سياسة عربية

فتح طريق رئيسي بين "تعز" و"الحوبان" بعد 9 سنوات من الإغلاق

ساد الفرح والابتهاج أوساط السكان المحليين في مدينة تعز الذين توافدوا إلى هذه الطريق- الأناضول
أعلنت السلطات اليمنية في محافظة تعز (جنوب غرب)، الخميس، فتح طريق رئيسي يربط بين مدينة تعز (المركز الإداري للمحافظة) ومنطقة الحوبان، التي يسيطر عليها الحوثيون بعد إغلاق دام 9 سنوات بسبب الحرب.

وقال عمدة تعز، نبيل شمسان، مساء الخميس؛ إن "تسع سنوات ذاق فيها شعبنا مرارة الحصار ورائحة البارود ونزيف الجروح ورصاص القناصة.. ينتصر اليوم الحالمون في تعز وتعود الحياة إلى المدينة"، في إشارة إلى رفع الحصار المفروض على المدينة من المنفذ الشرقي الرئيسي لها، من قبل الحوثيين الذين يسيطرون عليه منذ 9 سنوات.

وأضاف شمسان عبر منصة "إكس": "اليوم تتدفق الدماء إلى الشريان وتعود الأطراف للحركة، هي جهود سنين من الضغط والتفاوض مع المجتمع الدولي، التي أفضت أخيرا إلى سريان الحياة".


وفي وقت سابق الخميس، أعلن رئيس اللجنة الحكومية في مفاوضات فتح الطرقات، عبد الكريم شيبان، رسميا "فتح طريق الكمب- جولة القصر؛ تمهيدا لاستقبال وخروج المواطنين، بعد سنوات من الحصار الظالم الذي فرضته المليشيات الحوثية على المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن.

وفي مؤتمر صحفي، قال شيبان: "يسرنا اليوم فتح طريق الكمب- جولة القصر الذي ظل مقطوعا من قبل مليشيا الحوثي منذ ٩ سنوات، وتسبب في معاناة لأبناء المحافظة".

وأشار رئيس اللجنة الحكومية إلى أن كل الطرق مفتوحة من جانب الحكومة (المعترف بها)، التي تسيطر على معظم مناطق تعز، مؤكدا "فتح باقي الطرق من قبل جماعة الحوثيين، وفي مقدمتها طريق (مفرق الذكرة، خط الستين، مفرق العدين، عصيفرة)، ورفع الحصار الكامل عن المحافظة.

وعلى مدى سنوات الحرب، يفرض الحوثيون حصارا خانقا على محافظة تعز، وذلك بفعل تحكمها بطرق رئيسية تعد "طريق الحوبان" أبرزها، وهي المنفذ الرئيسي من مدينة تعز وإليها.



وقد تسبب إغلاق هذا المنفذ الواقع إلى الشمال الشرقي من المدينة في آثار ومتاعب كبيرة على المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن، حيث أجبر السكان بالتنقل على طرق بديلة ووعرة، التي أدت إلى سقوط المئات من الضحايا جراء حوادث السير وانفجار بعض مخلفات الحرب، إضافة إلى الاشتباكات التي كانت تجري بين القوات الحكومية والحوثيين.

وبإغلاق المنفذ الشرقي من تعز، اضطر سكان المحافظة إلى أن يسلكوا طرقا أخرى جبلية للوصول إلى مناطقهم ومركز المدينة، في رحلة تستغرق من 6 إلى 10 ساعات، بدلا من دقائق معدودة، وهو أمر ضاعف من تكاليف التنقل للمواطنين، وتكاليف أخرى باهظة لنقل البضائع وزيادة أسعار المواد الغذائية.


والأسبوع الماضي، أعلنت جماعة "أنصارالله" ( الحوثي)  "البدء في فتح طريق الحوبان ـ جولة القصر "الخاضع لسيطرتها، في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات وجدلا، بعدما رفضت الجماعة فتح هذه الطريق الذي تمثل الشريان الرئيسي لسكان تعز، خلال جولات المفاوضات التي عقدت في السنوات برعاية الأمم المتحدة.

وساد الفرح والابتهاج أوساط السكان المحليين في مدينة تعز، الذين توافدوا إلى هذه الطريق، بعد إزالة كل السواتر الترابية والأشجار فيها، حيث عبرت سيارات المواطنين من وإلى مدينة تعز ومنطقة الحوبان الاستراتيجية الواقعة شرقها.


وتتخذ جماعة الحوثيين منطقة الحوبان الواقعة في الضاحية الشرقية لمدينة تعز، وتتبع إداريا مديرية التعزية مقرا لإدارة العمليات العسكرية لقواتها، في المناطق التي تسيطر عليها في الريف الجنوبي وفي محافظة لحج جنوبي البلاد، وهو ما أضفى عليها أهمية استراتيجية لدى الجماعة.

كما تضم منطقة الحوبان مقار أهم الأنشطة التجارية والصناعية لعدد من الشركات الكبرى في اليمن، من بينها شركات هائل سعيد أنعم ـ أكبر مجموعة تجارية في البلاد ـ ومنشآت صناعية أخرى.

ومن "الحوبان" تتوزع الطرق القادمة من مدينة تعز باتجاه العاصمة صنعاء شمالا، مرورا بمحافظتي إب وذمار (وسط)، ونحو مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، جنوبا، مرورا بمحافظة لحج الساحلية على خليج عدن وممر الملاحة الدولية في "باب المندب".