سياسة تركية

داود أوغلو: بذلت جهدي لمنع اللاجئين السوريين من القدوم لتركيا

انتقد داود أوغلو نهج أردوغان في محاولة تطبيع العلاقات مع النظام السوري- إكس /حزب المستقبل التركي
شدد رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، على أنه بذل قصارى جهده من أجل منع اللاجئين السوريين من القدوم إلى تركيا خلال توليه وزارة الخارجية بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية التي قوبلت بقمع وحشي من النظام السوري تسبب بموجات لجوء كبيرة.

وقال داود أوغلو الذي كان وزيرا للخارجية التركية في الفترة ما بين 2009 و2014، الجمعة، "بذلت قصارى جهدي من أجل منع اللاجئين السوريين إلى تركيا"، مضيفا أن إدارة اللاجئين القادمين إلى البلاد ليست من مهام وزير الخارجية".

وأضاف في حديثه لصحيفة "T24" التركية، أن مهام "وزير الخارجية حينها كانت تمثيل تركيا في الخارج، وحماية مصالح تركيا دبلوماسيا، وإجراء المفاوضات الدبلوماسية كسلطة مخولة بالتوقيع نيابة عن البلاد"، مشيرا إلى أنه "ليس من واجبه السيطرة على ما يحدث على حدود هاتاي" في إشارة إلى الحدود مع سوريا.

وتطرق داود أوغلو إلى مساعي أردوغان للتطبيع مع النظام السوري وتصريحاته المتتالية حول رغبته بلقاء بشار الأسد، مشيرا إلى أن "رئيس الجمهورية التركية لا يطلب موعدا من أي شخص لمدة عام وينتظر منه القبول".



انتقاد لنهج أردوغان
واعتبر أن تركيا تحاول التقرب من النظام السوري بطريقة تظهر فيها "وكأنها تستجدي"، مشددا على أن "رئيس الجمهورية التركية في العلاقات بشرف وعلى قدم المساواة"، حسب تعبيره.

وأشار السياسي التركي إلى أن طلب أردوغان اللقاء بالأسد منذ حوالي عام أو أكثر "يؤلمه"، معتبر أن "سمعة السيد أردوغان هي سمعة تركيا، وهي سمعة كل واحد منا (المواطنين الأتراك)".

وحول حديث الرئيس التركي عن رفع العلاقات التركية مع النظام السوري إلى مستوى اللقاءات العائلية كما كانت عليه قبل عام 2011، قال داود أوغلو إن "مشكلة أردوغان تكمن في تقليله من القضية والنزول بها إلى العلاقات الشخصية، حيث يرى العلاقات التركية السورية يمكن أن تتحسن أو تتدهور من خلال الصداقة أو العداء بينه وبين بشار الأسد".

وأوضح داود أوغلو أن نهجه حين شغل منصب وزير الخارجية التركية، كان "يقوم على تقييم السياسة الخارجية برمتها والنظر إليها بشكل منهجي".

ولفت إلى العلاقات التركية السورية المزدهرة خلال توليه وزارة الخارجية، وقال: "جاء وقت هاجم فيه الأسد الشعب السوري، واستخدم أسلحة الدمار الشامل، وهو ما يعتبر بوضوح جريمة بموجب القانون الدولي، وقتل ما يقرب من مليون سوري، وخسرت الحكومة المركزية السيطرة على جزء كبير من سوريا، وتحول النظام المركزي إلى نظام قمعي، وفي تلك اللحظة وصلنا إلى مفترق طرق".

وأضاف أن "هناك صعوبات في الحفاظ على العلاقات مع النظام الذي يضطهد شعبه"، مشيرا إلى أن تركيا لم تصبح والنظام السوري "أعداء بين ليلة وضحاها، بل قُتل مليون شخص في تلك الأثناء".

وفي وقت سابق الجمعة، كشف أردوغان عن تكليف وزير خارجيته هاكان فيدان بالترتيب لاجتماع مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في تركيا أو في دولة ثالثة، موضحا أنه وجه نداء إلى دمشق قبل أسبوعين من أجل عقد لقاء بين الجانبين.

وكان أردوغان تحدث الأسبوع الماضي، عن انتظار بلاده اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب "بالشكل المناسب"، مشيرا إلى أن أنقرة قد توجه دعوة للأسد في أي لحظة.

وقبل ذلك، شدد على عدم وجود سبب يمنع بلاده من إقامة علاقات دبلوماسية مع النظام السوري، مبينا أنه من الممكن رفع تلك العلاقات أيضا إلى المستوى العائلي مع "السيد" الأسد، في إشارة إلى العلاقات القوية التي جمعت البلدين قبل الثورة السورية عام 2011.

في المقابل، يلتزم النظام السوري الصمت إزاء المبادرات التركية لتطبيع العلاقات، حيث لم تعلق دمشق على أي من تصريحات أردوغان، واكتفت بتصريح وحيد للأسد في أواخر الشهر الماضي قال فيه إنه "منفتح على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى".