أصدر زعيم حركة طالبان الذي يطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، الشيخ هبة الله أخوندزاده، مرسوما يقضي بإلزام موظفي ومستخدمي
المؤسسات الحكومية كافة، بأداء
صلاة الجماعة.
وينص المرسوم على ضرورة التنبيه والنصح لمن
يتخلف عن أداء الصلاة الجماعية بغير عذر شرعي، مع التأكيد أن تكرار التخلف قد
يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية، وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية.
وفي وقت سابق، أمر هبة الله أخوندزاده
النساء بارتداء البرقع في الأماكن العامة، تماشيا مع التقاليد الأفغانية.
وفي أول تعليق على قرار إلزام موظفي الحكومة
ومؤسسات الدولة في أفغانستان بآداء الصلاة جماعة، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي لـ "عربي21":
"فيما يتعلق بالصلاة جماعة في مؤسسات الدولة، هو إحياء لسنة عمر بن الخطاب،
فقد جاء في الموطأ أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتب إلى عماله؛ "إن أهم
أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها
أضيع".
وأضاف؛ "إن الإنسانية في أشد الحاجة
لمعرفة خالق هذا الكون، من خلال عقيدة التوحيد التي جاءت في القرآن الكريم، وما
يترتب عن هذه العقيدة من ثمار متعلقة بالعبادة التي تضفي على الحياة الإنسانية
الراحة والسكينة، وعلى رأسها الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتساهم في تزكية
النفس وتطهيرها وتوليف علاقات إنسانية رفيعة المستوى".
وأعرب الصلابي عن أمله في أن تهتم الإمارة
الإسلامية في أفغانستان بالمشروع الحضاري الإنساني، المستمد من القرآن الكريم ومن
هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فتسعى في نشر القيم الإنسانية العظيمة كالعدالة
وحقوق الإنسان والمساواة والحريات، التي جاءت في القرآن الكريم ومارسها النبي عليه
الصلاة والسلام، وتقديم نموذج يجمع بين الأصالة والمعاصرة على هدي النبوة ومعالم خلفائه
وصحابته الكرام".
وتابع: "نموذج يلامس الفطرة الإنسانية
وينور العقل الإنساني ويلبي الأشواق الروحية، ويعكس فعلا تعاليم القرآن وهدي الرسول
عليه الصلاة والسلام"، على حد تعبيره.
يذكر أن هبة الله أخوندزاده كان قد تولى زعامة حركة
طالبان الأفغانية في 26 أيار/مايو 2016، بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل
مجلس الشورى الحركة، خلفا لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور، الذي قُتل في غارة
أمريكية بطائرة بدون طيار في 22 أيار/مايو 2016.
ووفق تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي"، فإن أخوندزاده قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف
الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، وعمل رئيسا لمحكمة عسكرية في كابل، تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الراحل الملا عمر.
وتحت قيادة أخوندزاده، وقعت طالبان اتفاق
سلام تاريخي مع الولايات المتحدة في قطر في 29 شباط/فبراير 2020، ووصف أخوندزاده
الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.
ومنذ 1 أيار/مايو 2021، صعدت طالبان
عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية، وسيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان. وفي
15 آب/ أغسطس 2021، فرضت الحركة سيطرة كاملة على العاصمة كابل، بعد نحو 20 عاما من
دحر القوات الأمريكية لها.