أحدث الهجوم الذي شنته
حركة حماس في عملية "طوفان الأقصى" على مواقع لجيش
الاحتلال في غلاف غزة تغيرات داخل المجتمع الإسرائيلي في
دولة الاحتلال.
وبدت هناك تغيرات كبيرة في نمط حياة
الإسرائيليين من ناحية الصدمات النفسية التي عاشها الإسرائيليون بعد سنوات من
الاستقرار الذي فرضه الاحتلال بالقوة على الشعب الفلسطيني.
ونشرت وكالة "
بلومبرغ" تقريرا سلطت فيه الضوء
على التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع "الإسرائيلي" بعد الهجوم
الكبير الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
يشير التقرير إلى أن مشاهد الهجوم لا تزال تؤثر بشكل كبير على
المجتمع الإسرائيلي، الذي عاش فترة طويلة من الاستقرار والازدهار.
وبعد أن كان الأطفال الإسرائيليون يتمتعون بحرية التجول في دولة الاحتلال، أصبحوا الآن تحت حراسة روتينية، وارتفعت
طلبات الحصول على تراخيص
السلاح بشكل كبير، وكذلك ازدحام دورات تعليم طرق الدفاع
عن النفس.
يشير التقرير إلى أن الإسرائيليين يعانون من صدمة نفسية بسبب
الخوف من عودة آلاف من مقاتلي حماس لتنفيذ هجمات جديدة وتجاوز الحدود، مع القلق من
فشل الأجهزة الأمنية في التصدي لهم.
وفقًا للإحصاءات الرسمية، ارتفع عدد الأشخاص الذين تقدموا
بطلبات للحصول على تراخيص السلاح إلى 260 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين، مما
يتجاوز حجم الطلبات اليومية التي كانت تلقى في الأسابيع السابقة لبداية الأزمة.
وعلى الرغم من توسيع السلطات الإسرائيلية لنطاق الأهلية للحصول
على التراخيص، إلا أن معايير الموافقة لا تزال صارمة، حيث تم قبول 26 ألف طلب خلال
الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، ورُفضت 16 ألف طلب آخر لعدم صلاحيتهم لحمل السلاح
الناري.
وتظهر التقارير أن الملاجئ، التي كان يفترض أن تكون آمنة من
الصواريخ، أصبحت تشكل خطرا على الإسرائيليين، حيث لم تكن مجهزة بشكل صحيح وساهمت في
تسهيل دخول مسلحي حماس وارتكاب هجمات.
وأضاف التقرير أن العديد من السلطات المحلية في بلدات مختلفة قد
بدأت في استخدام أقفال مستوردة ومحلية الصنع لحماية المدنيين في حالات الطوارئ.
لكن في المقابل، يعبر بعض الأفراد عن قلقهم بشأن الآثار
المحتملة لانتشار السلاح بين المدنيين، على الرغم من أن نسبة السكان الذين يحملون
الأسلحة ستظل أقل بكثير من العديد من البلدان الأخرى، حيث تصل النسبة إلى حوالي 2
في المائة، مقارنة بـ 32 في المائة في الولايات المتحدة على سبيل المثال.
تعبر الأصوات المعنية بالتعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين
عن قلقها من تصاعد طلبات الحصول على السلاح وتحذيرها من أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة
في مستويات العنف، وفقًا لما ذكره التقرير.
من جانبه أشار المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية، دان أورباخ،
إلى أن "المزاج المتشائم للناس يعكس مستوى غير معروف من التهديد على الجمهور
الإسرائيلي منذ سنوات عديدة".
ويضيف أن الناس كانوا محفوفين بالقلق بشأن
"عدم قدرة الجيش الإسرائيلي القوي على حمايتهم، حتى بالمعنى الأساسي".
ويشير إلى أن هذا القلق من المتوقع أن يستمر في المجتمع الإسرائيلي لبعض الوقت.
هذه التطورات تبرز التوترات والانقسامات في المجتمع الإسرائيلي
بعد الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد، وتكشف عن تأثيرها العميق على نفسيات
الناس وتفاعلهم مع مختلف القضايا الأمنية والاقتصادية.