حذرت منظمات إنسانية من "سيناريو أكثر رعبًا" بسبب قيود وصول
المساعدات لقطاع
غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 59 يوما.
وقالت عدة منظمات إنسانية، إن المساعدات التي وصلت إلى غزة خلال أيام الهدنة المؤقتة لم تكن كافية، مع ظروف قاسية يجتازها سكان القطاع، لاسيما مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية.
وقالت منسقة
الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، إن توسيع العمليات البرية الإسرائيلية "أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان".
وأوضحت هاستينغز في بيان أن "لا مكان آمنا في غزة ولم يبق مكان يمكن التوجه إليه"، مضيفا أن "سيناريو أكثر رعبا بشوط بعيد يوشك أن تتكشف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قدر له أن يتحقق".
وتابعت المسؤولة الأممية في بيانها: "ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة".
وأضافت أن "كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق"، مشددة على أن "الحيز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يسمح بتقديمها داخل غزة آخذ بالتقلص المستمر".
وقال نازحون فلسطينيون لصحيفة "واشنطن بوست"، إنهم "لا يعرفون أي مكان آمن للجوء إليه، بسبب المعلومات المتضاربة"، كما تكشف منظمات إغاثية دولية، أن "الخرائط التي ينشرها الجيش الإسرائيلي للمناطق الآمنة، إما مكتظة أو تتعرض للهجوم أيضا في بعض الأحيان".
من جانبه، صرح مارتن غريفيث، منسق الإغاثة الطارئة الذي يشرف على المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، الاثنين، بأن الأوضاع بغزة "تصبح أكثر فظاعة يوما تلو الآخر".
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث له، الأحد، بأن توزيع المساعدات في خان يونس بغزة "توقف إلى حد كبير بسبب شدة الأعمال العدائية"، حيث ظلت المنطقة الوسطى من القطاع "منفصلة إلى حد كبير عن الجنوب" بسبب "منع القوات الإسرائيلية للحركة".
وأضافت الوكالة أن المساعدات القادمة من الجنوب لم تتمكن من الوصول إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة الذي يقسم القطاع، منذ الجمعة.
والاثنين، حث رئيس منظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على "بذل كل ما في وسعه لضمان وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة".
وكتب كريستو: "نريد ويجب أن نكون قادرين على فعل المزيد"، موضحا أن "قيودا صارمة فرضت على وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".