نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا، تحدثت
فيه عن مفاقمة الحرب في قطاع غزة ديناميكيات الاشتباكات الحدودية بين الأردن والمهربين
من
سوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"،
إن المحاولة الأخيرة لاختراق الحدود أجبرت الأردن على شن هجمات شديدة على جنوب سوريا.
وتضيف الصحيفة أنه تم القبض على المهاجمين، الذين تدعي عمّان
تلقيهم الدعم بشكل مباشر من تشكيلات موالية لإيران، وبحوزتهم قاذفات صواريخ.
وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، نقلاً عن
مصادر، بأن الاتصالات الثنائية بين دمشق وعمّان انقطعت بالفعل، الأمر الذي أثر على قنوات
الاتصال بين الإدارات العسكرية والأجهزة الأمنية. وقد بادرت عمَّان، غير الراضية عن
"عبث" دمشق فيما يتعلق بالتزامها بوقف أنشطة التشكيلات الشيعية غير النظامية
في المحافظات الجنوبية، بتجميد الاتصالات.
وبحسب القيادة الأردنية، فإن هذه التشكيلات هي المسؤولة عن
نشاط المهربين، الذين يحاولون منذ سنوات طويلة استخدام أراضي المملكة الهاشمية لتصدير
المخدرات إلى دول أخرى في المنطقة.
وقبل بضعة أيام، حاول أكثر من 200 مسلح اختراق الحدود مع
الأردن من الأراضي السورية. رغم أن هذا الغزو البري لا يعتبر الأول من نوعه في هذه
السنوات، فإن حجمه وامتلاك المهربين لأسلحة حديثة والتورط المباشر للمليشيات الشيعية
فيه، عوامل جعلته مميزًا. وفي الوقت نفسه، استطاعت المليشيا البدوية القادمة من سوريا
حماية نفسها من الرشاشات الثقيلة. وقد تبين أن المشاركين المباشرين في هذا الاختراق
أنفسهم لم يكن لديهم فقط شحنة من المخدرات، بل أسلحة على غرار الألغام المضادة للأفراد
ومتفجرات وقاذفات صواريخ.
وأوردت الصحيفة أن الأردن اضطر إلى إطلاق طائرات حربية لضرب
مواقع المهربين المشتبه بها في جنوب سوريا. وبحسب مصادر من "رويترز"، فإن
الغارات استهدفت قصور كبار تجار المخدرات ومستودعات أشارت معلومات مخابراتية إلى أنها
تستخدم كمرافق تخزين، وقد وصفت منشورات إقليمية الهجمات على محافظتي السويداء ودرعا
بأنها الأكثر كثافة خلال السنوات الأخيرة.
في محادثة جمعته مع صحيفة "ذا ناشيونال"، قال مسؤول
استخباراتي أوروبي رفض الكشف عن هويته، إن الأسلحة التي كانت في أيدي منظمي التدخل في
الأردن كان من الممكن أن تكون مخصصة للاستخدام ضد أهداف خفية مثل "إسرائيل"،
التي يشترك معها الأردن في حدود طويلة. ووفقًا له، فمنذ بداية الصراع واسع النطاق في
قطاع غزة، قامت القوات المسلحة الأردنية بنشر قوات إضافية للرد السريع بشكل خاص في
المناطق المتاخمة لسوريا. وهكذا، اعتبرت عمَّان التسلل المحتمل للمسلحين
الإيرانيين استعدادا لتحويل الأراضي الأردنية إلى نقطة انطلاق لهجمات غير مباشرة على المواقع الإسرائيلية.
وأضاف مصدر "ذا ناشيونال" أن "إحدى أقصر الطرق
للوصول إلى إسرائيل من سوريا هي عبر الأردن، حيث يدرك الأردنيون أن إيران يمكنها بناء
قدراتها الخاصة هنا بشكل فعال".
وذكرت الصحيفة أنه بطريقة أو بأخرى، يدرك اللاعبون الدوليون
المهتمون أن محاولة اختراق الحدود الأردنية هذا الأسبوع هي مؤشر على تغير قواعد اللعبة
في مسرح العمليات بشكل جذري. وفي حال شن المهربون في السابق هجمات متفرقة على الحدود
أو أطلقوا طائرات دون طيار تحمل بضائع محظورة، فإن الوضع اليوم يتعلق بهجمات واسعة
النطاق.
علاوة على ذلك، تقول مصادر أمنية عربية إقليمية إن الفصائل
الشيعية المدعومة من إيران ابتعدت في الوقت الراهن عن الأدوار الثانوية التي تنطوي
على توفير معلومات استخباراتية للتجار، بل تحولت إمكاناتها إلى القتال النشط.
وفي ختام التقرير، تنقل الصحيفة عن الخبراء من مراكز الفكر
الغربية أن الوضع العام يشير إلى الانهيار الفعلي لعملية تطبيع العلاقات مع القصر الرئاسي
في دمشق، التي كان أحد شروطها الحظر الفوري لتهريب المخدرات إلى بلدان أخرى في المنطقة، التي غالباً ما كانت الأراضي الأردنية بمثابة نقطة انطلاق لها خلال هذه السنوات.