استدعت
باكستان، الأربعاء، سفيرها لدى طهران، وطلبت عدم عودة
سفير الأخيرة لديها، احتجاجا على غارات جوية
إيرانية، الاثنين، استهدفت إقليم بلوشستان
جنوب غربي البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بالوش في
بيان مصوّر: "الانتهاك الصارخ وغير المبرر لسيادة باكستان الليلة الماضية من قبل
إيران هو انتهاك للقانون الدولي ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت بالوش أن "المسؤولية عن العواقب ستقع بشكل مباشر
على عاتق إيران، وباكستان تحتفظ بحق الرد على هذا العمل غير القانوني".
وتابعت: "نقلنا هذه الرسالة إلى الحكومة الإيرانية،
وأبلغناهم أيضا أن باكستان قررت استدعاء سفيرها من إيران، وبعدم إعادة السفير الإيراني
لدى باكستان الذي يزور إيران، في الوقت الحالي".
وأضافت بالوش أن إسلام آباد قررت أيضًا تعليق جميع الزيارات
رفيعة المستوى "التي كانت مستمرة أو مخططا لها بين باكستان وإيران في الأيام المقبلة".
من جهة أخرى كشفت مصادر استخباراتية باكستانية أن جميع الخيارات
مطروحة على الطاولة ردًا على الهجوم الإيراني على إقليم بلوشستان الليلة الماضية،
وفق وكالة "الأناضول".
وأشارت المصادر (لم تكشف هويتها) إلى أن باكستان لم ترد بشكل
متهور على الهجوم الإيراني، وتطرقت إلى الرد الذي قامت به إسلام آباد على الهند في
بالكوت عام 2019، مؤكدة أن باكستان جيدة فيما يخص "الرد".
وبيّنت المصادر أن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة للرد
على الهجوم الإيراني.
وشددت المصادر على أن باكستان تدرك الوضع الإقليمي، وأن إيران
تريد البقاء على الأجندة في وقت لا تستطيع فيه تقديم مساهمة كبيرة في إنهاء الأزمة
بقطاع غزة.
ومساء الثلاثاء، قالت الخارجية الباكستانية إن طفلين قتلا
وأصيبت 3 فتيات في غارة جوية إيرانية في منطقة بانجغور في بلوشستان.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية
الرسمية للأنباء أن إيران استهدفت بـ"صواريخ ومسيّرات" ما قالت إنهما مقرّان
لجماعة "جيش العدل" المسلحة في الأراضي الباكستانية.
وتأسست جماعة جيش العدل عام 2012 في منطقة سيستان وبلوشستان
وقائدها هو عبد الرحیم ملازاده، الذي يصدر بياناته باسم "صلاح الدین فاروقي"
وهو من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان.
وتدرج طهران هذه الجماعة على قائمة الإرهاب، وهي تقول إنها
تدافع عن حقوق البلوش وأهل السنَّة في إيران.
واتهمت وسائل إعلام إيرانية "جيش العدل" بشن هجوم
مسلح، منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على مقر للشرطة في مدينة راسك بمحافظة سيستان
وبلوشستان جنوب شرق إيران، ما أودى بحياة 11 من عناصر الشرطة.