سياسة دولية

جولة ثالثة من الحوار بين الأمم المتحدة وأفغانستان بمشاركة طالبان

رفضت حركة طالبان المشاركة في الجولات السابقة إلا بعد الاعتراف بها- جيتي
تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد وغداً الاثنين، الجولة الثالثة من المحادثات حول أفغانستان برعاية الأمم المتحدة، ومشاركة حركة طالبان للمرة الأولى، وذلك بعد القبول بأهم شروط حكومة الأمر الواقع في كابول، التي سبق أن قدمتها في الجولة الماضية التي غابت عنها، في شباط/ فبراير الماضي.

واشترطت طالبان أن تكون الممثل الوحيد للبلاد في المحادثات حول أفغانستان في الدوحة، التي سيحضرها ممثلون عن 25 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة والصين وباكستان والاتحاد الأوروبي. 

والأربعاء الماضي، أعلنت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، التي يتوقع أن ترأس المحادثات حول أفغانستان٬ أن الاجتماع لن يكون لمناقشة الاعتراف الدولي بالحركة.

الأمم المتحدة.. الحوار لا يعني الاعتراف
وقالت ديكارلو للصحافيين: "هذا ليس اجتماعاً حول اعتراف، وليس اجتماعاً ليقود إلى اعتراف. المشاركة لا تعني الاعتراف، والأمر لا يتعلق بطالبان، بل يتعلق بأفغانستان وشعبها".

كما نفت رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان روزا أوتونباييفا٬ خلال جلسة لمجلس الأمن أخيراً، أن تكون المشاركة في المحادثات حول أفغانستان في الدوحة اعترافاً من قبل الأمم المتحدة أو المبعوثين الدوليين المشاركين فيها بشرعية حكومة الأمر الواقع في أفغانستان.

 ولفتت أوتونباييفا إلى عقد اجتماع موازٍ لممثلي المجتمع المدني في أفغانستان مع المبعوثين الدوليين في الأول من تموز/ يوليو المقبل غداً الاثنين.  

من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال الأفغانية ذبيح الله مجاهد، الذي سيرأس وفد الحكومة في المحادثات حول أفغانستان في الدوحة، إن "وفداً من الإمارة الإسلامية سيشارك في مؤتمر الدوحة المقبل المقرر عقده اعتباراً من نهاية حزيران/ يونيو " الحالي.

طالبان.. لا لمناقشة الوضع الداخلي
قال مجاهد في مؤتمر صحفي في كابول أمس السبت، إن الوفد "سيمثل أفغانستان هناك، ويعبّر عن موقفها". وأضاف أن سلطات "طالبان تعترف بالقضايا المتعلقة بالمرأة".

وشدد على أن "هذه القضايا هي قضايا أفغانستان"، موضحاً: "نعمل على إيجاد طريق منطقي نحو الحلول داخل أفغانستان؛ حتى لا تقع بلادنا، لا سمح الله، في الصراع والخلاف مرة أخرى".
ورأى أن "حكومة طالبان ستمثل أفغانستان بأكملها في الاجتماعات في الدوحة، وبالنظر إلى سلطتها، يجب أن تكون الممثل الأوحد للأفغان على الطاولة".


 وأشار إلى أنه "إذا شارك الأفغان من خلال قنوات عدة، فهذا يعني أننا ما زلنا مشتتين، وأمتنا ما زالت غير موحدة". وجدد مجاهد التأكيد على أن حكومة "طالبان" تسعى إلى إقامة علاقات إيجابية مع جميع الدول، لكنه أشار إلى أنه "لن تجرى أي مناقشات كبيرة أو رئيسية" في الدوحة، وأن الاجتماع يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر، خاصة مع الدول الغربية.  

ووضعت حكومة طالبان في شباط/ فبراير الماضي شروطاً لحضور الاجتماعات الأممية، أهمها اعتراف المجتمع الدولي بها، واقتصار التمثيل الرسمي في الاجتماعات على ممثلي الحكومة، وهي الشروط التي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس آنذاك إنها "غير مقبولة".

وفي منتصف شباط/ فبراير الماضي، اجتمع مبعوثون دوليون إلى أفغانستان، برعاية الأمم المتحدة في الدوحة، بحضور ممثلين عن المجتمع المدني الأفغاني بينهم نساء وبغياب "طالبان"، وناقشوا على مدى يومين تعزيز التزام المجتمع الدولي بشكل منسق أكثر في أفغانستان برعاية الأمم المتحدة.

 مع العلم أن الحركة لم تدعَ إلى الاجتماع الأول الذي عقد في أيار /مايو 2023 في الدوحة.