أكد الكاتب
الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن
الولايات المتحدة تقوم بتعزيز قواتها في منطقة الشرق الأوسط من أجل ردع إيران، وذلك على "أمل ضعيف" وهو أن انعطافة في الدوحة ستلغي الرد وتعمل على تهدئة التوتر.
وقال الكاتب هرئيل في مقال نشره عبر صحيفة "هآرتس" الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أعلنت عن عقد قمة الخميس في الدوحة في محاولة شبه أخيرة للعودة والدفع قدما بصفقة تبادل بين "إسرائيل" وحماس، والأخير تهدد بعدم المجيء.
في غضون ذلك، ما زالت إيران وحزب الله على استعداد لعملية رد ضد "إسرائيل" على عمليات الاغتيال الأخيرة في طهران وبيروت، بينما تستعد "إسرائيل" أيضا لامتصاص الضربة ولعملية رد على الرد أيضا عند الحاجة، بحسب الكاتب.
وأضاف أنه مع زيادة القوات الأمريكية، نشر زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، نداء مشتركاً لإيران وحلفائها للامتناع عن تنفيذ هجمات ستعرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة للخطر.
وذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، هاتف وزير الحرب الإسرائيلي غالنت، لإعلامه بالخطوات الأخيرة للولايات المتحدة، مضيفا أن أوستن أمر بتسريع نقل حاملة الطائرات “لنكولن” ومجموعة المهمات التابعة لها إلى شرق البحر المتوسط، ونقل الغواصة النووية "جورجيا" التي تحمل صواريخ موجهة، إلى المنطقة.
واعتبر الكاتب أن هذه الخطوات تعطي إشارات لنظام طهران بأن "هجوما قويا قد يقربه هو وحزب الله من منطقة الخطر".
وقال إن "القمة المخطط لعقدها في الدوحة تعرض بأنها قمة الفرصة الأخيرة، وممثلو دول الوساطة في
المفاوضات وكبار قادة جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقدون أن تهديد حماس بعدم المجيء للمفاوضات هو جزء من المساومة، وأن القمة ستعقد في موعدها".
ورجح أن الأمريكيين ينوون وضع "اقتراح وسط مختلف قليلا في أمور صغيرة على الطاولة، والإملاء على الطرفين الموافقة عليه، على طريقة خذه أو اتركه، وإذا ووجهوا بالرفض فسيلقون المسؤولية للمرة الأولى على رئيس الحكومة
نتنياهو، بعد أن اعتادوا على توجيه أصبع اتهام فشل المفاوضات على حماس".
في الأشهر الأخيرة، يبدو أن نتنياهو يصد ضغوط الإدارة الأمريكية معتمدا على استطلاعات في الولايات المتحدة، التي تنبأت في معظمها بفوز ساحق لترامب في الانتخابات للرئاسة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وعشية المؤتمر الديمقراطي، أظهرت الاستطلاعات تعزيزا حقيقيا لمكانة نائبة الرئيس كامالا هاريس، مرشحة الحزب للرئاسة، وإذا كانت الاستطلاعات موثوقة فربما يجد نتنياهو نفسه في مشكلة مع الرئيس المتحرر من قيود التهذيب ومع وريثته، التي لا تخفي رغبتها في إنهاء الحرب.
وعن الحرب في القطاع، قال الكاتب إن "إسرائيل تستخدم في قطاع غزة ضغطا عسكريا جديدا على رئيس المكتب السياسي الجديد يحيى السنوار، وتتركز العملية البرية الجديدة للفرقة 98 في خانيونس، حيث لاحقته إسرائيل عبثا طوال نصف سنة تقريبا".
وزعم أنه في الوقت نفسه، "تنفذ إسرائيل هجمات جوية كثيرة ضد قيادات حماس، في مراكز الإيواء والمدارس، وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك أنهما شخصا 31 قتيلا في مهاجمة المدرسة في حي الدرج – التفاح في جنوب مدينة غزة يوم السبت، كنشطاء في حماس والجهاد الإسلامي أو ينتمون للاثنين".
ورأى أن "التوتر الإقليمي الكبير يأتي على خلفية الاغتيالات المنسوبة لإسرائيل، والأمريكيون سيتابعون إسرائيل كي لا تبادر إلى مغامرة جديدة قبل لحظة من عقد القمة، وأمس اهتم مكتب رئيس الحكومة بنشر توبيخ للوزير غالنت، بسرعة غير معتادة أمام عنف اليمين، وانحرافات أخرى عن السلوك المناسب".
وفي لقاء مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن، قال غالانت: "أنا لا أتأثر من الأبطال أصحاب النصر المطلق وأقوال الهراء"، بينما اتهمه مكتب نتنياهو بتبني "رواية مناوئة لإسرائيل والمس باحتمالية التوصل إلى الصفقة".
وجاء في بيان مكتب رئيس الحكومة: "أمام إسرائيل خيار واحد فقط، وهو تحقيق النصر المطلق. هذا هو توجيه رئيس الحكومة والكابينت الواضح، وهو ملزم للجميع، بما في ذلك غالانت".
"بنك الأهداف"
وقال إن "المقابلة التي أجريت مع قائد الفرقة 98، العميد دان غولدفوس، أثارت ردود فعل كثيرة انفعالية.. غولدفوس، الذي حارب مع فرقته منذ المذبحة في 7 تشرين الأول والذي ستتم ترقيته في القريب إلى رتبة قائد في الجيش، قال أمورا كانت تعتبر ذات مرة مفهومة ضمنا، وليس له أي تعاطف مع العدو الذي قتل واغتصب سكان الغلاف، ولكن مهمة الجيش هي قتله أو أسره"، بحسب المقال.
ونقل الكاتب تصريحات عن غولدفوس قال فيها إنه "إذا أصبح التنكيل بمعتقلي حماس هدفا، فسيتنازل الجيش عن ما يميزه عن العدو.. التمسك بقيم الجيش الإسرائيلي هو الذي سيحافظ على قدرته في المعركة؛ إعادة المخطوفين إلى البيت هدف أول بعد فشل إسرائيل الفظيع يوم المذبحة".
واعتبر الكاتب أن "هذه أقوال كانت كافية ليهجم عليه مذيعو اليمين وأبواقه، سبق أن أصبح غولدفوس هدفا لهم منذ آذار/ مارس عندما طالب في خطاب بعد إنهاء مرحلة في عملية لفرقته في خانيونس، السياسيين بأن يكونوا جديرين بالتضحية التي أظهرها المقاتلون".
وقال إن "الخطاب تجاوز خطوط المسموح والممنوع في العلاقة مع المستوى السياسي، وكان رئيس الأركان هليفي وبّخه ثم أرسله للقتال على الفور.. الآن وحتى الأمور الأساسية التي قالها غولدفوس في المقابلة كانت تكفي لإثارة حملة ضده".
وختم الكاتب بالقول: "هو هكذا ينضم إلى عدد كبير من الضباط الذين توجه إليهم الانتقادات في قنوات اليمين يوميا، مع أو بدون صلة بإخفاقات الجيش، وإضافة إلى قيادة الجيش العليا التي هي وبحق المسؤولة عن إخفاقات المذبحة لكن الهجوم عليها يستخدم لحرف الانتقاد لنتنياهو، ثمة ضباط آخرون يتعرضون لهجوم اليمين، من بينهم النائبة العسكرية الرئيسية الجنرال يفعات تومر يروشالمي، وقائد المنطقة الوسطى المستقيل يهودا فوكس، الذي قضى معظم الفترة الأخيرة منذ استقالته في حملة تعزية لعائلات الشهداء الذين سقطوا تحت قيادته في السنة الأخيرة، التي لم يتمكن من زيارتها أثناء الحرب".