قال المعلّق في صحيفة "
نيويورك تايمز"، نيكولاس كريستوف، إن "صورة واحدة جسدت الخسارة والألم في
غزة".
وأوضح: "أرسل لي جراح أمريكي تطوّع في غزة صورة حرقتني، وبلحظة بحزن غامر: امرأة تندب ابنها الشاب"، مضيفا: "أعرف الجراح الدكتور سام عطار، وهو البروفيسور في كلية الطب بجامعة نورثويسترن، ومنذ عقد، عمل في محاور الحرب حول العالم، من أوكرانيا إلى العراق وسوريا، لكن غزة كانت مروعة بالنسبة له، ولأنه شاهد الكثير من الأطفال يتألمون ويموتون".
وتابع المتحدِّث نفسه، بأنه "قبل فترة، أجرى عمليات بتر أطراف وجراحات أخرى في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة. وفي يوم كان يجهز نفسه لدخول غرفة العمليات، عندما دعته امرأة لأخذ صورة لابنها الشاب كرم، الذي كان يرقد في غرفة العناية الفائقة، وذهب سام إلى الغرفة ليكتشف أن الولد ميت".
وفي السياق نفسه، أخبر سام الكاتب: "في كل مرة حاول فيها الطاقم الطبي تغطية الميت ببطانية، تقوم بردها وتقول: "لا" ومن ثم تبدأ بالحديث معه، وتسأله أين ذهب.
وقال الممرضون والأطباء الذين كانوا في غرفة العناية الفائقة، ذلك اليوم، إن كرم مات نتيجة مصاعب سوء تغذية. فيما أكدت الأمم المتحدة وفاة أطفال غزيين بسبب الجوع.
إلى ذلك، حاول الممرضون نقل جثّة كرم بعد ساعة من وفاته، إلا أن والدته منعتهم. وفي حزنها، أخبرت سام أن كرم هو أميرها، وتريد منه أن يشرك صورة ابنها، وربما شعرت أنها الطريقة الوحيدة لتخليد ذاكرته.
ويقول كريستوف إنه انتقد حملة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ودعم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، القوي لها، التي قتل وجرح فيها طفل كل عشر دقائق، حسب الأمم المتحدة. واستشهد أكثر من 14,000 طفلا، حسب وزارة الصحة في غزة، لكنه رقم، فهذه الصورة تمسك بمأساة كان يمكن منعها.
واسترسل بالقول: "أجادل أن الوقت قد حان لوقف هذه الحرب، وأعتقد أن هذه الصورة تحمل قوة إقناعية أكثر من كل كلامي، ولهذا منحت المساحة المخصصة لي لهذه الصورة، ونحن نناقش غزة، فالحرب تتكشف من خلال حيوات مثل كرم، هذه هي الصورة، تذكير لنا جميعا بما هو على المحك".