى تراجع الاهتمام العام بالحرب في أوكرانيا منذ بدء الحرب
على غزة، ويخشى المسؤولون أن هذا التحول قد يجعل تأمين مساعدات إضافية لكييف أكثر
صعوبة.
وكان
زيلينكسي قد نفى في ذلك الوقت وجود ضغوط أمريكية أوروبية على كييف للدخول في عملية
سلام مع موسكو.
وأكد
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددًا موقفه بأن هذا ليس الوقت المناسب
للتفاوض مع روسيا، كما نفى أن يكون أي زعماء غربيين يضغطون عليه للقيام بذلك.
وقال
في
مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف في
4 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن "الجميع يعرف موقفي الذي يتطابق
مع موقف المجتمع الأوكراني... اليوم لا أحد يمارس الضغط (علي للتفاوض)، ولا حتى أي
أحد من قادة الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، وبالنسبة لنا الآن أن نجلس مع
روسيا ونتحدث ونعطيها شيئًا لن يحدث".
وقال
زيلينسكي أيضًا إن "أوكرانيا ملتزمة بالضغط على الإصلاحات، بما في ذلك تعزيز
ممارسات مكافحة الفساد. ومن المتوقع أن يقدم الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل
تقريرا عن التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في مسعاها للانضمام إلى الكتلة".
"ضغط لاستمرار الحرب الأوكرانية"
ولكن في ظل تغير لغة
الخطاب لدى زيلينسكي ما بين نفي وجود ضغوط أمريكية وأوروبية عليه وشكواه من انخفاض
إمدادات القذائف، يبرز تساؤل حول ما إذا كانت واشنطن والاتحاد الأوروبي قد تخلوا
أو انشغلوا عن أوكرانيا بدعمهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
الخبير والمختص بالشأن
السياسي الأمريكي، خالد صفوري، أكد "أن الأمريكان بالدرجة الأولى مشغولين
بحرب إسرائيل على غزة، والجانب الأوروبي هو تابع للموقف الأمريكي وليس له موقف
مستقل في أي شأن يتعلق بالسياسة الخارجية".
وقال صفوري
لـ"عربي21" إن "أمريكا ما زالت تضغط على أوكرانيا لتستمر بالحرب،
ولهذا نرى صراع الرئيس الأمريكي مع الكونجرس الجمهوري الذي يتلكأ بدعم
أوكرانيا".
ولفت إلى أن "الرئيس
الأمريكي جو بايدن يريد استمرار
الدعم ليضمن استمرار الحرب، حيث إن أوكرانيا غير
قادرة على الاستمرار بالحرب من دون الدعم المالي من الولايات المتحدة".
"دعم مشروط بالانتصار"
البروفيسور بيل شنايدر
أستاذ السياسة العامة والشؤون العامة والدولية في جامعة جورج ميسون الأمريكية،
يشير إلى أن "الرابط الوحيد بين القضيتين –حرب أوكرانيا مع روسيا والحرب
الإسرائيلية على غزة- في أمريكا هو المال".
وأوضح أن "العديد من
أعضاء الكونجرس، خاصة الجمهوريين، يشعرون بالقلق من تزايد الدين الفيدرالي
الأمريكي؛ ولذلك يريدون خفض جميع المساعدات الخارجية".
وأكد شنايدر خلال حديثه
لـ"عربي21" أن "الجمهوريين يؤيدون بقوة المساعدات العسكرية
لإسرائيل، كما يفعل معظم الديمقراطيين، وسيكون قطع المساعدات عن إسرائيل أمرًا
مثيرًا للجدل إلى حد كبير، ولن يوافق عليه الرئيس بايدن أبدًا".
وتابع: "وفي الوقت
نفسه، فإن أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة (ليس فقط اليهود ولكن أيضًا
المسيحيين الإنجيليين والمحافظين الأقوياء مثل دونالد ترامب)، سوف يقاومون أي
محاولة لخفض المساعدات العسكرية لإسرائيل أو الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وقد
يتغير ذلك إذا بدا أن إسرائيل لا تستطيع أن تنتصر في غزة".
وأوضح أن "هناك شعورا
متزايدا بين الجمهوريين بضرورة تخفيض المساعدات لأوكرانيا لسببين، أولا، بعض
الجمهوريين اليمينيين المتطرفين (بما في ذلك دونالد ترامب) معجبون ببوتين ولا
يثقون في زيلينسكي".
وأضاف: "أما السبب
الثاني، فهو أن الأمريكيين يرون تقدمًا ضئيلًا من جانب الأوكرانيين في الحرب،
وهم يريدون دعم الفائزين، ولهذا السبب قال زيلينسكي في بداية هذا الشهر إن أوكرانيا
ستنتصر".
وحول ما إذا كانت إدارة
بايدن ستضغط على كييف للتفاوض مع موسكو أم لا، قال شنايدر، إن "هذا ممكن فقط
إذا بدا أن أوكرانيا لا تستطيع الفوز".
"دعم مختلف"
بالمقابل، فإن مارك كاتز،
أستاذ السياسة في جامعة جورج ميسون، لا يعتقد "أن الدول الأوروبية ستقدم الكثير
من الدعم المجدي، -إن وجد- لإسرائيل، ولذلك، فمن غير المرجح أن ينخفض دعمهم
لأوكرانيا".
وأكد أنه "من المرجح
أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، ولكن نوع الدعم العسكري الذي ستحتاجه إسرائيل،
كما يفهم، ليس هو نفس الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا".
وتابع كاتز خلال حديثه
لـ"عربي21": "أظن أيضًا أن الصراع الإسرائيلي مع حماس سينتهي في
وقت أقرب كثيرًا من الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي فإن أي تحويل للدعم
الأمريكي من أوكرانيا إلى إسرائيل سيكون قصير الأمد".
وحول دفع الغرب أوكرانيا
للتفاوض مع روسيا، قال كاتز: "أعتقد أن ظهور حالة من الجمود بين روسيا
وأوكرانيا هو ما قد يدفع الأمريكيين والأوروبيين إلى الإيحاء لأوكرانيا بأن الوقت
قد حان للدخول في مفاوضات مع روسيا، وإذا كان الصراع بين إسرائيل وحماس قصيرا
نسبيا، بالتالي لن يكون عاملا مهما في ذلك".