قال المحلل السياسي
الإسرائيلي، ناحوم برنياع، إن الأهداف التي وضعها المستوى السياسي أمام الجيش،
بعيدة المنال، وكان واضحا منذ اليوم الأول للجمع، أن التصفية والإبادة والدمار، هي
أمنيات متوقعة، وليست خططا عسكرية ولا حتى استراتيجية، مقابل الضربة التي تلقيناها
في 7 تشرين أول/أكتوبر.
وأشار برنياع في مقال
بصحيفة يديعوت أحرونوت ترجمته "عربي21" إلى أن هناك غصة، والتوقعات
المفرطة تثير خيبة الأمل، وسيكون ذلك مؤلما بشكل خاص في صفوف القوات المقاتلة،
وكذلك في صفوف العناصر اليمينية المتطرفة، التي كانت تأمل في حرب متعددة الجبهات،
وتؤدي إلى ترحيل ملايين الفلسطينيين وتجدد الصراع، وتعيد الاستيطان إلى
غزة.
وأضاف: "الحديث عن توسعة العملية
البرية، يدل على أمرين، أولا، أن المناطق الشمالية لم يتم تطهيرها، والمقاتلون
يخرجون من الأعمدة والمباني ويتعقبون الجنود، والثاني، أن الجيش يتشمم رائحة
النهاية، ويحاول تحقيق مزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف إطلاق النار".
ولفت إلى أن رئيس حكومة
الاحتلال نتنياهو،
قالوا إن "الحرب ستتواصل حتى النهاية، وسوف تستمر حتى يتم القضاء على حماس،
ومن الناحية التاريخية فإنه قد يكون على حق، فالحرب مع المنظمات قد تستمر لسنوات وربما
أجيال، لكن بالنسبة للعائلات التي اختطف أحباؤها، والزوجات اللواتي فقدن أزواجهن
في الاحتياط ولم يعودوا، فقد قلبت الحرب عالمهم رأسا على عقب، والتعامل مع
التصريحات الرنانة ينبغي أن يكون على حذر، والحديث عن حروب المستقبل يهدف إلى إخفاء
كآبة الحاضر".
وتابع: "ربما تكون خانيونس المحطة الأخيرة في ما
يسميه الجيش المرحلة الصعبة من الحرب، وستكون الخطوة التالية أكثر تواضعا".
ورأى أن "النصف الأول من يناير سيحدث
فيه هذا، وسيكون الجيش منشغلا في إقامة شريط أمني يفصل القطاع عن المستوطنات،
وسيكون عرضه 1 كيلومتر، وقبل عودة من تم إجلاؤهم من المستوطنات المحاصرة، فإنه سيتعين
على مئات الآلاف من سكان غزة، مواجهة وضع مستحيل، حيث لن يسمح لجزء كبير منهم
بالعودة، لأن منازلهم كانت في المنطقة الأمنية، وفقد آخرون منازلهم والبنية
التحتية المادية والاجتماعية في الأحياء التي كانوا يعيشون فيها".