قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش، الجمعة، إن "مستوى القتل والدمار الكبير في قطاع
غزة لا يمكن فهمه"، مشددا على أنه "لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له
الفلسطينيون في غزة يوميا"، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي للشهر العاشر على التوالي.
وأضاف في كلمة له خلال مؤتمر التبرعات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "
الأونروا"، أن 195 من موظفي الوكالة الأممية استشهدوا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
ولفت أمين عام الأمم المتحدة، إلى أن "هذا هو أعلى عدد ضحايا في تاريخ العمل الإغاثي الإنساني"، مطالبا "الجميع بتوفير الحماية لوكالة الأونروا".
وأشار إلى أنه "من دون حصول الأونروا على الدعم فإن اللاجئين الفلسطينيين سيخسرون المستقبل ولا بديل للوكالة"، حسب تعبيره.
وشدد غوتيريش على عمل الأمم المتحدة "على جميع الجبهات وحان الوقت لوضع حد لهذه الحرب الرهيبة".
من جهته، قال مفوض الأونروا، فيليبي لازاريني، إن "هناك جهودا لتفتيت الأونروا وطردها من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها منظمة إرهابية".
وأضاف خلال حديثه في المؤتمر ذاته، أن "نحو 190 منشأة للأونروا دمرها القصف الإسرائيلي وأكثر من 500 شخص قتلوا أثناء سعيهم للحصول على خدماتها"، مشيرا إلى أن الوكالة الأممية "تعاني اليوم بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة".
كما لفت إلى أن "آلاف الأطفال استشهدوا وكثيرون أصبحوا معاقين بسبب حرب إسرائيل على غزة".
وتطرق لازاريني إلى الوضع المالي للوكالة، موضحا أن الأونروا "طلبت 1.2 مليون دولار لسد الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين ولم تتلق سوى 20 بالمئة".
وكان الاحتلال الإسرائيلي شن حملة تحريضية واسعة ضد وكالة أونروا، ما تسبب بتعليق 18 دولة تمويلها في كانون الثاني /يناير الماضي إثر مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفين في الوكالة الأممية "ضالعون" في هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
ولاحقا، عاد العديد من الدول بشكل تدريجي إلى استئناف تمويل الوكالة الأممية، في حين واصل الاحتلال تضييقاته على الأونروا والعاملين فيها.
تجدر الإشارة إلى أن "الأونروا" تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، والقطاع، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
ولليوم الـ280 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ38 ألف شهيد، وأكثر من 88 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.