ملفات وتقارير

ما حقيقة اقتراب نتنياهو من الموافقة على صفقة قد تنهي حربه في غزة؟

دعا نتنياهو وزراء وأعضاء كنيست للتعبير عن دعم مقترح الصفقة رغم عدم اطلاعهم عليه- الأناضول
تطفو الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن المقترح المحتمل لعقد صفقة تبادل أسرى تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، على سطح وسائل الإعلام العبرية، التي تضع مجريات المباحثات ضمن أجندة أخبارها وتقاريرها اليومية.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو دعا وزراء وأعضاء الكنيست للتعبير عن دعم مقترح صفقة التبادل، رغم عدم اطلاعهم عليه، مشيرا إلى أن مقترح الصفقة سيعجل من تحقيق أهداف الحرب.

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحليل خاص بها، إنه "في مواجهة الأزمات المتضاعفة يلعب نتنياهو بالورقة الوحيدة المتبقية لديه"، موضحة أن "حل البرلمان سيسمح لنتنياهو بالهروب من حق النقض الذي يستخدمه شركاؤه اليمينيون المتطرفون".

نتنياهو يتحرك نحو الصفقة
وتوقعت الصحيفة في تحليلها أن "يتحرك نتنياهو نحو التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس"، إلى جانب هروبه في الوقت نفسه من قرار المحكمة الخاص بتجنيد الإسرائيليين المتشددين.

من جانبها، اهتمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بمواقف الوزيرين المتطرفين بحكومة نتنياهو، وهما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، واللذين هددا بتفكيك الحكومة بحال التوصل لاتفاق يتضمن إنهاء الحرب في قطاع غزة.

ونوهت الصحيفة إلى أن نتنياهو يرفض عرض مسودة مقترح الصفقة على بن غفير وسموتريتش، مبينة أن الاثنين لم يتلقيا إجابات منذ نهاية الأسبوع الماضي، بشأن الصفقة التي قدمتها تل أبيب للرئيس الأمريكي جو بايدن.



وذكرت أن صبر الوزراء المتطرفين بحكومة نتنياهو بدأ ينفد، وانتقلوا إلى التهديدات بالانسحاب من الحكومة وتفكيكها، إذا تم إنهاء الحرب على قطاع غزة دون القضاء على حركة حماس.

"مقترح غير قانوني"
وفي الاتجاه ذاته، سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء، على تصريحات سموتريتش التي قال فيها إن "المقترح الخطير الذي تحدث عنه الرئيس بايدن لا يلزم الحكومة الإسرائيلية"، مشددا على أن المقترح "قدمه مجلس الحرب دون سلطة قانونية، ولا يلزم حكومة دولة إسرئيل".

وهاجم سموتريتش مجلس الحرب الإسرائيلي، مؤكدا أن تصرفاتهم فاشلة وخطيرة، ويكررون نفس الأخطاء مرارا وتكرارا، متطرقا إلى أسباب معارضته للصفقة، التي بحال تم التوافق عليها، فإنه سيستقيل من الحكومة.

وكان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، نقل عن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قوله: "بايدن لم ينشر سوى بعض التفاصيل في أثناء طرحه لخطة إنهاء الحرب في غزة".



وأضاف أن نتنياهو قال: "الحرب ستتوقف بهدف إعادة الرهائن وبعد ذلك سنمضي قدما في مناقشات أخرى"، وذلك فيما يبدو أنه تكرار لرفض إسرائيل الوقف المستدام للهجوم على حركة حماس من أجل القضاء عليها.

هل يوجد فجوات؟
نتنياهو قال أيضا خلال مناقشة سرية بلجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست: "يمكننا وقف القتال لمدة 42 يوما من أجل إعادة الرهائن، لكننا لن نتخلى عن النصر الكامل"، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

وتابع أنه "ليس مستعدا لوقف الحرب" على غزة، مدعيا أن ما عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار "ليس دقيقا".

لكن منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، نفى وجود فجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك تعليقا على تساؤلات الصحفيين بشأن رد نتنياهو على الخطة التي تحدث بها بايدن.

وقال كيربي: "الكرة في ملعب حركة حماس وينبغي عليها الموافقة على الاتفاق (..)، وهي تلقت خطاب الرئيس بايدن بإيجابية"، منوها إلى أن "المقترح الإسرائيلي الحالي هو نتاج جهود دبلوماسية مكثفة، بين واشنطن وتل أبيب".

وشدد كيربي على أن الرئيس، شعر بأنه ينبغي التصريح بشأن تفاصيل المقترح، ليرى العالم بأسره ما يتضمنه الاتفاق، مستدركا: "لن أكشف عن ماهية الفجوات البسيطة، بين موقفي إسرائيل وحماس بشأن الاتفاق".

وتابع: "اليوم التالي في غزة، ليس ضمن المقترح الذي قدمناه لحماس، ولكننا ما زلنا نعمل على ذلك، والمرحلة الثانية ستشمل إطلاق بقية الرهائن، وبعدها يتحول وقف إطلاق النار المؤقت لوقف دائم للأعمال العدائية"، على حد قوله.