تتعرض الشركات المدرجة على قائمة المقاطعة الداعمة لفلسطين إلى أضرار واسعة بفعل الحملة الشعبية العالمية التي تمتنع عن شراء منتجاتها نصرة للشعب
الفلسطيني منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع
غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حسب تقرير لصحيفة "
ذا صنداي تايمز".
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن البريطانيين استخدموا المقاطعة منذ سنة 1959، عندما دعا الناشطون المناهضون للفصل العنصري في جنوب أفريقيا الناس إلى مقاطعة منتجاتها. ويعني انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أن هذه الحركة اكتسبت زخما سريعا، وأن المصنعين وتجار التجزئة يشعرون بالفعل بتأثيرها.
وأشارت إلى أنه جرى تحديد قائمة بكبرى الشركات التي تدعم إسرائيل أو لها استثمارات أو روابطها بها على مواقع الويب، مثل تلك التي تديرها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، بالإضافة إلى التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتشمل العلامات التجارية المذكورة ستاربكس، وماكدونالدز، وكوكا كولا وشركتها الفرعية كوستا كوفي، وأمازون، وغوغل، ومارس، ونستله، وزارا، وباركليز، وبن آند جيري، وليدل، وتيسكو، وويتروز، وإم آند إس، وكنتاكي فرايد تشيكن. ولم يستجب معظمها لطلب صحيفة "صنداي تايمز" للتعليق على هذه المزاعم، وفقا للتقرير.
ويدرج تطبيق للهواتف الذكية يسمى "لا شكرا"، تم إنشاؤه في نهاية السنة الماضية، 1273 شركة يقول إنه ينبغي تجنبها، وهو تطبيق يكتسب زخما بين المتسوقين البريطانيين. وقد أسسه خريج علوم حاسوب يدعى أحمد بشباش (25 سنة) يقيم في المجر، استشهد شقيقه إبراهيم (29 سنة) في 31 تشرين الأول/ أكتوبر في شمال غزة.
وقال التقرير إنه تم تنزيل التطبيق 187 ألف مرة في المملكة المتحدة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، و2.9 مليون مرة في جميع أنحاء العالم، وهو يمكّن العملاء من تحديد ما إذا كان للشركة المصنعة للمنتج صلة بإسرائيل فقط من خلال مسحه ضوئيًا. وعلى إنستغرام، يُشجّع الآباء والأمهات والمؤثّرون الداخليون متابعيهم على تنزيله.
وحسب الصحيفة، تم إدراج ستاربكس في قائمة المقاطعة؛ لأنه يقال إن رئيسها التنفيذي السابق والمساهم الرئيسي هوارد شولتز يستثمر "بكثافة في الاقتصاد الإسرائيلي". وفي حديثه إلى المستثمرين خلال مكالمة أرباح الربع الأول من سنة 2024، قال لاكسمان ناراسيمهان، الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس، إن الأحداث في الشرق الأوسط أثرت بالفعل على المبيعات "مدفوعةً بتصورات خاطئة حول موقفنا". وقال متحدث باسم الشركة: "على الرغم من التصريحات الكاذبة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تساهم ستاربكس أبدًا في أي عملية حكومية أو عسكرية بأي شكل من الأشكال". لكن مثل هذه التصريحات لم تردع المقاطعين. وقالت عاملة مقهى ستاربكس في لندن، التي كانت ترتدي الحجاب: "لم يعد المسلمون يأتون".
وذكرت الصحيفة أنه تم إدراج ماكدونالدز في تطبيق "لا شكرا"؛ لأنه في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قال صاحب المطعم الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي إنه "تبرع وما زال يتبرع بعشرات الآلاف من الوجبات لوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي والشرطة والمستشفيات والمستوطنين حول قطاع غزة وكافة قوات الإنقاذ". مع ذلك، قالت ماكدونالدز في وقت لاحق إن هذا القرار تم اتخاذه "بشكل مستقل دون موافقة ماكدونالدز".
وقال بشباش، الذي أنشأ التطبيق، إنه اختار الشركات التي يجب مقاطعتها بناء على محتوى مواقعها الإلكترونية والمقابلات الإعلامية السابقة وغيرها. وأضاف أن المعلومات اللازمة جمعها فريق من سبعة متطوعين. وتم إنشاء التطبيق في عشرة أيام، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وشمل في البداية 200 شركة. وبعد فترة وجيزة، تم حظره من متجر غوغل الافتراضي لأنه أعلن عن نفسه كأداة "لمعرفة ما إذا كان المنتج الذي بين يديك يدعم قتل الأطفال في فلسطين".
وأظهر استطلاع أجرته شركة "يوجوف" لصالح صحيفة "صنداي تايمز" وشمل 2053 من البالغين في المملكة المتحدة، أن خمسة بالمئة من البالغين في المملكة المتحدة يقاطعون حاليا علامة تجارية واحدة على الأقل بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس. وكان الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة أكثر استعدادا للمشاركة في المقاطعة، في حين كانت ماكدونالدز وستاربكس وكوكا كولا هي العلامات التجارية الأكثر شيوعًا التي تم الاستشهاد بها. وسُئلت عينة تمثيلية من سكان المملكة المتحدة أولاً عما إذا كانوا يقاطعون أي علامات تجارية لأسباب أخلاقية سياسية، ثم طُلب منهم تسمية الشركات ولماذا.
قام ليو هودجز (24 سنة)، وهو مدير حسابات يعيش في شرق لندن، باستبدال متجر "ليدل" الأسبوعي الخاص به بمتجر "أسدا"؛ بسبب استثمار المالك المفترض في الشركات الإسرائيلية الناشئة. كما أنه يتجنب العلامات التجارية للوجبات السريعة بما في ذلك ماكدونالدز وكنتاكي بسبب صِلاتها الإسرائيلية. وقال إن "المقاطعة هي إحدى الطرق النشطة التي أشعر أنني أستطيع من خلالها المساعدة في إحداث تغيير، حتى لو كان هذا الاختلاف صغيرا"، وفقا للتقرير.
وفي جميع أنحاء المشهد الفني، وكذلك في الشوارع الرئيسية، تكتسب عمليات المقاطعة زخما أيضا، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن مهرجان الهروب الكبير في برايتون، الذي ساعد في إطلاق مسيرة مغني الراب ستورمزي، تمت مقاطعته بثلث عروضه هذا الشهر؛ لأنه كان برعاية بنك باركليز.
واتهمت مجموعة "باركليز"، وهي مجموعة يقودها موسيقيون، البنك بالاستثمار في الشركات التي تزود
الاحتلال بالأسلحة، وهو ما ينفيه البنك.