أصدرت أحزاب وشخصيات عامة مصرية بياناً مشتركاً، الثلاثاء،
تحت عنوان "نعم لمعبر رفح... لا لعزل وتركيع
غزة"، تدين فيه دراسة
النظام الحاكم مقترحاً مقدماً من الاتحاد الأوروبي بغلق
معبر رفح الحدودي بين مصر
وقطاع غزة، واستبداله بمعبري "كرم أبو سالم" و"إيرز" الواقعين جنوب وشمال القطاع ويسيطر عليهما
الاحتلال.
وقالت الأحزاب، في بيانها، إن "الادعاء بأن معبر رفح مخصص
للأفراد وغير مجهز لعبور البضائع والمساعدات الإنسانية، رد عليه رئيس النظام عبد
الفتاح السيسي بقوله إن نحو 600 شاحنة كانت تدخل القطاع يومياً من مصر قبل بدء
العدوان الإسرائيلي"، فضلاً عن تأكيد الحكومة المصرية، مراراً وتكراراً، أن
"ما يعرقل دخول المساعدات من المعبر هو الكيان الصهيوني".
ورفضت الأحزاب أي ادعاءات بشأن عدم قدرة معبر رفح على
إدخال المساعدات للقطاع بشكل كاف، أو وجود ما يمنع توسعته، مستطردة بأن
"مقترح دخول مساعدات القمح الأمريكية عبر ميناء أشدود الإسرائيلي، ثم إلى غزة
عبر معبر إريز في شمال القطاع، الخاضع تماماً لسيطرة الكيان الصهيوني، لا يستحق
جهد التفنيد، لأن المساعدات الأمريكية لإسرائيل من قنابل وصواريخ تمطر غزة كل يوم
بالفعل".
وتابعت أنه "كان وما زال معبر رفح هو المعبر الوحيد
الذي لا يخضع للسيطرة المباشرة للاحتلال، ولذلك يمثل شريان الحياة الرئيسي لكسر
الحصار عن غزة، كلما تجدد عدوان الكيان الصهيوني على القطاع. وإغلاقه يعد بمثابة
قطع شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني من المدنيين".
وأضاف البيان أن "إغلاق معبر رفح، مع بناء الجدار
العازل بين قطاع غزة وسيناء المصرية، يسهل عملية سيطرة الاحتلال على محور
فيلادلفيا، الذي أعلن العدو الصهيوني أكثر من مرة عن نيته لاحتلاله، الأمر الذي
يحقق حصاراً كاملاً ومحكماً على القطاع، كما يتيح للعدو وجوداً مسلحاً مباشراً
قوياً على حدود مصر، ما يشكل تهديداً لأمنها القومي من عدو نرى كل يوم مدى إجرامه،
ونقضه لكل المعاهدات والمواثيق الدولية".
وزاد البيان أن "مقترح غلق معبر رفح جاء في وقت
تصمد فيه المقاومة الفلسطينية صموداً أسطورياً، بصورة أعلى من أي توقع، وتكسب فيه
القضية الفلسطينية معركة الرأي العام العالمي بامتياز، كاشفة عن كذب وتلفيق
الرواية الصهيونية أمام شعوب العالم، علاوة على تصدع وانقسام الجبهة الداخلية
للكيان الصهيوني".
وأكمل أن "المقترح تزامن أيضاً مع إبادة المدنيين
الفلسطينيين عن طريق القصف والجوع والعطش والمرض، ما يعني أنه سلاح ضغط موجع لأهل
غزة وصمود المقاومة الفلسطينية نفسها. بينما نحن في مصر من نملك اليد العليا
والحبل السري القادر على إغاثة القطاع واحتياجاته".
وختمت الأحزاب قائلة: "نرفض بشكل تام مقترح غلق
معبر رفح، بل ندعو إلى تدفق المساعدات عبره بالكميات التي يحتاجها أهالي غزة، في
ظل احتياج القطاع لأكثر من ألف شاحنة مساعدات يومياً. والمطلب الأساسي للمصريين هو
فتح المعبر تحت مظلة الإرادة المصرية، والمنظمات الإغاثية الأممية، بعيداً عن
الاحتلال الذي يستهدف فرض حصار قاتل على أهلنا في غزة، كما عبر وزير دفاعه (يوآف
غالانت) سابقاً بقوله: لا كهرباء.. لا وقود.. لا ماء.. لا غذاء".