أجريت في "
إسرائيل" سلسلة من المباحثات والمشاورات على المستوى السياسي والأمني استعدادا للرد المحتمل من
إيران وحزب الله على عمليتي الاغتيال لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، والقيادي في
حزب الله فؤاد شكر.
وقال المراسل العسكري لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" إيتمار ايشنر، إن "إسرائيل تفترض أن هجوما منسقا أو منفصلا أمر لا مفر منه، لكن هناك عدم يقين بشأن توقيت الهجوم ومدى شدته، تستعد إسرائيل لعدة سيناريوهات، في الوقت نفسه، تُجرى مناقشات حول الرد على الهجوم المضاد، وهناك أيضا تساؤلات حول إمكانية توجيه ضربة وقائية قبل وصول هجوم مماثل إلى إسرائيل".
وأضاف أنه "تم إبلاغ وزراء الحكومة في نهاية الأسبوع بضرورة الاستعداد لكل السيناريوهات، وأن الهجوم يمكن أن يحدث في أي لحظة وقد يتصاعد إلى حرب على خمس جبهات، بما في ذلك آلاف المواقع المستهدفة، وتم تزويد بعض الوزراء بهواتف فضائية في حال انهيار شبكات الاتصالات الخلوية".
وذكر أنه "تم تجهيز وزارات الحكومة التي تكون نشاطاتها مطلوبة في حالات الطوارئ بهذه الهواتف قبل عدة أشهر، وكذلك تم تجهيز المديرين العامين والمسؤولين الكبار بها".
ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "حزب الله يبحث عن فرصة لتنفيذ هجوم كبير في إسرائيل، لا يقتصر فقط على الأهداف العسكرية. التقدير في إسرائيل هو أن الإيرانيين لم ينتهوا بعد من حساب وتحديد مدى ردهم".
وقال مصدر أمني إن العلاقة بين "إسرائيل والولايات المتحدة والتحالفات واستعدادهم لإحباط الهجوم له تأثير كبير على الإيرانيين".
وأكد المراسل إيشنر أنه بشكل عام "يمكن القول إن هناك محادثات مكثفة بين إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق أقصى قدر من التنسيق بشأن إحباط الهجوم وردع إيران وحزب الله، وقد نقلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وأسراب مقاتلة إلى المنطقة وهي تستعد للعمل بطريقة مشابهة لما شهدناه في 13 نسيان/ أبريل، عندما انضمت مجموعة من الدول، بما في ذلك الدول العربية المعتدلة، لاعتراض الهجوم الواسع من إيران. الافتراض الآن أن الهجوم القادم سيكون أكثر شمولية وكثافة ودموية".
وصرّح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأنه في حال "بُدئ الهجوم من عدة جبهات وبوتيرة متسارعة، فسيكون من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة التعامل معها، ويجب الاستعداد لعدد كبير من الضحايا، لكن في مثل هذه الحالة، يمكن أن نرد بقوة أكبر وسنحظى بدعم من العالم".
وأضاف أن إيران وحزب الله قد "بنيا قوة عسكرية على مدار عقود لاستخدامها في يوم ما، وأنه لا ينبغي الانخداع بالشواطئ المزدحمة والمطاعم المملوءة، فهذه أيام مصيرية، قد تندلع فيها الحرب في أي لحظة".
وقالت مصادر حكومية إن "إسرائيل" تستعد دفاعيا وهجوميًا على حد سواء، و"نحن لا نحارب فقط حماس، بل نحارب كل محور الشر.. لقد اتبعنا سياسة هجومية أثبتت لهم أننا قادرون على ضربهم في أي وقت، في أي مكان، وضد أي شخص".
وبينت أنه "قبل ثلاثة أسابيع قتلنا رئيس أركان حماس محمد ضيف، قبل أسبوعين ضربنا الحوثيين كما لم يُضربوا منذ بداية الحرب، وقبل ثلاثة أيام قتلنا رئيس أركان حزب الله.. يعرف الأعداء جيدًا أننا مصممون للغاية، ولا نُقاد كالخراف إلى المذبحة".