كشف مصدر مسؤول بالأمم المتحدة أنه "ربما يتم إعلان
غزة منطقة مجاعة منكوبة
بشكل رسمي خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وذلك في حال استمرار تردي وتفاقم
الأوضاع الإنسانية هناك"، لافتا إلى أن قطاع غزة وصل لأسوأ مستوى في تاريخه
في مؤشرات الأمن الغذائي مع دخول الحرب شهرها العاشر على التوالي.
وأكد المصدر الأممي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الجوع في
غزة تجاوز حالة الطوارئ والأزمة ووصل إلى الوضع الكارثي، ونحن نحذّر كثيرا من
خطورة تفشي أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذا القطاع، وفي ظل تلك
الظروف المأساوية جدا".
وذكر أنه
"تم مؤخرا دعوة اللجنة الدولية لمراجعة
المجاعة، والتي تضم خبراء يقومون بمراجعة نتائج مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل
للأمن الغذائي، من أجل تقييم حالة المجاعة
في قطاع غزة، وهذه اللجنة تدرس جيدا الأوضاع على الأرض بشكل مستمر ودقيق،
وتقوم بتحليل مُعمّق للنتائج والبيانات والإحصائيات التي تصل إليها فرقها".
وأضاف أن "نحو نصف مليون مواطن غزي هم في مرحلة الطوارئ ضمن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن
الغذائي، ويحتاجون تدخلا عاجلا من أجل توفير المواد الغذائية الأساسية"،
موضحا أنه "لا يتم إنتاج الغذاء محليا في غزة بالوقت الراهن، وهو ما ساهم
-بالإضافة لانعدام دخول المساعدات الإنسانية- في انعدام الأمن الغذائي في القطاع بشكل
كامل".
ولفت المصدر الأممي الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن "نحو 22% من سكان غزة هم اليوم في التصنيف
المرحلي الخامس الذي يؤدي إلى المجاعة؛ فهم يواجهون نقصا كارثيا وخطيرا للغاية في
الحصول على الغذاء".
ونوّه إلى أن "منظمات
الأمم المتحدة بدأت تستعد بالفعل للمرحلة التي
ستلي إعلان غزة منطقة مجاعة منكوبة؛ حيث ستكون هناك إجراءات أممية مختلفة من صلاحيات
الأمين العام للأمم المتحدة وعبر مجلس الأمن الدولي لمحاولة مواجهة تلك المجاعة،
وسنعمل جاهدين من أجل دخول المساعدات الإنسانية والقضاء على المجاعة التي يبدو
أنها باتت مؤكدة في ظل الأوضاع الحالية".
وكانت الناطقة الرسمية باسم مؤسسة أوكسفام العالمية، هديل القزاز، أكدت أن
"تفشي المجاعة الكاملة في قطاع غزة أمر مرعب ومخيف للغاية؛ فالمجاعة تبدأ بشكل
تدريجي، وستكون تداعياتها خطيرة جدا، وعندما يصل الشخص أو المجتمع إلى حافة اللاعودة
سوف تتزايد أعداد الوفيات بدرجة كبيرة".
وأوضحت القزاز، في مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "جميع الدلائل
تقول بأننا على حافة المجاعة في غزة، والمؤشرات التي تنذر بمجاعة حقيقية تزداد سوءا
يوما بعد يوم، لكن ما الفائدة من الإعلان عن مجاعة بعد فوات الأوان".
يُشار إلى أن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" يحلل بيانات
انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، ويتكون من خمس مراحل، تبدأ بمستوى "لا مشكلة"
وهي الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي، ثم مرحلة "الضغط" ثم "الأزمة"
ثم "الطوارئ".
وخامسا تأتي مرحلة "الكارثة أو المجاعة" التي يفتقر فيها السكان كليا
إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)
هو أداة لتطوير طرق تحليل الأمن الغذائي واتخاذ القرار، ويعد مقياسا موحدا لدمج بيانات
الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش في بيان شامل حول طبيعة الأزمة، ومدى شدتها، والنتائج
المترتبة على الاستجابة للاستراتيجية.
والمجاعة هي مصطلح تقني، يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع
وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء.