شاهد العالم حجم
التصفيق الذي رفع من تجليات
نتنياهو الإجرامية، زوّدوه بجرعات هائلة من أدرينالين
النازيّة، هنأوه وباركوا له ما حصدت يداه من رؤوس الأطفال وما حقّقته مجازره من
إنجازات عظيمة، وأكدوا له كلّ
تعهداتهم بدوام تزويده بكل ما يلزم للقتل والذبح والقدرة الهائلة على تحويل غزة
إلى جهنم وقودها الناس والحجارة، فصاروخ الألفي رطل يحوّل المكان إلى درجة حرارة
تصل السبعة آلاف.. قالوا له بلغة التصفيق وبكلّ صفاقة: نحن معك نشاركك القتل والإبادة،
لا تهتم لن يحاسبك أحد طالما أننا معك، وهذا التصفيق هو العلامة المسجّلة التي لا
تنقضي صلاحيّتها أبدا.
وسينتج عن هذا التصفيق الأمريكي
كما هو واقع حالهم مع دولة الاحتلال: ترسانة مهولة من التسليح والدعم الكامل
بالمال والسلاح ،وتحريك حاملات الطائرات والبوارج المدمّرة والغواصات النووية
للدفاع عن حمى المدلّلة المحبوبة "
إسرائيل". وفي المجال السياسي فإنّ
الفيتو الأمريكي جاهز لإحباط أيّ قرار يدينها، سيصفعون به وجه العالم أجمع، ولو
اجتمعت أربع عشرة دولة على أمر يدينها لخرج لهم الفيتو الأمريكي كالجوكر في لعبة
الورق.
أقدّر ما في الأمر من رسالة سياسيّة، ففي ذلك ردّ دبلوماسي على الغطرسة الأمريكية وإيصال رسالة مفادها للأمريكيين بأن أمّتنا وشعوبنا لا تتفق مع هذا الصلف الأمريكي، وأنّ دعمكم للإسرائيلي فيه ظلم كبير وأنتم مشاركون بتصفيقكم لهذا السفّاح في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في فلسطين. ولكن أين نحن من المطلوب العملي؟
أمّا التصفيق التركي
للرئيس
الفلسطيني، ففيه ترسانة متكاملة من العواطف والمشاعر الملتهبة وتحريك
البوارج الإعلامية المزوّدة بصواريخ الكلم وبلاغة القول والتصريحات الصارخة. وهذه
بكلّ قضّها وقضيضها لن تقوى لإيصال سفينة معونات طارئة لمن يموتون بسبب نقص الطعام
والعلاج.
لو أنتج التصفيق التركي
جسرا من المساعدات الطارئة الإنسانية لغزة لكفى ولنالوا شرف الدنيا والآخرة، مقابل
ذاك الجسر المرعب من أسلحة الدمار والقتل؛ وإنهم لقادرون على فرضه عنوة: سفن ترفع
العلم التركي محاطة ببوارج تركية حماية لها، هل تستطيع "إسرائيل فتح حرب مع
تركيا؟ والحال أن العالم كله سيكون مع تركيا، ولن يكونوا قادرين على أن يهاجموا
هذه السفن كما فعلوا مع سفينة مرمرة عام 2010، الحال اختلف وهم اليوم أضعف بكثير،
وصورتهم في الحضيض، وتركيا دولة قوية مرهوبة الجانب وعضو في حلف الناتو، والعالم
كله حتى من يدعمون "إسرائيل" مع المساعدات الإغاثية لغزّة.
ما أسهل القول والتصفيق
منزوع الدّسم وما أعظمه إذا رافق العمل، فتقليد الكونغرس الأمريكي سهل في التصفيق
أمّا في بقيّة الأمور فالأمر يختلف!
أقدّر ما في الأمر من
رسالة سياسيّة، ففي ذلك ردّ دبلوماسي على الغطرسة الأمريكية وإيصال رسالة مفادها
للأمريكيين بأن أمّتنا وشعوبنا لا تتفق مع هذا الصلف الأمريكي، وأنّ دعمكم للإسرائيلي
فيه ظلم كبير وأنتم مشاركون بتصفيقكم لهذا السفّاح في حرب الإبادة الجماعية التي
يمارسها في فلسطين. ولكن أين نحن من
المطلوب العملي؟